المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠

القناعة المنطقيّة والاستئناس النّفسي

صورة
السيد زكريا الحاجي في البحوث العلميّة، يحتاج الباحث أن يتمتع بلياقة فكريّة كافية، يستطيع معها فرز العوامل النّفسيّة عن القضايا والملازمات الذهنيّة. يحدث في نقاش علمي يُثبت أحد الطرفين نتجية ما، إلا أنّ الطرف الآخر لا يجد في نفسه التقبّل، ولا يستطيع التسليم بالنّتيجة نفسيّاً، ومن ثمّ يتوهّم بأنّه لم يقتنع، والحال هو لا يشتكي من عدم الاقتناع بل من عدم "الاستئناس النّفسي" بالنّتيجة، وهو أمر يحدث كثيراً وله عوامل عديدة -كالغرابة، أو مخالفة ارتكازات سابقة وحسّاسة.. وغير ذلك-، ولا علاقة له بالقناعة العقليّة، والعكس كذلك عند التشبّث بالنتائج المستأنس بها مسبقاً، فهذا الشّخص يُصدّق ويقتنع بالأدلة الرّكيكة التي تناغي استئناسه، فالبعض يخلط بين عواطفه وتفكيره من حيث لا يشعر. والأمثلة عديدة في العلوم النّظريّة، كالنتائج الفلسفيّة التي تتوقف على مقدّمات عقليّة طويلة، أو النّظريّات الفيزيائيّة التي ترتكز على معادلات رياضيّة مطوّلة، من قبيل: أن يستمع أحدهم إلى نتائج النّظريّة النّسبيّة لآينشتاين، وكون حقيقة الزّمان شخصيّ، ولكلّ موجود زمانه الخاص، أو أنّ الزّمن يتوقف عند سرعة