عِلْمُ الأُصُوْلِ صَمَّامُ أَمَانٍ

إنَنا في عصرٍ نشهد فيه صراعات فكرية كثيرة واشتباكات علمية تفوق الإحصاء، والكلّ يدّعي أنه على الحق وأن غيره متلبّسٌ بالباطل، وقد يجد الإنسان نفسه تائهاً حائراً بين مدارس كثيرة واتجاهات عديدة ، لا يدري أين الصواب وأين الخطأ، أين الحقّ وأين الباطل !! من هنا يحاول طلّاب الحقيقة البحث عنها بأنفسهم عبر المصادر المشروعة، انطلاقاً من الفطرة والعقل اللّذَين تفضّل بهما الله على خلقه، ووصولاً إلى القرآن الكريم والسنّة المعصومية المطهرة، اللّذين أتم الله بهما النعمة على عباده . وممّا لا شكّ ولا شبهة فيه أن طالب الحقيقة سيواجه عقباتٍ كثيرة حين يعزم على شقِّ طريق رحلته البحثية، وستعترضه بعض التساؤلات والإشكالات، الّتي يجب عليه أن يوجد لها حلّاً وإجابةً مقنعة؛ حتى يبتني بحثه على المباني الرصينة والقواعد المحكمة . وممّا يعترض الباحث في مسير بحثه: كيفية التعامل مع الآيات المتشابهة والمحكمة، والعامّة والخاصّة، والمطلقة والمقيَّدة، والمجملة والمبيّنة، والناسخة والمنسوخة، وكذلك الحال بالنسبة للروايات الشريفة، ففيها المتشابه والمحكم والعامّ والخاصّ، والمطلق والمقيّد، والمجمل والمبيّن، و...