المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٧

تَنَبَّه فليس كلُّ كلام موزونًا

صورة
دعوات التجديد و التطوير وتحريك الفكر من الجمود إلى الفاعلية  لا يمكن أن يصدقها المثقف الواعي إلا إذا تجاوزت عالم المفاهيم -فضلاً عن عالم الألفاظ والكلمات الرنانة والجوفاء- وصار  لها تجسد واقعي يستند إلى علم وحكمة ودراية، فالتجديد ليس حروفًا ملفوظة أو مكتوبة  تكوّن لفظة، أو مفهومًا قابعًا في المخيِّلة ولا يتجاوزها إلا إلى  منطقة الأمل والرجاء، و إنما هو مشروع حياة العباقرة، وهدف ذوي الهمم العالية من الأذكياء النابهين في جميع حقول المعرفة بما في ذلك معارف الدين والشريعة، وإن الإنسان ليتملكه اليأس عندما يجد ضبابية مُضلة تسيطر على تصورات بعض الكتّاب حول مفهوم التجديد، فيتصورون أنه يوازي  مفهوم مخالفة السائد، ولو كان السائد حقيقة مبرهنة أو كانت المخالفة لا تعتمد طريقة التفكير القويمة في شيء،  اليوم أرسل إليَّ أحد الأصدقاء مقالة لكاتب يشكك في روايات النص على إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) والتي هي متواترة، وفي  تشكيكه  تناول رواية ينقل فيها إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام)  النص على إمامة الكاظم (عليه السلام) من بعده لاشتمالها على أسماء الأئمة (عليهم السلام)، وما ذكره في تش

المنهج السندي وإثبات النصّ على إمامة الكاظم (ع)

صورة
الأستاذ علي بن سلمان العجمي كَتَبَ البعضُ– مشايعاً   خُطى أستاذه في "القراءةِ الخاطئةِ" لمنهج الوثاقة السنديّ:  "..على أساس المنهج المتداول في الواقع الشّيعي فلا مشكلة لديهم في البين أصلاً؛ ويعتبرون الرّوايات الّتي نصّت على تنصيص الصّادق "ع" على اسم خليفته هي من المحكمات (((رغم الضّعف السّندي لمعظمها))) وعدم دلالة بعضها، وجميع الرّوايات والسّيرة والمواقف الصّحيحة الّتي خالفتها من المتشابهات، ويضطرون إثر ذلك لتقديم تفسيرات غريبة وما ورائيّة على الطّريقة الشّيعية المعروفة لامتناع الإمام من ذكر اسم خليفته لخُلّص أصحابه ممّن أجمعت الطّائفة على وثاقتهم وفضلهم وعلمهم وعلوّ مكانتهم" . ثم أضافَ بأنّه سيحاكمُ أنصار "المنهج الأوّل المشهور والسّائد ... وفقاً لمقاييسهم الرّجاليّة في التّصحيح والتضعيف" ، واستعرض تصحيحات الشيخ المجلسي رحمهُ الله للباب الوارد في الكافي حول النصّ على الإمام الكاظم عليه السلام، ليخلصَ للقول "إنّ ما يُدّعى وضوحه وضرورته في عصر ما يُسمّى بالغيبة الصّغرى وما بعده من العصور لم يكن كذلك في عصر حضور الأئمّة "

هل جهل بعض خواص الإمام الصادق (ع) إمامة الكاظم (ع)؟!

صورة
الأستاذ علي سلمان العجمي روى الشيخ الكليني رحمه الله[1] والمفيد رحمه الله[2] والكشّي رحمهُ الله[3] روايةً قد يُفهم من ظاهرها أنّ بعض خواصّ الإمام الصادق (عليه السلام) قد وقعوا في الحيرة بعد شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)، وملخّصها أن هشام بن سالم وصاحب الطاق قد تبادر لهما أنّ الإمامة لعبدالله الأفطح ابن الإمام الصادق (عليه السلام)، فدخلا عليه والناسُ عندهُ مجتمعون وسألاه عن الزكاة، فأجابهما بجوابٍ جعلهما مرتابين في أمره، فخرجا ضلالاً لا يهتديان إلى أين يتوجهان، حتّى وقفا في أزقة المدينة باكيين، فجاءهما شيخٌ يدعوهما إلى بيت الإمام الكاظم (عليه السلام)، فلحقه هشامُ بن سالم وهنالك تيسّر لهُ معرفة إمام زمانه وخرج من عنده ليخبر هشامُ بن سالم مؤمنَ الطاق بأمر الكاظم (عليه السلام)، فانكشف ما كان بهما، وهكذا زالت عنهما الريبة، وبدأ تتابعُ الشيعة على الإمام (ع) والقطع بإمامته. وتشطحُ ببعضهم الأفكار ليتصوّر أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) قد قصّر في توجيه الشيعة إلى إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) ما أوقعهم في الحيرة، أو أنّ أمر الإمامة ليس من الضرورريات التي وجّه ال

السيد الحيدري وحوار الملحدين

صورة
محمد رضا كنت أحب أن أهنئ السيد الحيدري لبدئه في حلقات عن الإلحاد، كمشروع ننتظره لأهمية موضوعه في الساحة، ولكن ما السبيل إلى الفرحة بمشروعٍ أُجهِضَ قبل أن يلتقط أول أنفاسه؟! بحسب متابعتي لردود الفعل من شتى الأفكار والاتجاهات لا سيما الملحدين، جلهم ضرب ضربة استباقيّة والتزم بكلام السيد سابقاً والذي كرره في نفس الحلقة الأولى من حواره مع الملحدين، وهي: أنه لا يمكن لنا كشف الواقع والحقيقة كما هي، بل علينا أن نقول إن هذا هو فهمنا لما نعتقد أنه الواقع، وربما يطابق الواقع وربما لا يطابق. وبالتزامهم هذا فكل ما سيتعب نفسه لإثباته سيرتطم بهذا الجدار الذي بناه جنابه المحترم، وهو ما سيحبط بعض المتابعين، وسيصد البعض الآخر إذ لا شيء يمكن الركون إليه بكل طمأنينة حتى مسألة وجود الله؛ لاحتمال انكشاف الواقع بخلاف هذه المقولة. المستفيد الوحيد من هذه الحلقات شركة الانترنت التي سترفع من خلالها فيديوهات الحلقات، وشركة سيرفر موقعه، مضافاً إلى بعض المطبلين الذين أدمنوا هز رؤوسهم و(أحسنت سيدنا، طيب الله أنفاسك) والذين ينسجمون مع المنظومات المتناقضة بشرط صدورها عن جهة معينة. نعم، العشوائية والفو

الحوراء (ع) وظاهرة التشدّق بالدين!!

صورة
الأستاذ علي سلمان العجمي من المشاهد اللافتة للمتأمل في سيرة العقيلة زينب عليها السلام أنّ من جرّت عليها الدواهي مخاطبتهم، كانوا من المتشدقين بالهويّة الدينية رغم إجرامهم وقتلهم لريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخروجهم الفاضح من حياض الدين، فهذا عمر بن سعد لعنه الله يقول: "يا خيل الله اركبي وأبشري"[1] وكان صائحهُ فيما بعد ينادي "أحرقوا بيوت الظالمين"، وهذا ابن زياد (لعنه الله) يخاطب العقيلة  (ع) بالقول: "الحمدُ لله الذي فضحكمم وقتلكم وكذّب أُحدوثتكم"[2] وفي موضعٍ آخر: "كيف رأيتِ صنعَ الله بأهل بيتك"[3]، وفي موضعٍ ثالث: "قد أشفى الله نفسي من طاغيتك"[4]، وهذا يزيد بن معاوية (لعنه الله) يقول للإمام السجّاد (عليه السلام): "يا علي! أبوك الذي قطعَ رحمي وجهل حقّي ونازعني سلطاني! فصنع به الله ما قد رأيت!" [5] وقال للحوارء (عليها السلام): "إنما خرج من الدين أبوك وأخوك"[6]، ويقرّعها تارة بلفظة "كذبت يا عدوّة الله"[7]. وقد أجاد ابن عفيف الأزدي الوصف حينما قال: "تقتلون أولاد النبيين، وتتكلمون بكل

معاناة الرعية مع مرتدي لِباس الدعوة إلى البر

صورة
المهندس محمد القروص قال الله تعالى: { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } [ البقرة: 44 ] لا يكاد يخفى عن صغيرنا -فضلا عن كبيرنا- أهمية الدور الذي يلعبه الوعاظ في بناء المجتمع، فكل من تولى مسؤولية الدعوة إلى البر -كالتربية، والإرشاد الديني- ، طبع -بدوره- بصمته على الطرف الآخر: إما في طريق الهداية، وإما الضلال. ولمّا كان الدين هو الأشد اهتمامًا من قبل الناس -لأثره في تحديد سعادتهم الدنيوية والأخروية-، فإنّ كل من يمسك بزمام الدعوة الدينية، كان الأشد تأثيرًا من غيره من الوعاظ. لكن المشكلة -والتي نبهت واستشكلت عليها الآية الكريمة- أن يكون الواعظ الديني، يأمر الناس بالبر وهو غير ملتزم به! حيث استنكرت على علماء اليهود قيامهم بذلك! وهذا مما قد يصد الناس عن طريق الهدى، ويستغويهم ناحية الضلال! لذلك هنا ركزنا حديثنا على الواعظ الديني، وأود التنبيه بدايةً على أن الكلام لا يُقصد به الجميع وإنما جملة منهم، والذي نريده هنا هو: بيان جملة من السلوكيات التي يصدق عليها أنها أمر الناس بالبر ونسيان النفس عنها والتي تريبنا كعوام من اتباع كل من حمل على عاتقه الدعو

بَلْ كُلُّ آثَارِهِم بَاقِيَةْ.. الشَّيْخُ التَّبْرِيزِي نَمُوذَجًا

صورة
المهندس حسن علي الحجي يَقُولُ أحَدُ خُطَبَاِء الجُمُعةِ فِي الأحسَاءِ:  مَنْ حَاربَ مَنْ ضَلَّلَ مَنْ كَفَّر أينَ هِي آثارُهُم ؟  لَم يَبقَى مِنْها إلاَّ الْقُبُور. [١]  وَيَقولُ فِي مَعرِضِ حُزْنهِ عَلى تَغْيِيبِ الحَقَائِقِ: وَيُؤسِفُنِي أن يُعَمَّى عَلَى مُجْتَمَعِي وَأبْنَاءِ جِلْدَتِي وَشُرَكَائِي فِي مَذْهَبِي الْكَثِيرُ مِن الأمُورِ الوَاضِحَةِ البَسِيطَةِ، فَاللهُ تَعَالَى أعْطَانَا عُقُولاً، وَطَلبَ مِنَّا أنْ لا نُسَلِّمَ عُقُولَنَا لأحَدٍ، وَأنَا هُنَا أَطْلبُ مِن هَذَا الجَمْعِ المُبَارَكِ أنْ لا يُسَلِّمُوا عُقُولَهُم لأيٍّ كَان. عَلَيكُم أنْ تَقْرَأوا وَتَبْحَثُوا وتَسْتَعِينُوا بِأهْلِ الخِبْرَةِ، ولَكِنْ دُونَ تَسْلِيمِ العَقْلِ لِلآخَرِ.[٢] وبِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ نَكْتُبُ بَعْضَ المُلَاحَظَاتِ وَالكَلِمَاتِ التِي نَعْمَلُ مِن خِلَالِهَا بِوصِيَّتِهِ فِي البَحْثِ وَالقِرَاءةِ دُونَ تَسْلِيمِ العُقُولِ لِلآخَرِ وَبَيَانِ بَعْضِ الأمُورِ الوَاضِحَةِ وَالبَسِيطَةِ التِي يُحَاوِلُ أنْ يُعَمِّيهَا عَن المجْتَمَعِ وأَبْنَاءِ الجِلْدَةِ  وَ