المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٠

دع الخلق للخالق

صورة
حين ترى شخصاً يجاهر بمعصية وتدفعك غيرتك على الدين باستنكار فعله بقول: هذا حرام، تجد البعض يبادر بقول عبارة: (دع الخلق للخالق)   ظناً منه أنه جاء بالبرهان القاطع والحجة الدامغة على أن وظيفتك السكوت، وهذا الأمر بدأ يتفشى وينتشر وكأن هذه العبارة آية منزلة، وهنا نناقش هذه العبارة في النقاط التالية: 1-مصدرها 2-مضمونها 3- مخالفتها للنصوص الدينية أولاً: مصدر العبارة: ليس لهذه العبارة مصدر في كتب الشيعة، بل ولا حتى في الكتب الحديثية لأهل السنة، فالعبارة لا مصدر حديثي لها فلا قيمة قدسية لها. ثانيا: مناقشة مضمون العبارة: فلعل قائل يقول أن العبارة وإن لم يكن لها مصدر ديني إلا أنها سليمة وموافقة لواقع الدين وسماحته. فنقول: إن قائل العبارة غالباً يريدك أن تدع الخلق للخالق أي اترك نهي مرتكب المعصية على الله بينما الخالق يقول في كتابه (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) [ سورة آل عمران: 110] ويقول في آية ثانية (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَ

فوائد حول التراث الإسلاميّ: أهميّة التخريج والعزو إلى المصادر بدقّة

صورة
يُعدّ تخريج المصادر من أهمّ وظائف المؤلّف أو المحقق لأيّ متن تراثيّ في أيّ علمٍ من العلوم المختلفة، وله فوائد جمّة، منها: ١. استشكاف مدى دقّة المؤلف في نقولاته عن الآخرين. ٢. تعزيز استشهاد المؤلف بالشواهد المدعّمة لاستدلاله. ٣. خدمة القرّاء والباحثين بالوقوف على مصادر الفكرة المطروحة أو أدلّتها. ورغم ما لهذا الأمر من أهميّة وحاجةٍ إلى الدقّة، إلّا أنّنا نُفاجئ بما يقومُ به بعض المؤلفين أو المحققين من إخراج للمصادر في هوامش البحث أو التحقيق بشكل مستهجن ، فتجدُ أنّ بعضهم يتعاملُ مع التخريج على أنّه "الإتيان بأيّ مصدرٍ للحديث أو القول المنقول" دونَ أيّ مراعاةٍ للأقدميّة، أو يقوم بالتكرار غير النّافع والتطويل المُملّ. أما بالنسبة لعدم مراعاة الأقدميّة: فلا يخفى أنّ الأولويّة في التخريج للمصادر الأكثر قِدماً، وأنّ النقل عن كتب متأخّرة جداً مع وجود المصدر الأقدم أو المصدر الأصل ينبغي أن يُعَدَّ نقصاً وقصوراً في العمل. مثلاً: لو حقّقَ باحثٌ كتاباً نحوياً، وقد ذكرَ فيه المؤلّفُ قولاً لسيبويه، وكان هذا القول المنقول عن سيبويه موجودًا في كتابه (الكتاب)، فهل يصحُّ من المؤل

وقتك في بيتك

صورة
علي طاهر العبد الرضا نحن في منازلنا من أجل حماية أنفسنا. وفي هذا المنزل الصغير نعيش فيه أوقاتًا طويلة. والسؤال / كيف نستثمر هذه الأوقات ؟  إذا كانت الذات غالية ، ونحن نقوم بهذه التضحية ، وهي البقاء في البيوت ، من أجل حمايتنا ، فإننا نحتاج إلى تضحية أكبر ، وهي تستحق منا هذه التضحية ، وهي بناء الذات وفي هذه المساحة المتاحة في العالم الرقمي سنذكر عدة أفكار يمكن الاستفادة منها في بناء الذات ، وسنجعلها في أربع محطات:ـ المحطة الأولى : أفكار لبناء العقل . المحطة الثانية : أفكار لبناء الروح . المحطة الثالثة : أفكار لبناء البدن . المحطة الرابعة : النظرة الإيجابية للعزلة. وهذه الأفكار ليست على سبيل الإجبار ، وإنما لك دوماً الخيار . ونحب أن نشير إلى نقطة مهمة وهي : إن الأفكار لها جانبان : الجانب النظري ، و الجانب العملي ، ولا تكتمل الأفكار التي تتناول الجانب النظري إلا بالجانب العملي .   المحطة الأولى: أفكار لبناء العقل 1-  اقرأ الكتب النافعة الورقية ، أو الإلكترونية ، وبإمكانك أن تبدأ بقراءة الكتب الخفيفة إذالم تكن ممارساً في القراءة ، وأن تقوم بتلخيصها ، أو كتابة النقاط المهمة في

كيف نصنع جيلًا مهدويًا؟

صورة
بسم الله الرحمن الرحيم في زمن الانفجار المعلوماتي وتطور وسائل التواصل الاجتماعي صار انتشار الشبهات ووصولها لكل فرد سهل يسير، فجهاز صغير بيد أي شخص باحث أو عامي قد يصله باليوم كمٌ هائلٌ من الشبهات المبلورة في قوالب شتى من مقاطع فيديو أو صور أو مكتوبة، ومن هذه الشبهات المهدوية حيث من بداية الغيبة الصغرى إلى اليوم لم يتوقف سيل الشبهات من إنكار الولادة وادعاء المهدوية والسفارة. وهنا يخاف المؤمن على انحراف أبنائه عقدياً فما يصنع لحفظ فلذة كبده؟ والسؤال المهم: كيف نحصن أبناءنا عقائديا ونربطهم بإمام العصر والزمان (عج) ؟ ونكون مصداقاً لما روي عن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام : (بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة) (1) حيث أن تحصين الفرد عقدياً يريحنا من ملاحقة الشبهات وتبديدها، فلو كان المجتمع محصناً علمياً لن يتأثر بالشبهات وسينتهي عمل تجار الضلال. وقبل الجواب لابد من ذكر ملاحظة مهمة وهي أن المشكلة أحياناً أن الوالدين بعيدان كل البعد عن إمام زمانهم، ولا يشعران بوجوده أبداً، وهنا المشكلة تكون أكبر: كيف لهذان الوالدان ربط أولادهم بالإمام وهما لا يربطهما إلا الاعتقاد

هل مرض المعصوم يدل على الخطأ وعدم العصمة في الأمور البشرية؟

صورة
يقول السيد كمال الحيدري : الإصابة بالمرض تأتي من عدم مراعاة الأمور الصحية، بيني وبين الله يعلمها أو لا (يقصد الأمور الصحية التي خالفها ) أنت فسرت العصمة بما يشمل أمور الإنسانية والبشرية؟ * فما هو الجواب على كلامه ؟ والجواب : توجد على كلامه عدة ملاحظات ،ومنها : الملاحظة الأولى : ادعى السيد كمال ( هداه الله) أن المرض يأتي بسبب عدم مراعاة الأمور الصحية، وهذا الكلام، إن قصد به الموجبة الكلية ، فهذا لم يقدم عليه دليلاً ، فما هو الدليل على أن كل مرض سببه عدم المراعاة ، ولا يكون أمراً يحدثه الله تعالى لمصالح خاصة لا يعلمها إلا هو ؟ و إذا كان يقصد على نحو الموجبة الجزئية أي بعض الأمراض سببها عدم المراعاة ، فهذا لا يخدمه في نفي العصمة في الأمور الإنسانية والبشرية ، إذا قد يكون المرض في المعصومين من فعل الله المباشر. وإذا قلت : كيف يُمرض الله عباده مباشرة ؟ قلت : هو مالك له التصرف في ملكه لحكمة هو بالغها، ولا يزيد هذا على قبضه للنفوس و أمره بقتل من لم يفعل موجبه ، كالطفل الذي قتله الخضر. الملاحظة الثانية: لو سلمنا أن كل مرض سببه عدم المراعاة ، ويحصل بأسباب مادية في عالمنا، وليس من

حول الحقبة الجديدة من الأفلام والمسلسلات، والـnetflix وأشباهه

صورة
السيد محمد الموسوي العاملي قد يغفل كثيرٌ من الناس عن مدى تأثير ما نشاهده من مسلسلات وأفلام على ثقافتنا وهويّتنا، لكن في الواقع التأثير كبير جدًّا، وهو بمثابة تثقيف غير مباشر. نحن بالتأكيد كمؤمنين، ندرك أنّ حياتنا في هذه الدنيا ليست عبثيّة، وأنّ علينا سلوك خطٍّ معيّن لنيل السعادة في الآخرة، ومن أجل ذلك ينبغي أن تكون هويّتنا إسلاميّة، وهذه الهويّة لها معالمها الخاصّة المأخوذة حصرًا من كتاب الله والعترة الطاهرة، وما يكون في هويّتنا إسلاميًّا، إن لم نحافظ عليه بالطرق المناسبة، فهو قابلٌ للتبدّل والتغيّر، وما لا يكون إسلاميًّا ينبغي جعله كذلك من خلال التعلّم والمجاهدة، وإلّا سيكون محلّه ما هو دخيل. ومن جهة الأفلام والمسلسلات، وهي ما يهمّنا هنا، فهي ممّا يساهم في تبدّل وزوال الهويّة الإسلاميّة للإنسان المؤمن وحلول غيرها من هويّاتٍ دخيلة محلّها، وذلك التبدّل والزوال يكون من خلال: ١- التكرار والاعتياد على جوٍّ معيّن. إنّ تكرار أمرٍ ما لفترة طويلة، أو الاعتياد على جوّ معيّن، يصيّر ذلك الأمر وذلك الجوّ مألوفًا وعاديًّا، فحين يعتادُ الإنسان على مشاهد وثقافات معيّنة في المسلسلات وا