كان بينهما شيء!!!

السيد صلاح عبدالمهدي الحلو

 روى عبد الرزاق الصنعاني في المصنَّف عن ابن جريج وعمرو بن دينار أن حسن بن محمد أخبره أن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دفنت بالليل قال: فرّ بها عليٌّ (عليه السلام)من أبي بكر أن يصلّيَ عليها، كان بينهما شيءٌ!

وهذا الحديث عجيبٌ,

ذلك أن الزهراء عليها السلام ليست امرأةً كسائر النساء ,فهي عدلُ عليِّ ,وان بضعة الرسول تميل كفَّتُها على كفَّة مريم البتول في ميزان الفضائل عند المعدلة في الحكم, والانصاف في الميزان ,فلِم دفنت ليلاً وكان المفروض - لمنزلتها في نفسها, ولمنزلتها بالنسبة لأبيها النبيِّ المصطفى, وزوجها الوصيِّ المرتضى ,أن يُشيَّع جثمانها الطاهر محمولاً على أكتاف الجبال من الرجال, في وضح النهار ...

والأعجب من ذلك كلِّه قوله (فرَّ بها عليٌّ من أبي بكر أن يصلي عليها).

فرَّ وإن كان من معانيها هرب,وأسرع,ولجأ إليه ,ولكن المتتبع لاستعمال مادة (فرَّ) يجد أنها تستعمل في موارد الخوف والذعر,مثل قوله تعالى (يوم يفرُّ المرءُ من أخيه) وقوله تعالى (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) وقوله حكاية على لسان موسى - عليه السلام - (ففررتُ منكم لما خفتكم).

وهنا أسرع الإمام عليه السلام في دفنها ليلاً (فراراً) من صلاة أبي بكرٍ عليها,ماهو الخوف الذي انتاب الامامَ - عليه السلام - من صلاة أبي بكرٍ على الزهراء عليها السلام؟

لا شك أن صلاة ابي بكرٍ على السيدة الزهراء ستضفي شرعيةً مزورةً عليه,وتعطي مستنداً لشاهدي الزور من كُتَّاب التأريخ في دفن اعتداء القوم - وفيهم أبو بكر وعمر - على بيت الزهراء عليها السلام,ويقولون:- كيف أحرق دارها وقد صلى عليها؟!

قال الراوي: وكان بينهما شيء

هناك رواية منقولة عن عائشة لما خرج النبيُّ - صلى الله عليه وآله - في مرضه الذي توفي فيه مستنداً على رجلين,ورجلاه تخطان في الأرض,ذكرت عائشة رجلاً ولم تسمِّ الآخر وكان الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام,قال ابن عباس معللاً ذلك بمامضمونه :- وكان في نفسها منه شيء,

يعني من علي!

الصنعاني يحدثنا بسنده أن بين الامام علي عليه السلام وابي بكر شيئا,

وابن عباس يقول لنا ان في نفس عائشة من أمير المؤمنين عليه السلام شيء,ولانحتاج لشهادة ابن عباس بعد حرب الجمل لإثبات ذلك.

والخلاصة ان في هذا البيت (بيت ابي بكر) ماخلا ولده محمدا,من عليٍّ وفاطمة شيء

وليس الشيعة من يقولون ذلك,بل كتب القوم,

وبذا تسقط مقولة أن العلاقة بين أهل البيت عليهم السلام والصحابة كانت علاقة محبة,بل العكس هو الصحيح,ودماء معركة الجمل شاهدة,ودفن فاطمة الزهراء عليها السلام سراً شاهدٌ آخر,وهبك كذبت كلَّ ماسطره المؤرخون في ذلك,فأين قبر الزهراء عليها السلام؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"... أعيادكم كأيامكم" أورد عن الأمير (ع)؟

معنى قوله (ع): كونوا أحرار

هل ورد أن "أبا صالح" كنيةٌ للمهدي عج؟