المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٠

الكلام المنسوب لعليٍّ (ع) حول كورونا !!

صورة
السؤال: يتم التداول على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات لكلامٍ حول وباء "كرونا" ينسبونه لأمير المؤمنين (ع) ويزعمون أنَّه مذكورٌ في نهج البلاغة وأنَّ كتاباً اسمه عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي (ت 565) قد أورد هذا الكلام ومطلعه "عندما تحين العشرون ..يجتاح الدنيا كورون.."، وهناك كلام آخر أيضاً ينسبونه لأمير المؤمنين (ع) فيه: " ..يأتي عليكم زمان ..يُصاب رهط بمجاعة ولا يصلَّى على الميت جماعة فالزموا منازلكم.." فهل صحَّ شيءٌ من ذلك عن أمير المؤمنين(ع)؟ الجواب: لم يصح شيءٌ من ذلك ولا وجود له أو لِما يقربُ منه في نهج البلاغة، وهو محضُ كذبٍ وافتراء على أمير المؤمنين (ع) ويَبوء بإثمِه مَن اختلقَه ورَوَّج له وهو يعلم بكذبه ، وعلى المؤمنين الحذر من هذه الشائعات التي تستهوي أفئدة البسطاء من الناس، ولو كان هؤلاء المُرجِفون الذين اختلقوا هذا الكلام ونمَّقوه ونسبوه لأمير المؤمين (ع) على درايةٍ بأبسط قواعد اللغة وأُصول البلاغة لأدركوا أنَّ مثل هذا الكلام الركيك والملحون لا يصدرُ عن رجلٍ عربيٍّ يُحسنُ الكلام فضلاً عن صدوره عن مثل أمير المؤمنين(ع) والذي كان كلام

العالَم ينتظر العلم والدين

صورة
الشيخ حسنين الجمال بعد أن ابتُلي العالَم ببلاء عامّ، لا يميّز صغيرا عن كبير، ولا ذكرا عن أنثى، ولا غنيا عن فقير، انسدل ستار الحيرة في بعض الأرجاء، حتى كتب بعضهم:  "العالَم ينتظر العلم لا الدين، فالدين لا يمكنه تقديم الحلول، فإذًا لا حاجة إلى الدين" . وفي مقام تحليل هذا الكلام لمعرفة مدى إصابته للحقيقة ومدى مجانبته للصواب، نقول: هذا الكلام مؤلف من مقدمات ونتائج: أما المقدمات فهي: 1- يوجد بلاء عامّ حلّ على هذا العالَم 2- العلم بإمكانه تقديم الحلّ 3- الدين لا يمكنه تقديم الحلّ لهذا البلاء أما النتائج المتفرعة عنه فهي: 1- لا حاجة إلى الدين 2- العالَم ينتظر العلم لا الدين وبين يدي هذا الكلام، من المنطقي أن تواجهنا الأسئلة التالية: 1- هل مقدمات هذا الكلام صحيحة؟ 2- على فرض صحتها، هل يمكننا من الناحية المنطقية أن نستخلص هذه النتائج المذكورة؟ أم أن النتائج المنطقية لهذه المقدمات –على فرض صحتها كلها- هي أمور أخرى؟ 3- على فرض وجود خلل في بعض هذه المقدمات، ما هي النتائج المتفرّعة بنحو منطقي عن هذه المقدمات بعد معالجة خللها؟ السؤال الأول: هل مقدمات هذا الكلام صحيحة؟ هذا الك

نقض دعوى «الإيمان بالغيب في مأزق»!

صورة
ترافقُ الجدل المعرفيّ والفكريّ مع حدوث الأزمات البشريّة الكبرى أمرٌ معهودٌ، إذ لكل حادثةٍ مؤثّرةٍ في الاجتماع البشريّ انعكاس على كافة الأصعدة، ومما ترافق مع أزمة انتشار الوباء العالميّ صخبٌ كبيرٌ حول مسائل تتعلق بالإيمان بالله والغيب، وكان من المُفترض أن تُطرح تساؤلات جادّة تثير جدلاً فكرياً مبنياً على أصول علميّة، وأنّ يكون المتصدي لمثل هذه الأطروحات عارفاً بالجهة المقابلة ومبانيها وأفكارها، وحيثُ إننا في زمن الانهيار الفكريّ والابتذال المعرفيّ لم يظهر لنا سوى المزيدُ من السطحيّة والضحالة، وكان أقصى ما جاء به أولئك هو التشكيك في جدوى الدعاء، والتشكيك في الاعتقاد بالأولياء وأضرحتهم المقدّسة، وذلك بطرح أفكار تم تجاوزها قبل قرونٍ طويلةٍ، وقد قطعت هذه المسألة شوطاً طويلاً من البيان والبرهان والتأصيل العلميّ، وتبيّن لنا أنّ تلك الفئة التي تدّعي تنوير الأذهان لم تقف على شيء في فهم حكمة الدعاء والاستشفاء بالغيبيّات، بل أقول أكثر من ذلك: إنّ هؤلاء لم يفقهوا الرؤية الدينيّة في بيان فلسفة الوجود الإنسانيّ على الأرض وطبيعة المسيرة التي حدّدها اللهُ للإنسان . والمثير للتعجّب أنّهم تصوّروا أ

بل يضرُ وينفع ويمنع ويدفع!

صورة
السيد صلاح عبد المهدي الحلو في مقطعٍ فيديويٍّ صغيرٍ خرج بعضُ الحمقى ممن لا أشكُّ أبداً أنَّ في شرفِهِم ثلمة، وفي نسبهم غمزة، وفي عقلِهم لوثة وهم يُرددون هتافاً سخيفاً مثلهم ويهزجون بعبارة (خلي الرضا يفيدك). سلامُ الله على السلطان أبي الحسن الرضا عليه السلام، فمما لاشك فيه أنَّه يضرُ وينفع، ويمنع ويدفع. وكم له من كراماتٍ باهرة، وآياتٍ ظاهرة تدُلُّ على منزلته عند الله، وقُدرته في التصرف بقوانين الكون بإذنه، فهو ليس أقلَّ من عيسى الذي يبرئُ الأكمه والأبرص ويُحيي الموتى، ولا دون موسى الذي فلق البحر بيمينه، ولفق الإفك بعصاه، بل هو خيرٌ منهما – عليهم السلام – فهو سليل من شقَّ القمر والشجر نصفين، فلهُ آيةٌ في الأرض وآيةٌ في السماء صلى الله عليه وآله. يتعاطى النَّاسُ مع الأوبئةِ والأمراض، والمحن والرزايا على ثلاث مستويات: فمنهم من لا يؤمنُ بالغيب أصلاً، لا من قريبٍ ولا من بعيد، ويرمي بكّلِه على الأسباب الطبيعية؛ لذا حين يعجز العلم عن إيجاد حلٍّ لمشكلته ينتابه اليأس وتتأذى حالتُه النفسية. ومنهم من يؤمن أن الاسباب الطبيعية والغيبية يسيران معاً في طريق الشفاء من المرض، والتخليص من ال