لا إله إلا الله حصني
ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) عن جبرئيل (عليه السلام): ( سمعت الله (عزَّ وجل) يقول: لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي )(1)، و هنا عدة نقاط:
النقطة الأولى: المقصود بالكلمة هنا هي كلمة التوحيد التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، والكلمة لا بما هي لفظ "لا إله إلا الله"، بل بما هي حقيقة المعرفة التوحيدية المنزهة عن التعطيل والتشبيه.
النقطة الثانية: إنما ينجو من مكائد الدنيا وحبائل الشيطان من تحصن بحصن التوحيد، واحترز به عن الشرك بالله تعالى عن عبادة غيره من الأوثان والشيطان وهوى النفس المؤدي إلى الخذلان والخسران.
النقطة الثالثة: الإمامة هي المفتاح الأوحد لبوابة حصن التوحيد الذي هو حصن العلم والحكمة المتمثل بالذات المحمدية المقدسة، ولا سبيل إلى مدينة العلم وحصن التوحيد إلا بمفتاح الولاية، وإليه الإشارة بقول الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): (أنا مدينة العلم وعلي بابها)(2)، فمدينة العلم المحمدية هي حصن التوحيد، وهي كلمة لا إله إلا الله، وعلي (عليه السلام) ومن هم في مقامه من الولاية و الإمامة باب المدينة ومفتاحها، لذا قال الإمام الثامن الضامن (عليه السلام): ( وأنا من شروطها )(3).
-------------------------------------------
(1) ثواب الأعمال و عقاب الأعمال: ص26
(2) تفسير القمي 1: 68.
(3) من رواية السلسلة الذهبية المتقدمة صدر المقال.
تعليقات
إرسال تعليق