القصيدة الدارجة المظلومة

الشعر في محيط الموكب ينقسم إلى نوعين: الشعر الفصيح الملتزم بالعربية بكامل ضوابطها من بناء وإعراب، والشعر العامي المتحدث باللهجة الدراجة، ما يعنينا هنا هو النوع الثاني، ولا يخفى على كثيرين أن القصيدة الدارجة أخذت مساحة واسعة من رقعة المواكب ولها طلب وتأثير، ولكن هذه القصيدة لنا عليها مآخذ في الفترة الأخيرة أو بالأحرى على من ينجزها من الشعراء. كثيرون هم الشعراء الكاتبون القصائد باللهجة الدارجة، وأحسب أن شطرا كبيرا منهم يستضعفون هذه القصيدة ويستهينون بها ويستبسطونها فتراهم مجردين أقلامهم فيها دون التزود بلوازمها وضوابطها، فمن الطبيعي أن يقعوا في حُفر الضعف والأخطاء والركة. القصيدة الدارجة تحتاج لعفوية النفس والسليقة السليمة وأن تكون أميل إلى اللهجة المتحدثة في الأجواء المحيطة مع إحاطتها بجمال التهذيب والتشذيب وإضافة رقة الإحساس والعاطفة، لكني من خلال مروري على كثير من القصائد لشعراء كثيرين لمست غير هذا ولحظت تدنياً في نص القصيدة الشعبية. وأدركت هبوطا أودى بالقصيدة الموكبية وجعلها نصا هزيلا ساذجا لا يحمل مميزات القصيدة ولا يمتلك المقومات الأدبية، فأن تكون القصيدة باللهجة ...