نزول آية: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) في حادثة الغدير

تمهيد إن آية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) [1] تدل بلا شك على أن أمرا مهما قد نزل على رسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأن عدم تبليغه اياه يعني عدم تبليغ الرسالة بأكملها، وفي هذا اشارة الى ارتباط سائر التشريعات بهذا الأمر. فالفعل ( أُنزل ) في قوله تعالى : ( بلغ ما أنزل إليك من ربك ) يشير إلى نزول أمر ما على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لكنه لم يبلغه فور نزوله، ثم ذكره الله بهذا الأمر ، فقال في تتمة الآية ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) ثم وعده بالعصمة من الناس، مما يشير إلى كره الناس لهذا الأمر وعدم قبولهم له. ليست الآية ناظرة إلى بداية الدعوة المحمدية كما قد يُظن، حيث أنه صلى الله عليه وآله وسلم صدح بما أمره الله، وواجه عتاة قريش دون خوف أو تردد، فلا شك أنه أمر آخر، خاصة إذا عرفنا أن الآية قد نزلت في الشهور الأخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال ابن كثير : (والصحيح أن هذه الآية مدنية بل هي من أواخر ما نزل بها والله أعلم) [2] . لقد روى نزول الآية بشأن الإمام علي ع...