المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

معقباتٌ من بين يديه

صورة
بسم الله الرحمن الرحيم { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ } (الرعد ـ ١١) يسعى الإنسان بفطرته دائمًا للبحث عمّا يجهله، ويزداد هذا السعي إذا تعلقت المعرفة بشيء مما وراء المادة. وقد ساير القرآنُ الكريم الإنسانَ في هذه الفطرة؛ ففتح له العديد من المنافذ التي يمكنه من خلالها الإرتباط بتلك العوالم، واِدراك تلك النشآت في حدود ما ينتفع به الإنسان من دون نقيصة ولا زيادة. ومن تلك العوالم المهمة【عالم الملائكة】؛ فقد كشف لنا القرآن الكريم وبتبعه سنة النبي وآله (عليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم) عن حدود العلاقة التي تربطنا بالملائكة، وبيان الطرق التي من خلالها تقوى علاقتنا بهم كوسائط بين عالم المادة وعالم ما وراء المادة. ولمّا كانت حقيقة الإنسان مركبة من هاتين الحقيقتين، ـ أعني: المادة، وما وراء المادة ـ احتاج في سيره التكاملي إلى أن يرتبط بالعوالم الأخ

معيارية مأساة الزهراء عليها السلام

صورة
لا يمكن أن تمر ذكرى شهادة السيدة الزهراء عليها السلام دون أن يقف الناظر على زاوية ليتأمل أمرًا لا يمكن تجاوزه. لا يظهر فكر منحرف أو بيئة منحرفة أو شخصية منحرفة فكريًا وعقائديًا إلا وتتميز بأمرين لا يمكن الخلو منهما. الأول هو "الحركية" طمعًا بالسلطة، والثاني هو "نصب العداء لقضية الزهراء عليها السلام"، وعلى الرغم من البون الشاسع بينهما لمن يقرأ للوهلة الأولى، إلا أن الواقع هو أنهما مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. إن مفهوم الحركية كله يتمحور حول القيام والثورة من أجل قيام السلطة والحكومة، لذلك ترى تاريخ الأئمة عليهم السلام في أدبياتهم مغيّبًا ولا ترى سوى الإمام الحسين عليه السلام وزيد الشهيد، وصُوِّرا على أنهما قائمان من أجل السلطة وأن الإصلاح هو إصلاح سياسي، وأن الدين جذر لشجرة لا يجب أن تثمر إلا حكومة، والإسلام هو ثورية مستمرة وحركة الجماهير هي الشرعية وكل ما يدعو إلى ما يخالف ذلك فقد استلب وعيه، وضل سعيه، وأخطأ تكليفه. لا يرون الأئمة إلا بصورة مجتزئة، مفتتة، وموضوعة بسياق واحد وهو سياق مقارعة الحاكم وطلب الرئاسة والحاكمية السياسية ولو أدى ذلك إلى الموت والشهادة!