المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٧

دعوى وحدة السياق في آية التطهير

صورة
الشيخ حسين المياحي قال تعالى في سورة الأحزاب: ﴿وَقَرْنَ في‏ بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُولى‏ وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ الله وَرَسُولَهُ إِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ‏ الرِّجْسَ‏ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً﴾(1)، كثيراً ما يحتج المخالفون بوحدة السياق المزعومة في آية التطهير، على أن المراد بأهل البيت في قوله تعالى: ﴿إنما يريدُ الله ليذهبَ الرجسَ عنكم أهل البيت ويطهركم تطهيراً﴾ هو نساء النبي (ص) خاصة، وبينما كنت أقلّب صفحات الفضائيات قريبًا، رأيت بعض إخوتنا من المؤمنين قد دخل مع هؤلاء في أخذ ورد على إحدى فضائياتهم، وكنت أتمنى أن يكون مسلحًا بالأدلة وباحثًا بشكل أعمق، لذا رأيت أن أستكشف حقيقة الأمر في هذا المقال المختصر، فأقول: لا بد أن نفهم أولاً دعوى المخالف، فالكثير من الدعوات تستبطن بطلانها في نفسها، فلا نحتاج بعد ذلك لإيراد الأدلة، وإليكم أعزائي بياناً بدعوى المخالف، وأتمنى أن تفتحوا المصحف الشريف لتتأملوا سورة الأحزاب، ثم سورة المائدة فيما بعد: ما هي الدعوى؟ وما هو الدليل؟ الدعوى: أن الآية

هيدا قرآن والاّ مش قرآن؟

صورة
الشيخ أبو جعفر العاملي انتشر أمس مقطع لجويهل اعتلى منبرًا لتفسير كلام الله، قيّاس أعمل رأيه السفيه في كتاب الله، لم يعنِّ نفسه بالبحث والتمحيص قبل التقوّل على الله ورسوله، ادعى في ما ادعاه أن محمدًا (صلى الله عليه وآله) -والصلاة مني لا منه- لا يدري إن كان مصيره إلى الجنة أو النار، مستندة إلى الآية الكريمة: (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ)(1). ثم عقب متهكمًا، هيدا قرآن وللا مش قرآن؟ ونحن لسنا بالعقول المتحجرة التي تُقَدِّم اعتقاداتها الفاسدة على صريح القرآن، فلنرَ إذا هل ما تفوّه به قرآن أو لا: أولاً: الآية المذكورة لو لوحظ سياقها لعُرف أنها غير ناظرة إلى المصير الأخروي، بل هي ناظرة إلى الحوادث الدنيوية التي كان المحاججون يطالبون النبي (صلى الله عليه وآله) بالتنبؤ بها، فهي تنفي علم النبي صلى الله عليه وآله بهذه الأحداث، إذا هي أجنبية عن مدعاه. ثانيًا: عقّبت العبارة المقصودة مباشرة بـ" إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَي" وهي تفيد أن نفي العلم عن الرسول (صلى الله عليه

علم الغيب في القرآن الكريم

صورة
الأستاذ علي بن سلمان العجمي طالعنا البعضُ بمنشورٍ فيه استنكارٌ للقولِ بأنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) "علِمَ بليلةِ قَتلِ ابن عمّه [أمير المؤمنين عليه السلام] وأنّه أعلم علياً عليه السلام بها" معللاً السبب بمعارضة هذا الإنباء لصريح القرآن الكريم قائلاً: "حين عرضت هذا الخبر الذي يُرسل ارسال المسلمات على عقلي ، وجدت انه يناقض صريح القرآن "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت"، فماذا أصدق.. قرآن ربي ام قول الخطيب؟" ولو أنّ الرجل تعلّم قبل أن يتكلّم، وقرأ آيات الذكر الحكيم قراءةً غير مجتزئة، لخلصَ إلى عدم وجود التعارض بين القولين، بصريح آيات القرآن الكريم. وبيانُ ذلك: أنّ الله عزوجلّ ذكر في آياته أنّ علم الغيب من مختصاته، قال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ  وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } (1)، إلّا أنّهُ أوضح في آيات كثيرةٍ أُخرى أنّه أَعلَم بعض أوليائه ببعض الغيب، قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن ر

هل صحّ "أنت وشيعتك خير البرية"؟

صورة
الشيخ أحمد سلمان الأحمدي سأل أحد الإخوة: هل يصحّ الاحتجاج على المخالفين بحديث (أنت وشيعتك خير البرية)؟ والجواب على ذلك: ما ذكره ليس بحديث عند المخالفين بل هو رواية عن الامام الباقر عليه السلام أخرجها الطبري في تفسيره بسند ضعيف(1)، أما هذا المعنى فهو: أولاً: موجود في كتبنا، بل هو متواتر إذ أن هناك كتبًا تكفلت بجمع هذه الأحاديث ككتاب (فضائل الشيعة) للشيخ الصدوق الذي جمع فيه أكثر من خمسين حديثا في هذا الأمر ومنها كتاب (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى) الذي أورد مئات الأحاديث التي ذكر فيها الشيعة على لسان المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم). ثانيًا: وإذا نظرنا الى كتب أهل السنة نجد أن هذه الأحاديث موجودة بكثرة وليست محصورة في هذه الرواية فقط: - ما أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأقبل علي بن أبي طالب، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "قد أتاكم أخي"، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثم قال: "والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة"(2). - وروى الطبراني في المعجم بسنده عن

ماذا تعني مفردة (الغلام) التي أطلقت على الإمام الحجة؟

صورة
الشيخ حسين المياحي أراد بعضهم التشكيك بولادة الإمام الحجة (عج)، فذكر روايةً من كتاب الغيبة للطوسي قائلاً: «بين عُمر الزهراء (ع) وعمر حفيدها المهدي (ع) مفارقات!!!»، قال هذا البعض: «يروى أن جماعة من شيعة الإمام العسكري (ع) ألحوا عليه بأن يخبرهم عن شخص الخلف من بعده وكان في مجلسه أربعون رجلاً ومنهم ما يصطلح (كذا) عليه بالسفير الأول، وفي الأثناء خرج عليهم «غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد (العسكري) (ع) فقال (لهم العسكري ع): هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه، ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم... إلخ»، ثم علق قائلاً: «وحيث إن مفردة «الغلام» تطلق عادة على الصبي المميز والذي يترواح عمره ما بين 10 ـ 15 سنة كما صرح بعضهم بذلك!!، بينما كان عمر المهدي (ع) حين وفاة والده (ع) حسب فرضية ولادته لا يتجاوز الخمس سنوات ... وقع البحث حينذاك في تفسيرها... » إلى آخر كلامه، وقد وصف هذه الرواية بأنها مكذوبة موضوعة وأنها من قبيل «نحت الأدلة بعد الوقوع». أقول: لسنا معنيين أيضاً بتكذيبه الرواية جزافًا دون دليل، فقد كُذبت الأنبياء والرسل، وكُذب القرآن الكريم، ولا بتفسيرات من فسرها ول