المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٨

بشارة السماء (٣): الامتداد التاريخي للنَّص على الإمام الثاني عشر في كتب الشيعة

صورة
بعد أن أشرنا إلى حضور حديث الخلفاء الاثني عشر في كتب أهل السنة قبل ولادة الإمام الثاني عشر، ينبغي أن نشيرَ إلى وجود روايات النص في كتب الشيعة في القرن الأوّل والثاني، أي قبل وقوع زمن الغيبة بسنوات طويلة، فنقول: من المعروف أنّ أصحاب الأئمة (عليهم السلام) قد دوّنوا كثيراً من الأحاديث في مصنّفاتهم، وتراكمت هذه المصنّفات حتى اجتمعت عند العلماء وعُرِفَتْ لاحقاً باسم (الأصول الأربعمائة)، وتشكل هذه الأصول محور التراث الشيعيّ بشكل أساسي. والتجوّل في جُملتها يكشفُ عن الأسس العقائديّة والفكريّة التي مثّلت المذهب الشيعيّ، ومن المؤسف أنّ غالبية نسخ هذه الأصول لم تصلنا، حيث أدرجوا معظمها في الكتب الأربعة فقلَّ الاعتناء بها بعد تدوين الكتب الأربعة من قِبل المحمّدين الثلاثة، إلا أنّه يمكن استشكاف بعض مرويّات هذه الأصول بطرقٍ لا يهمنا بحثها الآن، وإن كان تطبيقها على الكتب المعنية بنصوص الإمامة مهم في هذا الباب، إلا أننا نرجئه إلى مقام آخر. والذي يهمّنا في المقام، هو استشكاف النّظرة الإجماليّة للاعتقاد بالإمامة في هذه الكتب التي دوّنت خلال قرنين، والثابت من خلال كلمات العلماء والمتكلّمين

إضاءة أكبرية

صورة
(أبتاه: أولسنا على الحق؟!) سؤال تقريري، توكيدي، اعترافي توثيقي، يكشف عن قائلٍ على بصيرةٍ من أمره ولسانٍ صادق، وقلبٍ عارف وعقلٍ نافذٍ من حجُبِ النورِ إلى معالي ملكوت الحق. (إذاً فلا نبالي، وقعنا على الموت أم وقع الموت علينا) التسليم المطلق لمقادير الخالق بمعية حجة الخالق على الخلق لا مبالاة بالموت إن وقع علينا فلأنه إن وقع فهو ما اختاره الله ولا يختار لأوليائه إلا جميلاً ولا مبالاة بالموت إن وقعنا عليه فلأنه يعني العشق الذي ارتمينا في أحضانه في أعراس الجهاد لنحظى بلقاء الله في ركبِ الحق الحسيني.. علي الأكبر (ع) عارفٌ إلهي قبل أن يكون شهيداً حسيني.

بشارة السماء (٢): الامتداد التاريخي لنصوص الإمامة

صورة
يعتبرُ بعض المشككين في نصوص إمامة الإمام الثاني عشر أن فكرة النص على اثني عشر إمام من جملة مخترعات زمن الغيبة، ومع أن هؤلاء لا يقدِّمون دليلاً واقعيَّاً محكماً على ذلك الادّعاء، نراهم يجازفون بإطلاق النتائج، وقبل الحديث عن نصوص الإمامة والغيبة وامتدادها التاريخي في كتب الشيعة في القرون الأولى، ينبغي أن نلقي نظرة مختصرة على أجواء الحديث في كتب أهل السنة، فنقول: مما لا شك فيه أن حُفَّاظ الحديث من أهل السنة قد دوّنوا في كتبهم حديث النبي (صلى الله عليه وآله) في النص على أن الخلفاء اثنا عشر، كلهم من قريش، وهنا ملاحظات جديرة بالاهتمام: ١. إن هذا النص قد روي في كتب سنيّة قد أُلّفت قبل ولادة الإمام الثاني عشر، فقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده، وأبو داود وُلد سنة (١٣٣ هجرية) أي في زمن الصادق (عليه السلام)، ومات سنة (٢٠٤ هجرية) أي في بداية زمن إمامة الجواد (عليه السلام). وروى الحديث علي بن الجعد في مسنده، وعلي مات سنة (٢٣٣ هجرية) أي قبل زمن الغيبة بما يقارب (٢٧) سنة، مع التنبيه على أنه لم يكتب المسند في آخر سنة من عمره. وروى الحديث أيضاً أحمد بن حنبل، الذي ولد سنة (١٦٤ هجرية

بشارة السماء (1): المهدوية ومنهج الإشكال العلمي

صورة
عبر قرون متمادية، طرحت الفرق المخالفة للتشيع إشكالات كثيرة على الاعتقاد بالإمام الثاني عشر، ولا ينبغي أن يكون كم الإشكالات مفاجئاً للناظر، فالمسألة ليست بالكمّ، وإنما في الكيف ومدى ملاءمة المنهج العلمي الذي تنبسط من خلاله وتتفرع منه. والبديهي أن ليس كل هذه الإشكالات على ذات النسق من الجديّة والاهتمام، فالتساؤلات حول الأصل العقلي للإمامة أو الامتداد التاريخي لهذا الاعتقاد ربما تكون تساؤلات جادة، ولكن أن يتناول مسلمٌ مسألة طول عمر الإمام كإشكالٍ جاد فهنا تبدو العبثيّة في أجلى صورها، أو أن ينظر الباحث إلى الواقع ثم يحاول تصوير الفكرة المخالفة على أنها منقوضة به دون وجود دليل يرجّح، فهذا عبث أيضاً، ومنه ينكشف أن هذا المتكلم لا يملك سوى الادعاء وهو سهل! صناعة الإشكال ينبغي أن تكون منطلقة من الأصل العلمي المحكَم، لا بممارسة العبث وفرض استحسانات ظنية، فعلى سبيل المثال: إن فكرة «المُخَلِّص» موجودة في الأديان السابقة. فهنا تجد العبثي يطرح إشكالاً استحسانياً وهو أن فكرة المهدي مجرد إرث من خرافات الحضارات السابقة. هل ترى هذا دليلاً؟! هل مجرد توغل الفكرة في التاريخ البشري يلازم كونها خر

"لفرحهم"

صورة
كثيرة هي التساؤلات التي تنتاب الإنسان فيما يخص إحياء المناسبات الدينية -في الأفراح والأحزان-، ومع تعدد طرق الإحياء وتنوع البرامج وكثافة الفعاليات، تظهر للعلن بعض النماذج الصادمة التي لابد من الوقوف عندها لأنها تثير المزيد من الأسئلة!.. ما هو الإحياء المنصوص عليه المتفق مع (آداب الشريعة)؟ ما هي مصاديق الفرح لفرحهم؟ ما معنى كلمة (فرحهم) التي وردت في الرواية؟ هل هو حفل ذكرى ميلاد المعصوم؟ أم أن فرحهم يعني الفرح بانتصار قيم الفضيلة والخير والرحمة في الأرض؟ ولو اعتبرنا أن إقامة الإحتفالات بمناسبات ذكرى الميلاد مصداقاً لفرح النبي وآله، فكيف ينبغي للمؤمن أن يفرح؟ هل يجب أن يستشعر المؤمن السعادة بمناسبة مولد هذا النور الإلهي ويسعد لأنه من محبيه ومواليه؟ أم أن يفرح وكفى! .. وبأي طريقة!!؟ كل هذه الأسئلة لابد أن نجيب عليها وأن نصطدم بها مع واقعنا المؤسف والمخجل! وهنا أتحدث بالذات عن واقع (قصائد الجلوات) التي نستمعها في مآتمنا والتي تشبه نصوص المسرحيات الفكاهية، وكيف جعلت القصيدة ليلة المناسبة المباركة المتعلقة بإمام مفترض الطاعة ليلة تسلية وضحك فقط، كيف شوهت الجلوات هدف الإحياء وحول