المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٨

البكاء أو التباكي على الحسين "ع" رياءاً مشروع؟

صورة
طُرح سؤال: هل البكاء أو التباكي على سيد الشهداء صلوات الله عليه رياءاً مشروع؟ والجواب: ☆ البكاء عبارة عن سكب الدمع واقعاً، وينشأ في العادة من حالةٍ انفعاليةٍ عاطفيةٍ تجاه أمرٍ معيّنٍ، يسمّى حزناً، وقد يصحب ذلك - بحسب شدّته - صراخاً وعويلاً وما شابه. والتباكي عبارة عن تكلّف البكاء لغرضٍ من الأغراض. ⊙ وهذان الفعلان - كمعظم الأفعال التي تصدر عن الإنسان - قد يكونان طاعةً، وقد يكونان معصيةً. ومن الواضح جدّاً أنّ نيّة الفاعل ليست بمعزلٍ عن توصيف الفعل بالطاعة أو المعصية. فإنْ بكيتُ في صلاتي، وفي جوف الليل مثلاً، لاعتباري بآيةٍ من آيات الله، أو استذكاري لذنوبي في مقام خشية الله، أو ذرفتُ الدمع حزناً على ما حلّ بالمولى أبي عبد الله عليه السلام، ونحو ذلك، فهذا يعدُّ من الطاعات والقربات. وتتفاوت هذه الطاعة علوّاً وسموّاً بمقدار خلوص نيّة العبد. وهكذا الحال في التباكي، إذا كان ناشئاً عن حالةِ حزنٍ مع جمود العين عن ذرف الدموع، لكن أراد المتباكي تهييج حزنه لعلّ العين تلين، فتذرف دموعاً تُغْسَلُ بها النفس عن أدران الذنوب. أو كان لغرضٍ مشروعٍ كامتثال أوامر الشارع في التباكي على

صورتان لتجديد الخطاب الديني

صورة
الشيخ مرتضى الباشا  مع اقتراب حلول شهر الحزن على مصاب أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) يكثر القيل والقال في نقد المنبر الحسيني، وفي انتقاد الخطاب الديني، وما شابه. ولا شك أن هذا الموضوع طويل ومتشعب، إلا أني أحببت أن أشارك القارئ الكريم بوقفة سريعة أستعرض فيها صورتين لتجديد الخطاب الديني:  *الصورة الأولى:* ربما يعني البعض من تجديد الخطاب الديني، والتجديد في المنبر أن تتحوّل الخطبة والمنبر وتتبدّل إلى الحديث عن قضايا أخرى من قبيل (فيزياء الجسيمات الفلكية) أو (الحمض النووي ودوره في كشف الجرائم الجنائية) وما شابه. أعتقد أن هذا ليس تطويرًا أو تقوية للمنبر، بل هو تحريف وتبديل. فالمنبر الحسيني يهتم بشكل مباشرة بالإصلاح في أمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الناحية الدينية، وما يتصل بها بشكل مباشر، دون أن نقع في مقولة فصل الدين عن الدنيا. المنبر الحسيني عليه أن يكون صوتًا للحسين في القضايا التي ثار وضحّى من أجلها. أما الحديث عن (أنواع السرطانات وطرق الوقاية منها) فهو موضوع مهم جدًا، لكن ليس من مهمات المنبر الحسيني، ومن  اشتغل بما لا يعنيه، فاته ما يعنيه. هي 12 محاضرة ت

لم العزاء من أول محرم؟

صورة
سأل أحد المؤمنين : ما هو الدليل على إقامة العزاء من أول محرم؟ ولماذا لا نكتفي بقراءة الكتب عن السيرة الحسينية؟ والجواب : تقديم لا بدّ منه: الآداب والسنن التي يندب إليها الشارع المقدّس، بل وكذلك الأحكام والفرائض، تأتي على صورتين: الأولى: أنْ يكون التشريع مستوعباً لها ولتفصيلاتها وكيفيّة امتثالها، وطريقة القيام بها. وذلك من قبيل الصلاة المفروضة والمندوبة؛ ففي الوقت الذي يأمرنا الشارع المقدس بالصلاة أو يندب إليها، يبيّن لنا عدد ركعاتها، وكيفيّة أدائها، والأقوال والأفعال والشرائط والموانع التي تتركّب منها، من دون أنْ يترك المجال للعبيد للتنوّع في ذلك. الثانية: أنْ يشرّع الأمر بها فرضاً أو ندباً، من دون الخوض في تفصيلاتها وطريقة الإتيان بها. وذلك من قبيل صلة الرحم مثلاً؛ فإنّه بعنوانه العام مطلوبٌ للمولى، ويترك كيفية تحقيق ذلك العنوان للمكلّفين. وكلّ ما كان من هذا القبيل يكون تطبيقه بيد المكلّف، لكنّه يكون محكوماً بعدم التصادم مع حدود الشريعة. فليس للمكلّف أنْ يصل رحمه مثلاً من خلال استضافته في وليمة تشتمل على الخمر ولحم الخنزير. وإقامة العزاء على المولى أبي عبد