يجمعنا الغدير


هناك رابطة تجمع المؤمنين الموالين لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وهي إيمانهم جميعًا بأن عليًا (عليه السلام) هو الإمام بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بلا فصل، وأن تنصيبه وليًا لم يكن اقتراحًا من رسول الله محمد (صلَّى الله عليه وآله) وإنما هو أمر من الله (عزوجل)، وقد بلَّغ ذلك رسول الله في يوم الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة في مكان يُقال له (غدير خم)، وقد جُعل هذا اليوم عيدًا نفرح فيه ونتبادل التهاني والتبريكات.

هذا أحد الروابط المهمة التي تجمع المؤمنين وفي المقابل قد تجد بعض الاختلافات بينهم في تحليل موقفٍ أو تشخيص حالةٍ من الحالات، ولكن لا ينبغي التدابر والتناحر والبراءة من بعضنا البعض لأجل هذه الاختلافات فما يجمعنا أكبر من ذلك بكثير، وأنقل في هذه المقالة موقفًا رائعًا جدًا لأحد الفقهاء من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام)، وهو يونس بن عبدالرحمن حيث إنه بلغه أن مجموعةً من الشيعة ينالون منه ويذكرونه بغير الجميل -بسبب سوء فهمٍ لبعض ما يُنقَل عنه- فقال مقولته الرائعة التي ينبغي أن تكون شعارًا لنا في كل آن  وهي  قوله: ( أشهدكم أنَّ كلّ مَن له في ‏أمير المؤمنين (عليه السلام) نصيبٌ، فهو في حِل )(1)، والمراد أنَّ كلَّ مَن له ارتباط  الولاء بأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فإني مسامحٌ له وليس في قلبي عليه شيء.

ما أروع هذه المواقف وأسماها وإني شخصيًا أشهدُ على ما شهد عليه يونس بن عبدالرحمن، ولا أحمل حقدًا على أحدٍ يوالي عليًا (عليه السلام)، وأدعو كل مؤمن أن يتبنى هذا الموقف الممتلئ نُبلاً ورفعةً.


----------------------------------
(1) رجال الكشي 2: 783.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى قوله (ع): كونوا أحرار

"... أعيادكم كأيامكم" أورد عن الأمير (ع)؟

كلامٌ حول حديث «المرأة ريحانة، وليست بقهرمانة»