وقفة قرآنية مع السيد الحيدري حول مصطلحي «إله الفقه» و«إله القرآن»
خرج علينا السيّد كمال الحيدري في جديد «مَقَاطِعه اليوتيوبيّة» والتي حملت عنوان: (حوار مع الملحدين (25) - هل هناك دليل على وجود الله؟ الحلقة الثانية) بتاريخ 1 ربيع الثاني 1439 هـ بمصطلحين هما: «إله الفقه» و«إله القرآن»، فالأول: هو مَن عُرّفَ في الفقه وهو الذي يتوعدُ عبيده بالنار، والآخر: هو الرحمن الرحيم، الذي لا تُبقي شفاعتهُ وشفاعة أولياءه أحداً ليدخل النار، وهو الذي عُرّفَ في القرآن الكريم(1)!
ورغم أنّ البحث حولَ الجزاءِ الأخروي وتفصيلاته لا يَندرِج تحت الفقه؛ لكونه من المعارف، ولا يتعرّض له الفقهاءُ عادة في رسائلهم العمليّة (2)، إلا أنّ السيد الحيدري كان حريصاً على الزجّ بالفقه والفقهاء في القضية، من باب أنّ حقوق «القدح والذمّ والتسقيط» محفوظةٌ «للفقهاء» في دروس سماحته.
ولنا مع هذا التفريق جوابان: حليٌّ ونقضيٌّ.
أمّا الجوابُ النقضي، فإنّ «إله القرآن» الذي تحدّث عنهُ السيد الحيدري هو نفسهُ الذي يجعل السبب الأساسي لدخول قسمٍ من الناس إلى النار هو عدم كونهم من المصلين، قال تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [المدثر: 42-43]، وهو نفسهُ الذي يتوعّدُ مَن يكنز أمواله ولا ينفقها في سبيل الله بالنار، وكيِّ الجباه والجنوب والظهور، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة: 34 – 35]، وهو الذي يتوعّدُ من يتعلق بالدنيا على حساب الآخرة بدخول النار مذموماً مدحوراً، قال تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) [الإسراء: 18]، وهو نفس الإله الذي توعّدَ الـمُرابي بالخلد في النار، قال تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 275] والشواهدُ كثيرةٌ ولكننا نكتفي بما سبق.
ومن جهةٍ أخرى، نجدُ أنّ «إله الفقه» يَعدُ من يأتي ببعض الأعمال بالثواب بالجزيل، ومن ذلك ما نجدهُ متمثلاً في أحد ثمرات السياق الفقهي كالمسائل الفقهية المبثوثة في كتاب العروة الوثقى للسيّد اليزدي رحمه الله- وهي الرسالة العملية التي تمحورت حولها الأبحاث الاستدلالية في الفقه لمن جاء بعد السيّد اليزدي رحمه الله من أساطين الطائفة وكتبوا عليها شروحاً وتعليقات- فنقرأُ على سبيل المثال في: فصل في الأمكنة المكروهة (3): "المسألة (4) يستحب الصلاة في المساجد، وأفضلها المسجد الحرام، فالصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة، ثم مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)، والصلاة فيه تعدل عشرة آلاف، ومسجد الكوفة، وفيه تعدل ألف صلاة، والمسجد الأقصى، وفيه تعدل ألف صلاة أيضا، ثم مسجد الجامع، وفيه تعدل مائة، ومسجد القبيلة، وفيه تعدل خمسا وعشرين، ومسجد السوق وفيه تعدل اثني عشر..."، ونقرأُ في "(مسألة 5): يستحب الصلاة في مشاهد الأئمة (عليهم السلام) وهي البيوت التي أمر الله تعالى أن ترفع ويذكر فيها اسمه، بل هي أفضل من المساجد بل قد ورد في الخبر " أن الصلاة عند علي (عليه السلام) بمائتي ألف صلاة " وكذا يستحب في روضات الأنبياء، ومقام الأولياء والصلحاء والعلماء والعباد بل الأحياء منهم أيضا"، ونقرأُ في "(مسألة 6): يستحب تفريق الصلاة في أماكن متعددة، لتشهد له يوم القيامة، ففي الخبر: " سأل الراوي أبا عبد الله (عليه السلام) يصلي الرجل نوافله في موضع أو يفرقها؟ قال (عليه السلام): لا بل هاهنا وهاهنا، فإنها تشهد له يوم القيامة " وعنه (عليه السلام): " صلوا من المساجد في بقاع مختلفة، فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة ".
وأمّا الجوابُ الحلي:
فأولاً: إنّ الله عندما عرّف نفسهُ في كتابه تعرّض لجانبي الرحمة والعذاب، قال تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) [الحجر: 49- 50]، وقال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام: 165]، ولو كانت الرحمة تتعارضُ مع العذاب لما أوردها الله في نفس السياق القرآني، ولكنّ سياق الرحمة خاصٌ بمن استحقها، كما أنّ سياق العذاب متعلقٌ بما استحقهُ، فلا تعارض في البين، ولو افترضنا التعارض لَلَزِمَ أن نُسقطَ الكثير من الموارد القرآنية التي ذكرت الباري جلّ وعلا بأنّه شديد العقاب وأنه سريع العقاب.
وثانياً: أن الحياة الدنيا هي دارُ ابتلاء، قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 1-2]، ومقتضى الابتلاء أنّ يُكرِّم اللهُ من أحسن ونجحَ في الابتلاء، ويعاقب من أساء وفشل في الابتلاء، والجزاءُ الأخروي مرتبطٌ بإحسان الفردِ وإساءته، فالجنةُ من نصيب الفائزين والنار من نصيب الخاسرين، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى: 7]، وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) [آل عمران: 185] ولذا نجدُ آيات القرآن الكريم حافلةً بالحديث عن الجنة والنار، من باب دفع العبد للإحسان وطاعة الله وتجنب ما يسخطُ الله سبحانه وتعالى. بل إنّ هذا مقتضى الواقعُ المعاش، فكما يُوضعُ التكريمُ لمن أحسن، يُنصبُ العقاب لمن أساء، إلا أن يخرج لنا السيد بواقعٍ جديد لنكرّم فيه المحسن والمسيء.
ثالثاً: أن الحديث عن الوعد بالثواب لا ينفك عن الوعيد بالعقاب، فهذا الباري عزوجل يصفُ نبيّه بأنّهُ مبشرٌ ونذيرٌ في آنٍ واحد (4)، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [سبأ: 28] وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) [الأحزاب: 45]، وإن كان بين التبشير والإنذار تعارضٌ لما صحّ جمعهما في وصف النبيّ صلى الله عليه وآله وما صحّ وصفهُ بأنّه رحمة للعالمين.
رابعاً: أن الحديث عن الأعمال المحرمة التي يعاقبُ الله عليها ومصيرُ من يرتكبُ الآثام ليس مُنحصراً بالسياق الفقهي والروائي كما حاول السيد الحيدري تصويره، بل هو مبثوثٌ في القرآن الكريم وبكثرة، ومن ذلك قوله تعالى في صفة النار: (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [البقرة: 24]، وأنها (لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ) [المدثر: 28- 29]، وأنها: (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ) [الهمزة: 6-9]وأنها (نَزَّاعَةَ لِّلشَّوى) [المعارج: 16] والشوى جمعُ شواة وهي جلدة الرأس، كما جاء في وصفها أنها: (ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ) [المرسلات: 30- 33]، وأنّ من يدخلُ فيها (لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ) [الأعلى: 13]، وأنهم (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ) [النساء: 56]، وأنهم: (لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا) [النبأ: 23- 25] وأنّ مَن فيها (َيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) [ابراهيم: 16-17]، وغيرها من الأوصاف؛ إلا أن يرى السيّد الحيدري أنّ علينا أن نُخفي هذه الآيات من القرآن لكونها آياتِ «إلهِ الفقه»، وكونها منفرةً للشباب من الدين ومن التوبة ومن العودة إلى الله!
خامساً: لا خلاف في سعة رحمة الله وثبوت الشفاعة يوم القيامة، ولكنّ الله لم يَقل أنّ الجميع سيذهب للجنة، وهنالك أممٌ من الانس والجن ستنال جزائها في نار جهنم، قال تعالى: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ * إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) [الأعراف: 38- 41]، ومن الطريف أنّ السيد الحيدري هنا جعل للشفاعة نطاقاً فضفاضاً لا يُبقي أحداً في جهنم، في حين أنّه في كتابه: (مفهوم الشفاعة في القرآن) (5) ضيّق حدودها فقال أنها "لا تنفعُ إلا كسب رضا الله تعالى عنه" وأنّ "مَن تجري فيهم الشفاعة هم المرضيون عند الله دينا"، و"من اتخذ عند الرحمن عهدا" والعهد هو: "ولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده"، وأنّ "مدار الشفاعة هو الاعتقاد الصحيح"، وأنها "للموحدين من أمة محمد صلى الله عليه وآله" وأنها لا تشملُ "الناصبي وأعداء آل محمد صلى الله عليه وآله". ومن الطريف أيضاً: أنّه في كتابه هذا يقول: "وفي بعضها- أي بعض الروايات- أنّ الشفاعة تتحقق حتى فيمن أُحرق بالنار ودخل جهنم" دون أن يفترض هذا التعارض بين مقام الشفاعة ودخول جهنم!
وختاماً: لقد طفحَ كلام السيّد الحيدري بالإكثار من مغالطة "رجل القشّ"، حيث عرض موقف الفقهاء حول الوعد والوعيد بشكل محرّف ليثبت أنّ حجته صحيحة، وليُشيطِن الآخرَ، وإلا فليتهُ يُبرزُ لنا قول فقيهٍ في رسالته العملية أنّ: "مجرد أن لا يصلي –الشاب- صلاة الصبح ماذا يصير؟ نار أبدية لا خلاص منها"! ولكننا لم نرد أن نتوقف عند ذلك، بل أردنا أن نقول أنّ ما ذكره من تفريقٍ بين «إله الفقه» و«إله القرآن»، لا منشأ له؛ لأنّ فلسفة الثواب والعقاب الواردة في السياق الفقهي مشتقةٌ من القرآن الكريم.
----------------------
[1] ذكر السيّد الحيدري في الدقيقة 51 وما بعدها من (حوار مع الملحدين: 25):
"بعبارة أخرى عنده مشكلة مع (أعذبه عذاباً لا يعذبه أحد من العالمين) ولكم شوفوا شنو أسوي بيكم يوم القيامة، تقول لي آية قرآنية، أقول بلي ولكنك نسيت هو نفسه هذه الآية القرآنية لا بد أن تفهمها في منطق (شوفوا كم مكان قال ارحم الراحمين) لماذا تنسى (ارحم الراحمين) وتجي وين؟ لماذا فقط؟ مع أن القرآن 114 سورة كلها بدأت بماذا أعزائي؟ بهذين الاسمين المباركين: الرحمن الرحيم! بس أنت من اجيت ثقفتني، ثقفتني على الرحمن الرحيم أم على نار جهنم، فهو يستطيع أن يقبل هذا الإله؟ هذه شبابنا خطاب موجّه لشبابنا مثقفينا في العراق وغير العراق، والله أقولها لكم: هذا الإله الذي عرّف في الفقه هذا ليس إله القرآن؛ إذا لم تصلي، يا ريت نار جهنم وكبل مولانا! قعرها كذا، تقطيعها كذا، اكلك كذا، بينك وبين الله هذا رب العالمين أم جلاد هذا وقصاب أي منهما؟
"بعبارة أخرى عنده مشكلة مع (أعذبه عذاباً لا يعذبه أحد من العالمين) ولكم شوفوا شنو أسوي بيكم يوم القيامة، تقول لي آية قرآنية، أقول بلي ولكنك نسيت هو نفسه هذه الآية القرآنية لا بد أن تفهمها في منطق (شوفوا كم مكان قال ارحم الراحمين) لماذا تنسى (ارحم الراحمين) وتجي وين؟ لماذا فقط؟ مع أن القرآن 114 سورة كلها بدأت بماذا أعزائي؟ بهذين الاسمين المباركين: الرحمن الرحيم! بس أنت من اجيت ثقفتني، ثقفتني على الرحمن الرحيم أم على نار جهنم، فهو يستطيع أن يقبل هذا الإله؟ هذه شبابنا خطاب موجّه لشبابنا مثقفينا في العراق وغير العراق، والله أقولها لكم: هذا الإله الذي عرّف في الفقه هذا ليس إله القرآن؛ إذا لم تصلي، يا ريت نار جهنم وكبل مولانا! قعرها كذا، تقطيعها كذا، اكلك كذا، بينك وبين الله هذا رب العالمين أم جلاد هذا وقصاب أي منهما؟
واللطيف اسمعوا 114 سورة 113 سورة أين تبدأ؟ أخشى يقول واحد في النتيجة توجد واحدة فيها مجال، الله يقول لا هذه ما بيها مجال سورة النمل (وانه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم) يعني 114 كله رحمن، أنا بينك وبين الله من عنده مشكلة مع هكذا إله، هكذا قوة؟ سميه ما تشاء بل في الروايات شيعةً وسنة، لا تقول لي بأنه شيعة، أن الله يوم القيامة يشفع يقول يشفع، الأنبياء الأولياء، الأئمة، قرّاء القرآن، شهداء، الإنسان في عائلته، بعد يبقى احد -موجود في كتاب الشفاعة انظروا الشفعاء يوم القيامة- كلهم يشفعون يقول: هم يبقى عدد كبير من الناس في نار جهنم أو يستحقون الدخول إلى نار جهنم؟ّ يأتي النداء من رب العزة: هل من شافع فيشفع، حتى النبي الأكرم الذي له الشفاعة الكبرى والأنبياء يلوذون به يقولون خلص، يقول: فيشفع أشفع الشافعين، يقول الآن دوركم انتهى، والآن دوري أنا، فيشفع، ثم يشفع، ثم يشفع، حتى يمدّ لها إبليس عنقه، إذا يبقى أحد في نار جهنم أم لا؟"
وللوقوف على التفريغ النصّي للدرس من موقع السيّد الحيدري: http://alhaydari.com/ar/2017/12/61918/
وللوقوف على التفريغ النصّي للدرس من موقع السيّد الحيدري: http://alhaydari.com/ar/2017/12/61918/
[2] وإن جرى التعرض لوعيد الله في بعض الموارد، فإنّه لا يشكل رقماً يذكر أمام تعرض الفقهاء لعظيم الثواب وجزيله في رسائلهم الفقهية.
[3] العروة الوثقى مع تعليقات عدة من الفقهاء العظام قدس سرهم، تأليف آية الله العظمى السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي قدس سره، الطبعة: الأولى: 1419 ه. تحقيق وطبع: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ج 2 ص 401 وما بعدها.
[4] قال الراغبُ الأصفهاني في مفرداته:
"وَالإِنْذارُ: إخبارٌ فيه تخويف، كما أنّ التّبشير إخبار فيه سرور. قال تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى [الليل/ 14] ، أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ [فصلت/ 13] ، وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ [الأحقاف/ 21] ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ [الأحقاف/ 3] ، لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ [الشورى/ 7] ، لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ [يس/ 6] ، والنَّذِيرُ: المنذر، ويقع على كلّ شيء فيه إنذار، إنسانا كان أو غيره. إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ [نوح/ 2] ، إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ [الحجر/ 89] ، وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ [الأحقاف/ 9] ، وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر/ 37] ، نَذِيراً لِلْبَشَرِ [المدثر/ 36]". المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى (المتوفى: 502هـ)، تحقيق:صفوان عدنان الداودي، الطبعة الأولى: 1412 هـ، دار القلم، الدار الشامية - دمشق بيروت، مادة نَذَرَ، ص 797.
[5] مفهوم الشفاعة في القرآن، السيد كمال الحيدري، تقرير محمد جواد الزبيدي، الطبعة الأولى: 1426 هـ - 2005م، دار فراقد للطباعة والنشر، إيران، قم، ص 157 وما بعدها.
استاذنا الفاضل السيد لم يتعرض بالكلية لتارك الصلاة بل بالجزئية وانت استدليت باية تخص تاركي الصلاة(لم نكن من المصلين) . هذا اولا .
ردحذفالامر الثاني السيد كان في استقراء للكتب السماوية التي تتميز بالترهيب وتظهره اله بصورة الترهيب والوعيد دون ان توازيه مع الترغيب و الرحمة .
كذلك تعرض لهذا المعنى في كتب الفقه.
الامر الثالث : ان ابراز الوجه الترهيبي اكثر من الرحماني يعكس صورة سلبية بنظر المسلمين وغير المسلمين ويعطي لوحة ترهيبية يجعلهم ينفرون منه.
أخي مرتضى ..
ردحذفأولاً: هل التوعد بالعقاب أسلوبٌ قرآني أم غير قرآني؟!!!
علماً بأنّك تجاوزت ما ذكره الكاتب في نهاية المقال:
((( لقد طفحَ كلام السيّد الحيدري بالإكثار من مغالطة "رجل القشّ"، حيث عرض موقف الفقهاء حول الوعد والوعيد بشكل محرّف ليثبت أنّ حجته صحيحة، وليُشيطِن الآخرَ، وإلا فليتهُ يُبرزُ لنا قول فقيهٍ في رسالته العملية أنّ: "مجرد أن لا يصلي –الشاب- صلاة الصبح ماذا يصير؟ نار أبدية لا خلاص منها"! )))
ثانياً: إن كان الحديث عن كتبٍ إلهية صادرة من الله، ولا أقلاً القرآن الكريم- فكيف يجيز السيد لنفسه هذا التنقيص والازدراء بمنهجٍ قرآني وهي التوعد بالعقاب؟!!!
ثالثاً: هل قام السيّد باستقراء خلص فيه إلى أن الفقهاء يغلبون الترهيب على الرحمة؟!!
إن كان نعم فأين هذا الاستقراء، وإن كان الجواب لا، فهي دعوى، فهل المطلوب منا أن نبني أرائنا على الدعاوى؟!!!
آخي الكريم
ردحذفاقرأ منهج السيد الحيدري جيداً حتى تعرف مباني كلامه جيداً لأن ردك مع انه كان مؤدباً لكنه ليس علمياً لأن السيد قصده شيء وفهمك لكلامه ذهب لشيء اخر // وهذا الذي قاله عن ألذين نقلوا كلام المعصوم حسب فهمهم لكلامه .
شكراً لك موفق اخي العزيز