المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢١

إهمال المحدثين لروايات الكوفيين ابن أبي دارم (ت 351هـ) أنموذجا

صورة
يظن البعض أن ما يطرحه الإمامية في أدبياتهم، ما هو إلا اختلاق، وإلا لو كان صحيحا فلماذا لم يرو في كتب الجمهور ومن طرقهم ؟! وهذا تصور انسان ساذج لا يعي التاريخ والحديث، وطريقة كتابة الروايات والاحداث. سأضرب مثالا واحد يبين اهمال المحدثين للروايات التي لا تعجبهم، خاصة إن جاءت من قبل الكوفيين. قال الذهبي مترجما لأحد الرواة الكبار المعروف بابن أبي دارم : ( أبو بكر بن أبي دارم الحافظ المسند الشيعي، أحمد بن محمد بن السرى بن يحيى بن السرى التميمي الكوفي، محدّث الكوفة، سمع إبراهيم بن عبد الله الصفّار، وأحمد بن موسى الحمّار الكوفي، وموسى بن هارون ومطينا وعدة. وعنه: الحاكم، وأبو بكر ابن مردويه، وأبو الحسن ابن الحمامي، ويحيى بن إبراهيم المزكى، وأبو بكر الحيري القاضي، وآخرون: جمع في الحطّ على الصحابة، وكان يترفض، وقد اتهم في الحديث. توفى في المحرم سنة اثنتين وخمسين، وقيل سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة، وكان موصوفا بالحفظ، له ترجمة سيئة في الميزان ذكرنا فيها ما حدث به من الإفك المبين، لا رعاه الله ! ) [تذكرة الحفاظ للذهبي، ج 3، ص 884 – 885]. وقال : ( أحمد بن محمد بن السّريّ بن يحيى بن السّريّ، هو

كان بينهما شيء!!!

صورة
السيد صلاح عبدالمهدي الحلو  روى عبد الرزاق الصنعاني في المصنَّف عن ابن جريج وعمرو بن دينار أن حسن بن محمد أخبره أن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دفنت بالليل قال: فرّ بها عليٌّ (عليه السلام)من أبي بكر أن يصلّيَ عليها، كان بينهما شيءٌ! وهذا الحديث عجيبٌ, ذلك أن الزهراء عليها السلام ليست امرأةً كسائر النساء ,فهي عدلُ عليِّ ,وان بضعة الرسول تميل كفَّتُها على كفَّة مريم البتول في ميزان الفضائل عند المعدلة في الحكم, والانصاف في الميزان ,فلِم دفنت ليلاً وكان المفروض - لمنزلتها في نفسها, ولمنزلتها بالنسبة لأبيها النبيِّ المصطفى, وزوجها الوصيِّ المرتضى ,أن يُشيَّع جثمانها الطاهر محمولاً على أكتاف الجبال من الرجال, في وضح النهار ... والأعجب من ذلك كلِّه قوله (فرَّ بها عليٌّ من أبي بكر أن يصلي عليها). فرَّ وإن كان من معانيها هرب,وأسرع,ولجأ إليه ,ولكن المتتبع لاستعمال مادة (فرَّ) يجد أنها تستعمل في موارد الخوف والذعر,مثل قوله تعالى (يوم يفرُّ المرءُ من أخيه) وقوله تعالى (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) وقوله حكاية على لسان موسى - عليه السلام - (ففررتُ منكم لما خفتكم).