تَنَبَّه فليس كلُّ كلام موزونًا

دعوات التجديد و التطوير وتحريك الفكر من الجمود إلى الفاعلية لا يمكن أن يصدقها المثقف الواعي إلا إذا تجاوزت عالم المفاهيم -فضلاً عن عالم الألفاظ والكلمات الرنانة والجوفاء- وصار لها تجسد واقعي يستند إلى علم وحكمة ودراية، فالتجديد ليس حروفًا ملفوظة أو مكتوبة تكوّن لفظة، أو مفهومًا قابعًا في المخيِّلة ولا يتجاوزها إلا إلى منطقة الأمل والرجاء، و إنما هو مشروع حياة العباقرة، وهدف ذوي الهمم العالية من الأذكياء النابهين في جميع حقول المعرفة بما في ذلك معارف الدين والشريعة، وإن الإنسان ليتملكه اليأس عندما يجد ضبابية مُضلة تسيطر على تصورات بعض الكتّاب حول مفهوم التجديد، فيتصورون أنه يوازي مفهوم مخالفة السائد، ولو كان السائد حقيقة مبرهنة أو كانت المخالفة لا تعتمد طريقة التفكير القويمة في شيء، اليوم أرسل إليَّ أحد الأصدقاء مقالة لكاتب يشكك في روايات النص على إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) والتي هي متواترة، وفي تشكيكه تناول رواية ينقل فيها إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام) النص على إمامة الكاظم (عليه السلام) من بعده لاشتمالها على...