المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٨

كلامٌ حول حديث «المرأة ريحانة، وليست بقهرمانة»

صورة
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت كلاما للشيخ حيدر حب الله في كتاب دراسات في الفقه الاسلامي المعاصر الجزء الثالث، صفحة ٥٠٧. وكان بصدد الكلام عن الامارات التي تكشف وضع الحديث فذكر منها ورود اصطلاحات غريبة متأخرة عن زمن النص ومثّل لذلك برواية. انقل لكم في المرفق ادناه كلامه بنصه. فهل ما ذُكر تام أم هو قابل للعلاج؟ تحياتي لكم. مرفق: نص كلام الشيخ حيدر حب الله: (... ومثال ذلك، التعبير الوارد في كلام الإمام علي (عليه السلام) في رواية مرسلة عن المرأة بأنها: "ريحانة وليست بقهرمانة" [١٠٠]، فقد قيل بأنّ كلمة: "قهرمانة" كلمة تركية، واللغة التركية لم تغزُ اللغة العربية إلا في القرن الثاني الهجري، فكيف يقف الإمام علي قبل عام 40هـ لقول هذه الكلمة دون أن يسأله أحدٌ عنها؟! ...). الجواب: إنّ الأمارة المشار إليها في الكلام تشكِّلُ قرينةً قويَّةً لاكتشاف الحديث الموضوع، وهي سليمة بلا إشكال، وقد أشرتُ إلى تطبيقها من قبل عند الكلام حول الحديث المروي عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والمعروف بحديث الحقيقة، فراجعه. أما التطبيق المشار إليه فغير

الأنبياء الكذبة

صورة
للشيخ الجوادي الآملي كلمة لطيفة يصف فيها بعضهم بقوله: "ما أنكر أحد النبوة إلا وادعاها لنفسه". تارة يدعيها صراحة بتأسيسه لـ"دين" وتارة يدعيها مضمنة في مهاجمته للأديان واعتبار نفسه رائد التنوير والتحرير! لكنّ هناك مائز مهم هنا يرسم حدًا فاصلاً بين صاحب النبوة وبين مدّعيها، وهذا المائز هو تناسق الشخصية مع الدعوى، وملائمة الدعوى للفطرة السليمة. لو أخذت شخصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وتأملتها، فإنك كلما تعمقت فيها ازددت حبًا لها، وبغض النظر عن التفسيرات الغيبية لهذا الحب، إلا أن هناك سببًا فطريًا فلسفيًا. باختصار مخل يمكن الاستعانة بما أقره «هيدغر» الفيلسوف الألماني حيث اعتبر الفن كاشفًا لحقيقة الوجود، فهو ليس عملاً فقط إنما دلالة على حقيقة الوجود، فالعمل الفني يكتسب جماليته ليس من كشفه لظاهرة أو بتعبيره عن حالة شعورية بل من أصل وجوده أي من الفنان الذي أنشأه. فإن ما يعتبر جميلاً ليس لأنه جميل بل لأنه يمثل تناسقًا ما بين ما يكونه الشيء وبين الكيفية التي يكون عليها، فالماهية عنده ليست بكينونية الشيء إنما بدوامه وبقائه عليه، وهي علاقة ثلاثية بين الأصل والشيء و

منافيات المروءة

صورة
تظهر لنا بين فينةٍ وأخرى سلوكيات من أشخاص نَصفها بعدم المناسبة مثل: شخص بلباس ديني يعزف على البيانو، وآخر ينشر صورته وزوجته، وثالث ينشر رسم امرأة يظهر صدرها، و رابع وخامس والقائمة لا تنتهي. ولا يتوقف ذلك على سلك معين كطلبة العلم والمشايخ، بل يتعدّاه إلى كل أفراد المجتمع خصوصًا ممن لهم مكانة ووجاهة في المجتمع، وإن تفاوتت درجات ذلك. ولا ريب بأن سيرة العقلاء قائمةٌ على تقبيح صدور بعض الأفعال من بعض الأشخاص، وما فتأت سيرتهم على النُصح للآخرين بأن هذا الفعل يناسبك وذاك لا يناسبك، وعلى هذه السيرة مضت الشريعة أيضًا، ولذا نرى القرآن يخاطب نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله: ﴿يا نِساءَ النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ...﴾ وهذا المقدار من المسألة مما لا يُنكر، وإنما الكلام في أمرين: ١- من الذي له الحقّ في تمييز ما يناسب و ما لا يناسب؟ ٢- ما هو الأثر الذي يترتّب على الإتيان بما يخالف المروءة؟ أما السؤال الأول فذكروا أن الحاكم في ذلك هو أعراف كل بلدٍ، بمعنى أن ما يُعدّ عيبًا في عرف بلدك فإتيانك به يكون قبيحًا ومخالفًا للمروءة، ومن الواضح أن هذا يختلف من بلد لآ

مفهوم كلمة عيد في القرآن الكريم

صورة
العيد : اسم لما عاد إليك من شئ في وقت معلوم، ويطلق على كل يوم يجمع الناس عامة، وأصله من العود.؛ لأنه يعود كل عام و يتكرر ، و قيل معناه اليوم الذي يعود فيه الفرح و السرور، و كانت الأعياد متداولة بين الأمم السابقة فقد قال الله عزَّ وّ جَلَّ و هو يذكر تحاور السحرة مع فرعون : ﴿ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى * قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴾ والمقصود من يوم الزينة هو يوم العيد، فيوم العيد هو يوم الاجتماع العام الشامل (١) .  وإن أردنا تدبر كلمة عيد فنُرجعها إلى جذرها وهو عود/ يعيد/ معيد/ عودة، وقد جاءت تصاريف للكلمة وصيغها في مواضع عدة من القرآن الكريم فعلى سبيل المثال في النصوص التالية: -  (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ) (المائدة/ 114) -  (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ ي