الرَّغد...


الرغد لغة هي المعيشة الواسعة التي لا ضيق فيها وليس معها ما يؤثر عليها، فهي معيشة لا مرض ولا فقر ولا جهل ولاحروب ولا نزاع ولاغيرها من الامور المؤثرة فيها. هذه المعيشة -الرغد- يتمناها كل إنسان يعيش على هذه الأرض، فمنذ أن خلق الانسان وحياته كلها نكد وضيق، فالعيون تترقب وتنتظر إلى هكذا معيشة وبعضهم ولو في أحلامه يتخيلها.

أتعلمون في يوم من الأيام كاد العيش أن يكون رَغِداً علينا ويستمر بنا إلى يوم القيامة، لكن قوى الشر والطغيان رفضت لنا معيشة الرغد فأمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
[ لو أن الأمة منذ قبض الله نبيه اتبعوني وأطاعوني لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم رغداً إلى يوم القيامة ] (كتاب سليم بن قيس الهلالي: ص211)

فتلك الحياة منحصرة باتِّباع أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكن الأمة اتَّبَعت غيرهم ونصبت أناسًا أجلافًا لا يفقهون من العلم شيئاً، فحصل ما حصل من الويلات والمصائب، فكلها بسبب تخاذل الأمة عن بيعة الغدير، فلو تأملنا في الغدير لعرفنا أنه به تكون حياتنا رغدًا، ليست الحياة المادية فقط، بل المعنوية أيضاً، وهذا الشيء في نص القرآن الكريم: [ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ] (سورة المائدة: 66)

وورد في روايات أهل البيت في معنى هذه الآية أنها الولاية، فقد روى ثقة الإسلام الكليني في الكافي: [ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ (علیه السلام) فِی قَوْلِ اللّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ):  { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الاْءِنْجِیلَ وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ }، قَالَ: الْوَلاَیَةُ ] (الكافي: ج1 ص413)، وغيره من المصادر.

فكم هي عظيمة نعمة الغدير ولكنا حُرِمنا منها، لعن الله من حرمنا منها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"... أعيادكم كأيامكم" أورد عن الأمير (ع)؟

معنى قوله (ع): كونوا أحرار

هل ورد أن "أبا صالح" كنيةٌ للمهدي عج؟