المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٠

ما بين الشذوذ والعقد على الصغيرة

صورة
مغالطة أتت من لسان مغالط من كثرة اندكاكه مع حملات الشذوذ ودفاعه عنها أصابه مسٌّ في ذهنه مفادها أن التسامح مع الزواج [والصحيح العقد] مع الصغيرة  [١] هو أولى بالانتقاد من التسامح مع علاقة بين بالغين من نفس الجنس تمت برضاهم. إن التهمة سريعة الإلقاء لكن الاجابة عنها تحتاج إلى تفكيك وهو ما يستدعي الوقت، لذلك فالنقض دومًا أسهل من الاثبات. إنّ أول مقدمة مضمرة هي أن المنتقد يرى في العقد على الصغيرة "بيدوفيليا" - أي مرض اشتهاء الأطفال جنسيًا [٢] -في كل حالاته، والبيدوفيليا مرضٌ تسامح معه الشرع! هذه المقدمات الفاسدة لا نسلّم بها، ومن الخطأ التسليم للمنتقد بها. فمن ناحية فقهية فالفقيه يفتي بالدليل الذي يأخذ عنقه، ولا يقول في دين الله بهواه، ولا يحسب حساب رغبة الآخرين، والأصل في الأحكام أنها تكون عامة وتنظر للحالة العامة وليست مكيّفة بناء على الحالات الشاذة. فإن كان الدليل يدل على الجواز كان به، وإن كان لا يدل ففيه الاحتياط أو كان يدل على العكس ففيه الحرمة. وطالما أن الحكم ثبت فلا يجوز رده ولا يجوز اتهام دين الله سبحانه بنقص الحكمة وقلة الوعي وعدم الفهم. وانتقاد الفقيه

متى أسلم الحمزة بن عبد المطلب عليه السلام ؟

صورة
إن المتتبع للسيرة العطرة والخاتمة الشريفة لهذا البطل الهاشمي الضرغام يُرجّح بأنه لم يشرك بالله طرفة عين وكان مؤمناً موحداً من أول عمره،  والذين يذكرون تأخر إسلامه بعد البعثة بخمس أو ست سنين هم المؤرخون كابن هشام والمقدسي وأمثالهما . ولا غرابة ان يصدر منهم ذلك، وقد اتهموه بشرب الخمر - وحاشاه - بعد إسلامه ! ولكن هذا الكلام - أعني تأخر إسلامه - لايساعد عليه الاعتبار والنظر، بل غير قابل للتصديق. والذي يقوى في النظر بأن سيدنا الحمزة (ع) كان من المسلمين الأقدمين السابقين الذين لم يشركوا بالله طرفة عين. ومما يُعاضدُ قِدم وأصالة إسلامه وإيمانه أمور : الأول: إن عُمْر الحمزة حين البعثة كان على الأقل ٤٢ سنة، أي سن الكمال والنضج والإدراك. وقد وُلد وتربى في بيت الإيمان والتوحيد - بيت عبد المطلب - مع نقاء عنصره وطهارة ذاته [1] ، فكيف يبقى خمس سنين كافراً والعياذ بالله؟  في حين كان قد أسلم العشرات قبله الذين هاجروا إلى الحبشة ونافوا على الثمانين بين رجل وامرأة ، وفيهم على ماذكر ابن كثير : عثمان بن عفان،  وعثمان بن مضعون، وحاطب بن عمرو، والزبير بن العوام، و عبد الله بن مسعود،