المشاركات

تصحيح ضبط اسم شخصيّة في رواية وفوائد أخرى من حياة الإمام الكاظم (ع)!

صورة
روى الشيخُ الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا (ع) (1) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن على بن محمد بن حاتم قال: حدثنا عبد الله بن بحر الشيباني قال: حدثني الخرزي أبو العباس بالكوفة قال: حدثنا الثوبانى قال: كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر (ع) -بضع عشرة سنة - كلّ يوم سجدة بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الزوال فكان هارون ربما صعدَ سطحاً يُشرفُ منه على الحبس الذي حُبسَ فيه أبو الحسن (ع)، فكان يرى أبا الحسن (ع) ساجدا فقال للربيع: يا ربيع ما ذاك الثوب الذي أراهُ كلّ يوم في ذلك الموضع؟! فقال: يا أمير المؤمنين، ما ذاك بثوب، وإنما هو موسى بن جعفر (ع)، له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال، قال الربيع: فقال لي هارون: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم، قلتُ: فمالك قد ضيّقت عليه في الحبس؟ قال: هيهات لا بدّ من ذلك!. أقول: إنّ ضبط اسم الشخص الذي وقعت بينه وبين هارون العبّاسي المحاورة باسم الربيع [بن يونس] غير دقيق، ولعلّ الأصحّ أن المحاورة وقعت بين هارون العباسي والفضل بن ربيع بن يونس لا بين هارون والربيع، لعدّة وجوه: الأول :  أنّ الربيع بن يونس لم يدرك زمن حكم هارون العبّاسي بل مات في عام 169 هـ قتلاً بالسمّ

السينما والعقيدة

صورة
مقدمة:      الإنسان عبارة عن مزيج من جانب غيبي (الروح) وجانب مادي (الجسد) ونحن في هذا العالم (عالم المادة) يغلب علينا الجانب المادي فنحب الماديات ونركن إليها ونتفاعل معها، فالإنسان لأجل طبيعته الماديّة يميل للمعلومة المبلورة في قالب مادي كالمسموعة أو المرئية وتكون أكثر تأثيرا فيها وبلوغا لأعماقه من المجرّدة منها، ومن هنا استخدم الإنسان الفنون ليس لإطلاق مواهبه وإبراز الجمال فقط بل لإيصال أفكاره ومآربه، ولهذا ارتأى البعض أن الفن هو النتاج أو الموضوع الذي يحفّز الجسد أو الحواس أو العقل أو الروح الإنسانية لكونه رافدا معرفيا مميزا(1)       وبغض النظر عن تعريف الفن وما هو الفن حيث لا نريد الإطالة في ذلك، إلا أن استخدام الإنسان للفنون وتوظيفها لطقوسه الدينية كان من قبل التاريخ من الرسومات الجدارية في الكهوف متمثلة بالدمى الفينوسية وذلك في عصر الباليوليت الأعلى(2) (35.000-10.000) قبل الميلاد.(3)       وتطورت الفنون وتوسعت بعدد مواهب الإنسان -هذا المخلوق المفكّر الذي وهبه الله قدرات تميزه عن باقي المخلوقات- حتى أصبح قادرا على صياغة الحبكة الفنيّة والأعمال المسرحيّة ولعل أول عمل مسرحي وصل إلينا

جواب شبهة الشرور

صورة
السؤال الأول: هل يفعل الله القبيح؟ حتى نتمكن من دفع شبهة الشرور، ينبغي أولا أن نؤسس قاعدة في غاية الأهمية، هي: "الله لا يفعل القبيح"، فهذه القاعدة هي الأساس الذي سنعتمد عليه في دفع الشبهة. فهل لهذه القاعدة أساس عقلي منطقي؟! التبرير المنطقي لنفي فعل الله للقبائح: لا ريب أن الله تعالى عالم بالقبيح والحسن؛ لأنه سبحانه وتعالى خلقنا وخلق عقولنا فهو يعلم بكل ما نعلم به، فإذا كنا نعلم بالقبيح والحسن فكيف لا يكون الله عالما بهما؟  فلا بدّ من أن يكون عالما بالقبيح والحسن ولا ريب أن الله غني عن فعل القبيح فينا؛ لأنه سبحانه خلقنا، فنحن بكل وجودنا نحتاج إليه، فكيف يكون سبحانه محتاجا إلى خلقه الذين يحتاجون إليه؟ وكيف يحتاج إلى أن يفعل فينا قبيحا من ظلم وخلف وعد وما شابه ذلك مع أنه لا يستفيد من ذلك شيئا؟! وهل يُعقل أن يستفيد الخالق من خلقه؟! وإذا كان الله عالما بالقبيح، غنياً عنه، فهو أجلّ من أن يفعل القبيح مع أنه قادر على ذلك.  ولأوضح الأمر أكثر:   لنفترض أن زيدًا من الناس يعلم بأن الكذب قبيح سيء ولنفترض أنه قادر على الصدق وقادر على الكذب على حد سواء، ولنفترض أن الكذب لن يقدّم له أي نفع و

الحزن المقدس

صورة
في بداية كل عام هجري جديد يحي الشيعة مراسم عاشوراء لتكتسي قراهم بالسواد وتسمع صوت الناعي بكل مكان، وترى أفواج المعزين والباكين في كل مكان، فتُعاد الأسئلة المعهودة كل عام على الشيعة، من غير الشيعة كما في السابق، والآن صارت تتكرر حتى من بعض الشيعة، وهي: لماذا الحزن على شخص مات من 1400سنة؟  لماذا تهدر الطاقات والأموال في الحزن، أليس الأولى توظيفها في مشاريع تفيد المجتمع؟ ألم ينهى القرآن عن الحزن فقال تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)(1) و(إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ۗ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (2) وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (3)  وقوله تعالى: (يا عباد الله لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون) (4) وغيرها من الآيات. بل إننا تجاوزنا عاشو

اللادينية سرطان المجتمع

صورة
منذ فتح الإنسان عينيه على هذه الحياة وهو لا ينفك عن ارتباطه بالإله والدين، مهما اختلفت الأديان والآلهة، وعلى الجانب المقابل تنبض فكرة اللادين في قالب إنكار الإله، ولأن فكرة إنكار الإله قد تبدو صعبة جداً انبثقت فكرتي اللاأدرية والربوبية فصارت الأفكار الثلاث مثلثاً شيطانياً، وهذا النبض يزداد ويقل مع الزمن، وقد عاد في زمننا الحاضر من جديد متلبساً بصورة العلم الحديث، ، والأفكار الثلاث مهما ازداد عدد معتنقيها إلا أنها لا تزال نسبة ضئيلة لا تقارن بعدد معتنقي الأديان، فهنا يرد السؤال: إذن لمَ الخوف من اللادينية رغم قلة أتباعها؟ فكرة إنكار الإله أو إنكار وجود دين، يترتب عليها أمور خطيرة فكرياً بل هي أخطر من كل الحركات الإرهابية، وكما نعلم فإن محاربة الفكر الإرهابي من مسلمات القوانين العالمية، فلا حرية لأي فكر أو حركة إرهابية، وعلى ذلك فنحن نقول أن اللادينية وأقصد بها إنكار الإله واللاأدرية والربوبية لا تقل خطورة عن هذه التيارات الإرهابية، بل هي أشد خطورة. لماذا؟ لأن إنكار وجود دين يفصل الإنسان عن الجانب الغيبي من إنسانيته فيصبح الإنسان مجرد حيوان ثدي، ليس له ارتباط بعالم آخر، فلا ينتظره معاد و

إهمال المحدثين لروايات الكوفيين ابن أبي دارم (ت 351هـ) أنموذجا

صورة
يظن البعض أن ما يطرحه الإمامية في أدبياتهم، ما هو إلا اختلاق، وإلا لو كان صحيحا فلماذا لم يرو في كتب الجمهور ومن طرقهم ؟! وهذا تصور انسان ساذج لا يعي التاريخ والحديث، وطريقة كتابة الروايات والاحداث. سأضرب مثالا واحد يبين اهمال المحدثين للروايات التي لا تعجبهم، خاصة إن جاءت من قبل الكوفيين. قال الذهبي مترجما لأحد الرواة الكبار المعروف بابن أبي دارم : ( أبو بكر بن أبي دارم الحافظ المسند الشيعي، أحمد بن محمد بن السرى بن يحيى بن السرى التميمي الكوفي، محدّث الكوفة، سمع إبراهيم بن عبد الله الصفّار، وأحمد بن موسى الحمّار الكوفي، وموسى بن هارون ومطينا وعدة. وعنه: الحاكم، وأبو بكر ابن مردويه، وأبو الحسن ابن الحمامي، ويحيى بن إبراهيم المزكى، وأبو بكر الحيري القاضي، وآخرون: جمع في الحطّ على الصحابة، وكان يترفض، وقد اتهم في الحديث. توفى في المحرم سنة اثنتين وخمسين، وقيل سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة، وكان موصوفا بالحفظ، له ترجمة سيئة في الميزان ذكرنا فيها ما حدث به من الإفك المبين، لا رعاه الله ! ) [تذكرة الحفاظ للذهبي، ج 3، ص 884 – 885]. وقال : ( أحمد بن محمد بن السّريّ بن يحيى بن السّريّ، هو

كان بينهما شيء!!!

صورة
السيد صلاح عبدالمهدي الحلو  روى عبد الرزاق الصنعاني في المصنَّف عن ابن جريج وعمرو بن دينار أن حسن بن محمد أخبره أن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دفنت بالليل قال: فرّ بها عليٌّ (عليه السلام)من أبي بكر أن يصلّيَ عليها، كان بينهما شيءٌ! وهذا الحديث عجيبٌ, ذلك أن الزهراء عليها السلام ليست امرأةً كسائر النساء ,فهي عدلُ عليِّ ,وان بضعة الرسول تميل كفَّتُها على كفَّة مريم البتول في ميزان الفضائل عند المعدلة في الحكم, والانصاف في الميزان ,فلِم دفنت ليلاً وكان المفروض - لمنزلتها في نفسها, ولمنزلتها بالنسبة لأبيها النبيِّ المصطفى, وزوجها الوصيِّ المرتضى ,أن يُشيَّع جثمانها الطاهر محمولاً على أكتاف الجبال من الرجال, في وضح النهار ... والأعجب من ذلك كلِّه قوله (فرَّ بها عليٌّ من أبي بكر أن يصلي عليها). فرَّ وإن كان من معانيها هرب,وأسرع,ولجأ إليه ,ولكن المتتبع لاستعمال مادة (فرَّ) يجد أنها تستعمل في موارد الخوف والذعر,مثل قوله تعالى (يوم يفرُّ المرءُ من أخيه) وقوله تعالى (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) وقوله حكاية على لسان موسى - عليه السلام - (ففررتُ منكم لما خفتكم).