نزول آية: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) في حادثة الغدير



تمهيد

إن آية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) [1] تدل بلا شك على أن أمرا مهما قد نزل على رسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأن عدم تبليغه اياه يعني عدم تبليغ الرسالة بأكملها، وفي هذا اشارة الى ارتباط سائر التشريعات بهذا الأمر. فالفعل (أُنزل) في قوله تعالى : (بلغ ما أنزل إليك من ربك)  يشير إلى نزول أمر ما على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لكنه لم يبلغه فور نزوله، ثم ذكره الله بهذا الأمر ، فقال في تتمة الآية (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) ثم وعده بالعصمة من الناس، مما يشير إلى كره الناس لهذا الأمر وعدم قبولهم له.

ليست الآية ناظرة إلى بداية الدعوة المحمدية كما قد يُظن، حيث أنه صلى الله عليه وآله وسلم صدح بما أمره الله، وواجه عتاة قريش دون خوف أو تردد، فلا شك أنه أمر آخر، خاصة إذا عرفنا أن الآية قد نزلت في الشهور الأخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال ابن كثير : (والصحيح أن هذه الآية مدنية بل هي من أواخر ما نزل بها والله أعلم) [2].

لقد روى نزول الآية بشأن الإمام علي ع يوم غدير خم ثمانية من الصحابة، وتكاد أشهر الفرق الإسلامية تتفق على نزولها في علي (ع)، حيث روى نزولها يوم الغدير بعضٌ من أهل الرواية والحديث من جمهور المسلمين، وروى نزولها كذلك المعتزلة والزيدية والإسماعيلية، فضلا عن الإمامية الذين اتفقوا على شأن نزولها.

سنعرض في هذا البحث روايات الصحابة الثمانية حول سبب نزول الآية، ثم أذكر سبب نزولها لدى بعض الفرق الأخرى، خاتما بحثي برأي الإمامية مع بعض التعقيبات المرتبطة بالبحث، والله ولي التوفيق .

المبحث الأول : في كتب الجمهور

رواة  نزول الآية في علي ع من الصحابة:

1ــــ أبو سعيد الخدري

روى ابن أبي حاتم ( ت 327هـ) في تفسيره : (حدثنا أبي ثنا عثمان بن حرزاد ، ثنا إسماعيل بن زكريا ، ثنا علي بن عابس عن الأعمش ابني الحجاب [3]، عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية  ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ )  في علي بن أبي طالب ) عن أبي الجحاف [ داود بن أبي عوف ] ) [4]

2ــــــ ابن عباس

قال الثعلبي ( ت 427 هـ) : ( روى أبو محمد عبداللّه بن محمد القايني نا أبو الحسن محمد بن عثمان النصيبي نا : أبو بكر محمد ابن الحسن السبيعي نا علي بن محمد الدّهان ، والحسين بن إبراهيم الجصاص قالا نا الحسن بن الحكم نا الحسن بن الحسين بن حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله "  ( يا أيها الرسول بلغ )  ) قال : نزلت في علي (رضي الله عنه ) أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغ فيه فأخذ ( عليه السلام ) بيد علي ، وقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادي من عاده)

وروى الثعلبي [5] نزول الآية في علي ع، عن الإمام محمد بن علي الباقر (ع) .

وروى الحاكم الحسكاني الحنفي [6] نزولها في علي ع عن ابن عباس، قال : ( حدثني محمد بن القاسم بن أحمد في تفسيره قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الفقيه ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن عمار الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي : عن عبد الله بن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [ وساق ] حديث المعراج إلى أن قال : وإني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا ، وإنك رسول الله وإن عليا وزيرك . قال ابن عباس : فهبط رسول الله فكره أن يحدث الناس بشئ منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتى مضى [ من ] ذلك ستة أيام ، فأنزل الله تعالى : ( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك ) فاحتمل رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم ] حتى كان يوم الثامن عشر ، أنزل الله عليه ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) ثم إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر بلالا حتى يؤذن في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا خرج إلى غدير  خم، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والناس من الغد ، فقال : يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما [ إبطهما " خ " ] ثم قال : أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . وأنزل الله : ( اليوم أكملت لكم دينكم) [7]

ورواه بسند آخر، قال : ( أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملة ، [ قال : أخبرنا ] علي بن عبد الرحمان بن عيسى الدهقان بالكوفة ، قال : حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني قال : حدثنا حبان بن علي العنزي قال : حدثنا الكلبي عن أبي صالح : عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية ، [ قال : ] نزلت في علي ، أمر رسول الله ( صلى الله عليه ) أن يبلغ فيه ، فأخذ رسول الله بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).

ثم عقب قائلا : (رواه جماعة عن الحبري وأخرجه السبيعي في تفسيره عنه ، فكأني سمعته من السبيعي ورواه جماعة عن الكلبي . وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة من تصنيفي في عشرة أجزاء ) [8]

3ــــ أبو هريرة

قال الحاكم الحسكاني : ( أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن [ علي بن ] الحسين الحسني رحمه الله قراءة قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن علي الأنصاري بطوس ، قال : حدثنا قريش بن خداش بن السائب ، قال : حدثنا أبو عصمة نوح بن أبي مريم ، عن إسماعيل ، عن أبي معشر ، عن سعيد المقبري : عن أبي هريرة ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : لما أسرى بي إلى السماء سمعت [ نداء من ] تحت العرش أن عليا راية الهدى وحبيب من يؤمن بي بلغ يا محمد ، قال : فلما نزل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أسر ذلك ، فأنزل الله عز وجل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) في علي بن أبي طالب ، ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ، والله يعصمك من الناس) [9]


 4ـــــ عبدالله بن أبي أوفى

روى الحاكم الحسكاني : ( أخبرنا أبو بكر السكري قال : أخبرنا أبو عمرو المقري قال : أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثني أحمد بن أزهر قال : حدثنا عبد الرحمان بن عمرو بن جبلة ، قال : حدثنا عمر بن نعيم بن عمر بن قيس الماصر ، قال : سمعت جدي قال : حدثنا عبد الله بن أبي أوفى قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم غدير خم وتلا هذه الآية : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) ثم رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ثم قال : ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . ثم قال : اللهم اشهد) [10]


5ـــــ جابر بن عبد الله

 روى الحاكم الحسكاني : ( حدثني علي بن موسى بن إسحاق ، عن محمد بن مسعود بن محمد ، قال : حدثنا سهل بن بحر ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة عن الكلبي عن أبي صالح : عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا : أمر الله محمدا أن ينصب عليا للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يقولوا حابا ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) الآية ، فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم) [11]


6ــــ عبدالله بن مسعود

قال السيوطي : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها لرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ان عليا مولى المؤمنين وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [12]

7ـــــ البراء بن عازب

قال الحكم الجشمي : (وقد ذكر أهل النظر والتفسير مثل ذلك ، وروي عن ابن عباس ، والبراء بن عازب ، ومحمد بن علي ، انه لما نزل قوله تعالى :  ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك )  اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا بيده وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " فقال عمر : هنيئا لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة . وحديث الموالاة وغدير خم قد رواه جماعة من الصحابة ، وتواتر النقل به حتى دخل في حيز التواتر) [13]

وقال : ( فلما بلغ غدير خم ونزل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) على ما بينه من بعد ، نزل في واد ليس بموضع النزول ونص عليه وبين فضله وشرفه ، وانه القائم مقامه بعده ، وكان المشركون يقولون إنه أبتر لا يقوم مقامه أحد إذ لا ولد له ، فبين تعالى انهم نسوا من ذلك حين نص عليه ، وثم بين الشرع والدين ، وهذه فضيلة ظاهرة) [14]

وقال فخر الدين الرازي (ت 606 هـ ) وهو يذكر وجوه نزول آية ( بلغ ) : (العاشر : نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : "من كنت مولاه فعلي مولاه الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه " فلقيه عمر رضي الله عنه فقال : هنيئاً لك يا ابن طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي ) [15]

8ــــــ حذيفة بن اليمان

روى الحاكم الحسكاني بسنده : (عن حذيفة بن اليمان قال : كنت والله جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( و ) قد نزل بنا غدير خم ، وقد غص المجلس بالمهاجرين والأنصار ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قدميه فقال : يا أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) ثم نادى علي بن أبي طالب فأقامه عن يمينه ثم قال : يا أيها الناس ألم تعلموا أني أولى منكم بأنفسكم ؟ قالوا : اللهم بلى . قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله . فقال حذيفة : فوالله لقد رأيت معاوية قام وتمطى وخرج مغضبا واضع يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة ثم قام يمشي متمطئا وهو يقول : لا نصدق محمدا على مقالته ولا نقر لعلي بولايته . فأنزل الله تعالى : ( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ، ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) فهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرده فيقتله فقال له جبرئيل : لا تحرك به لسانك لتعجل به . فسكت عنه ) [16].


تعقيب :

تبين مما سبق رواية ثمانية من الصحابة نزول آية ( بلغ ) بحق أميرالمؤمنين علي ع، وهذا العدد كافي لتواتر الرواية عند بعض أعلام الجمهور.

فابن حزم ( ت 456 هـ) عدّ رواية أربعة من الصحابة لأحد الأحاديث تواترا، لا يحل مخالفته. قال : (ورويناه أيضا مسندا من طريق جابر فهؤلاء أربعة من الصحابة ، فهو نقل تواتر لا تحل مخالفته) [17]

وقال : (فهذا نقل خمسة من الصحابة بالطرق الثابتة فهو نقل تواتر) [18]

وقال عن حديث رواه سبعة من الصحابة : (فهؤلاء شيخان بدريان . ورافع بن خديج . وجابر. وأبو سعيد . وأبو هريرة . وابن عمر كلهم يروى عن النبي ...فهو نقل تواتر موجب للعلم المتيقن) [19]

وعد ابن حجر الهيتمي ( 973 هـ) حديثا رواه ثمانية من الصحابة متواترا بهذا العدد، وهو كحال روايات آية ( بلغ ) التي ذكرناها، قال : (اعلم أن هذا الحديث متواتر فإنه ورد من حديث عائشة وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن زمعة وأبي سعيد وعلي بن أبي طالب وحفصة) [20]

فنخلص مما سبق إلى أن النقل قد تواتر ـــــ لا سيما في طبقة الصحابةــــ بشأن نزول آية بلغ يوم غدير خم .

ينبغي الالتفات إلى أن الحديث المتواتر لا يُبحث في صحة سنده، 

قال الشريف المرتضى من الإمامية : ( ... لأن الأخبار المتواترة لا يشترط فيها عدالة رواتها ، بل قد يثبت التواتر وتجب المعرفة برواية الفاسق بل الكافر ، لأن العلم بصحة ما رووه يبتني على أمور عقلية تشهد بأن مثل تلك الجماعة لا يجوز عليها وهي على ما هي عليه) [21]

وقال الألباني: (ولا يشترط في الحديث المتواتر سلامة طرقه من الضعف، لأنّ ثبوته إنّما هو بمجموعها، لا بالفرد منها، كما هو مشروح في المصطلح) [22].


هل صح شيء من هذه الروايات ؟ 

اشترط ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره أن لا يخرج رواياته إلا بأصح الأسانيد، حيث قال : (سألني جماعةٌ من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصـراً بأصحّ الأسانيد وحذف الطرق والشواهد والحروف والروايات وتنزيل السور، وأن نقصد لإخراج التفسير مجرداً دون غيره متقصّين تفسير الآي حتى لا نترك حرفاً من القرآن يوجد له تفسيرٌ إلا أخرج ذلك. فأجبتهم إلى ملتمسهم وبالله التوفيق وإياه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله، فتحرّيت إخراج ذلك بأصحّ الأخبار إسناداً) [23]

قال السيوطي ( ت 911هـ) تعليقا على حديث في تفسير ابن أبي حاتم  : (وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ، وقد التزم أن يخرج فيه أصح ما ورد ، ولم يخرج حديثا موضوعا البتة) [24]

وقد أوردنا رواية ابن أبي حاتم [25] نزول الآية في علي ع عن أبي سعيد الخدري ، مما يعني صحة الرواية عند ابن أبي حاتم.

أما عنعنة الأعمش [26] التي قد يتذرع بها البعض لرد الرواية، فهي معتبرة عند ابن أبي حاتم، بدليل احتجاجه بها، كما أن البخاري احتج بعنعنة الأعمش في أكثر من 200 مورد، واحتجّ مسلم بعنعنته أكثر من 300 مرة، فمن لا يحتج بعنعنته فعليه أن يرمي أحاديثه التي خرّجها الشيخان والتي تربو على 500 حديث.


المبحث الثاني : نزول الآية  لدى سائر الفرق 

الإمامية  أولا:

تتفق المصادر الإمامية على نزول آية ( بلغ ) بشأن الإمام علي ع، بل نقل بعض أعلام الجمهور  سبب نزول الآية عن بعض أئمة أهل البيت ع.

قال الثعلبي : ( وقال أبو جعفر محمد بن علي : معناه : بلّغ ما أنزل إليك في فضل علي بن أبي طالب ، فلما نزلت الآية أخذ ( عليه السلام ) بيد علي ، فقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) [27].

ونقل الرواية الحسكاني الحنفي فقال : (أخبرنا عمرو بن محمد بن أحمد العدل بقراءتي عليه من أصل سماع نسخته ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال : حدثنا المغيرة بن محمد ، قال : حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال : حدثني أبي قال : سمعت زياد بن المنذر يقول : كنت عند أبي جعفر محمد بن علي وهو يحدث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الأعشى - كان يروي عن الحسن البصري - فقال له : يا ابن رسول الله جعلني الله فداك إن الحسن يخبرنا أن هذه الآية نزلت بسبب رجل ولا يخبرنا من الرجل ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) . فقال : لو أراد أن يخبر به لأخبر به ، ولكنه يخاف ، إن جبرئيل هبط على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال له : إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم . فدلهم عليها ، ثم هبط فقال : إن الله يأمرك أن تدل أمتك على زكاتهم . فدلهم عليها ، ثم هبط فقال : إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صيامهم . فدلهم ، ثم هبط فقال : إن الله يأمرك أن تدل أمتك على حجهم ففعل ، ثم هبط فقال : إن الله يأمرك أن تدل أمتك على وليهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ليلزمهم الحجة في جميع ذلك . فقال رسول الله: يا رب إن قومي قريبوا عهد بالجاهلية وفيهم تنافس وفخر ، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم وإني أخاف فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) يريد فما بلغتها تامة ( والله يعصمك من الناس) . فلما ضمن الله [ له ] بالعصمة وخوفه أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال : يا أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه . قال زياد : فقال عثمان : ما انصرفت إلى بلدي بشئ أحب إلي من هذا الحديث) [28]

قال الشيخ المفيد ( ت 413هـ) : ( وكان سبب نزوله في هذا المكان ـــ أي غدير خم ــــ نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين عليه السلام خليفة في الأمة من بعده ، وقد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه ، وعلم الله سبحانه أنه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم ، فأراد الله تعالى أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين عليه السلام تأكيدا للحجة عليهم فيه . فأنزل جلت عظمته عليه : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) يعني في استخلاف علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام والنص بالإمامة عليه (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) فأكد به الفرض عليه بذلك ، وخوفه من تأخير الأمر فيه ، وضمن له العصمة ومنع الناس منه...) [29]

وقال الشريف المرتضى ( ت 436 هـ): (وأن قوله تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )  نزل في هذا الموضع ـــ أي غدير خم ــ ) [30]

وقال في موضع آخر : (أنه تعالى أنزل على رسوله صلى الله عليه وآله : " ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )  فأمر النبي صلى الله عليه وآله عند ذلك في غدير خم بجمع أصحابه ) [31]

ومن الروايات في ذلك، ما رواه الشيخ الكليني بسند صحيح، قال : (علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة والفضيل بن يسار ، وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال : أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " وفرض ولاية أولي الامر ، فلم يدروا ما هي ، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله أن يفسر لهم الولاية ، كما فسر لهم الصلاة ، والزكاة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله ، ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس  " فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم ، فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب . - قال عمر بن أذينة : قالوا جميعا غير أبي الجارود - وقال أبو جعفر عليه السلام : وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض ، فأنزل الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي  " قال أبو جعفر عليه السلام : يقول الله عز وجل : لا انزل عليكم بعد هذه فريضة ، قد أكملت لكم الفرائض) [32]

قال ابن شهر آشوب ( ت 588هـ) : (قوله سبحانه : « يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ  ذكر أبو عبيدة والنقاش وسفيان بن عيينة والواحدي وابن جريح والثوري وعطا وابن عباس والكلبي وأبو صالح والمرزباني وإبراهيم الثقفي وابن عقدة وغيرهم في روايات متفقات المعاني أنها نزلت في أمير المؤمنين وقد رواه أكثر الناقلين منهم أحمد بن حنبل وابن بطة وأبو بكر بن مالك وأبو سعيد الخركوشي وأبو المظفر السمعاني وأبو بكر الباقلاني مما يطول بذكره الكتاب ويؤيده إجماع أهل البيت ( ع) ) [33]


الإسماعيلية ثانيا :

قال القاضي النعمان المغربي( ت 363 هـ) : ( وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أن رجلا قال له يا بن رسول الله ، إن الحسن البصري حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن الله أرسلني برسالة فضاق بها صدري وخشيت أن يكذبني الناس ، فتواعدني إن لم أبلغها أن يعذبني ، قال له أبو جعفر : فهل حدثكم بالرسالة ، قال : لا ، قال : أما والله إنه ليعلم ما هي ولكنه كتمها متعمدا ، قال الرجل : يا بن رسول الله ، جعلني الله فداك ، وما هي ، فقال : إن الله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بالصلاة في كتابه فلم يدروا ما الصلاة ولا كيف يصلون ، فأمر الله عز وجل محمدا نبيه ( صلع ) أن يبين لهم كيف يصلون فأخبرهم بكل ما افترض الله عليهم من الصلاة مفسرا وفرض الصلاة في القرآن جملة ففسرها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله في سنته ، وأعلمهم بالذي أمرهم به من الصلاة التي فرض الله عليهم ، وأمر بالزكاة فلم يدروا ما هي ففسرها رسول الله ( صلع ) وأعلمهم بما يؤخذ من الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم والزرع ولم يدع شيئا مما فرض الله من الزكاة إلا فسره لامته وبينه لهم ، وفرض عليهم الصوم فلم يدروا ما الصوم ولا كيف يصومون ففسره لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين لهم ما يتقون في الصوم وكيف يصومون ، وأمر بالحج فأمر الله نبيه ( صلع ) أن يفسر لهم كيف يحجون حتى أوضح لهم ذلك في سنته وأمر الله عز وجل بالولاية فقال : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ففرض الله ولاية ولاة الامر فلم يدروا ما هي فأمر الله نبيه عليه السلام أن يفسر لهم ما الولاية مثل ما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله عز وجل ضاق به رسول الله ( صلع ) ذرعا وتخوف أن يرتدوا عن دينه وأن يكذبوه ، فضاق صدره وراجع ربه فأوحى إليه : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ، فصدع بأمر الله وقام بولاية أمير المؤمنين على ابن أبي طالب صلوات الله عليه يوم غدير خم ونادى لذلك : الصلاة جامعة وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب وكانت الفرائض ينزل منها شئ بعد شئ ، تنزل الفريضة ثم تنزل الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض...) [34]


الزيدية ثالثا : 

قال يحيى بن الحسين الزيدي ( ت 298 هـ ) : ( وفيه انزل الله على رسوله بغدير خم : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته والله يعصمك من الناس )  فوقف صلى الله عليه وآله وسلم وقطع سيره ، ولم يستجز أن يتقدم خطوة واحدة ، حتى ينفذ ما عزم به عليه في علي عليه السلام ، فنزل تحت الدوحة مكانه وجمع الناس ثم قال : ( يا أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا : بلى يا رسول الله فقال : اللهم اشهد ، ثم قال : اللهم اشهد ، ثم قال : فمن كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره) [35]

وقال المرشد بالله يحيى بن الحسين الحسني الشجري (ت499هـ) : ( قال أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أحمد العتيقي البزاز ، بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد المخزومي ، قال : أخبرنا الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي الكاتب ، قال : حدثني الحسين بن الحكم الجبري ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين ، عن حيان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، في قوله عز وجل : { يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين } نزلت في علي عليه السلام ، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ فيه ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام ، فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) [36]


الخلاصة :

روي نزول آية  ( بلغ ) بحق أمير المؤمنين ع عن ثمانية من الصحابة، وهو ما يعد تواترا لدى بعض اعلام الجمهور، ثم ذكرنا اتفاق الإمامية والزيدية  والإسماعيلية على نزول الآية بحق الأمير ع. وهذا  التوافق يؤكد حقيقة نزول الآية يوم الغدير، على أنه لا ينبغي التشدد في دراسة آسانيد روايات التفسير، فهي ليست بأحكام شرعية، ومع ذلك قد سبق الاشارة إلى صحة إحدى الروايات لدى أحد المحدثين وهو ابن أبي حاتم الرازي.

وبهذا يتبين أهمية الغدير  وعلاقة الآية بتلك الحادثة، ونزولها يوم غدير خم،  وأن عدم تبليغ ولاية أمير المؤمنين هو عدم تبليغ الرسالة، والحمدلله رب العالمين.

------------

 [1] المائدة، 67

[2] . تفسير القرآن العظيم، ج 2 - ص 81

[3] هكذا في الأصل والصحيح : ( وأبي الجحاف )
[4]
تفسير القرآن العظيم ،ج 4 - ص 1172، والرواية عن أبي سعيد الخدري ذكرها أكثر من واحد. راجع : تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر - ج 42 – ص237 ، أسباب نزول الآيات للواحدي النيسابوري، ص 135، فتح القدير للشوكاني، ج 2 ص 60، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل للحاكم الحسكاني الحنفي ، ج 1 ص 249 – 258، تفسير الآلوسي للآلوسي ، ج6 - ص 193.

[5] الكشف والبيان عن تفسير القرآن ، ج 4 - ص 92

[6] قال الذهبي  في  تاريخ الإسلام ، ج 32 - ص 305 – 306 : ( عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان . ) ) القاضي أبو القاسم بن الحذّاء القرشيّ النَّيسابوريّ الحنفيّ الحاكم ، الحافظ . شيخ متقن ، ذو عناية تامّة بالحديث والسَّماع . أسنّ وعمّر ، وهو من ذرّية عبد الله بن عامر بن كريز . سمع وجمع وصنَّف ، وجمع الأبواب والطُّرق )

[7] شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ،ج 1 - ص 249 - 258

 [8] المصدر نفسه، ج 1 - ص 249 – 258، ممن ذكر نزول الآية في علي ع ابن مردويه كما في مناقب علي بن أبي طالب ( ع ) وما نزل من القرآن في علي ( ع ) ، ص 239 –241 ، والمحسن بن كرامة الجشمي (ت 494هـ) في تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين ، ص 64، والألوسي في تفسير الآلوسي ، ج 6 - ص 193 .

[9] المصدر نفسه، ج 1 - ص 249 - 258

[10] المصدر نفسه.

[11] المصدر نفسه.

[12] الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، ج 2 - ص 298، وراجع نزولها في علي عن ابن مسعود : مناقب علي بن أبي طالب ( ع ) وما نزل من القرآن في علي ( ع ) لابن مردويه الأصفهاني ، ص 239 – 241، وتفسير الآلوسي ، ج 6 - ص 193.

[13] تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين ، ص 64

[14]  المصدر نفسه، ص 59

[15]  تفسير الرازي ، ج 12 - ص 49 – 50

[16] شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، ج 2 - ص 391 - 392

[17] المحلى ، ج 2 - ص 135

[18] المصدر نفسه، ج 8- ص 453

[19]  .ج 8 - ص 212

[20]  الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ، ص 23

[21] رسائل الشريف المرتضى ، ج 3 - ص 311 - 312

[22] إرواء الغليل، ج6 ص95.

[23] تفسير القرآن العظيم، ج1 ص 14

[24] اللآلئ المصنوعة فِي الأحاديث الموضوعة للسيوطي ، ص 11

[25] تفسير القرآن العظيم ،ج 4 - ص 1172

[26] أي روايته بصيغة عن، وقد ذهب المتأخرون إلى  رفض رواياته التي رواها بصيغة ( عن ) واتهموه بالتدليس .

[27] الكشف والبيان عن تفسير القرآن، ج 4 - ص 92

[28] شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، ج 1 - ص 249 - 258

[29] الإرشاد ، ج 1 - ص 175 – 177

[30] رسائل الشريف المرتضى ، ج 4 - ص 130

[31]  الشافي في الامامة ، ج 2 - ص 259

[32] الكافي ، ج 1- ص 289، والروايات من طرق الإمامية كثيرة، فراجع : الكافي،ج 1 - ص 290 –291 و وص 293ـــ 296 ، الأمالي للشيخ الصدوق ، ص 435 –  437 و ص 582 ـــ 584 ، بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) - ص 535 – 536 ، كتاب سليم بن قيس - سليم بن قيس الهلالي الكوفي - ص 288 – 289 ، تفسير أبي حمزة الثمالي لأبي حمزة الثمالي، ص 159 – 160، تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي - ج 1 - ص 328، تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي - ج 1 - ص 171 ، التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي - ج 3 - ص 588،  روضة الواعظين للفتال النيسابوري - ص 89 – ، المسترشد لمحمد بن جرير الطبري ( الشيعي ) - ص 465 -  467 و ص 605 – 606، الاحتجاج للشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 66 – 71، الثاقب في المناقب - ابن حمزة الطوسي - ص 127 – 130، المزار لمحمد بن جعفر المشهدي - ص 263 – 272 و ص ص 16 – 17، عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب إمام الأبرار لابن البطريق - ص 99 – 100، اقبال الأعمال للسيد ابن طاووس - ج2 - ص 244، بشارة المصطفى لمحمد بن أبي القاسم الطبري - ص 275 – 276. 

[33] متشابه القرآن ومختلفه ، ج 2 - ص 30

[34] دعائم الإسلام ، ج 1 - ص 14 - ، وراجع كتاب شرح الأخبار للقاضي الاسماعيلي النعمان المغربي - ج 1 - ص 101 - 104

[35] الأحكام ، ج 1 - ص 37 - 38

 [36] ترتيب الأمالي الخميسية للشجري ، ج 1 - ص 191


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"... أعيادكم كأيامكم" أورد عن الأمير (ع)؟

معنى قوله (ع): كونوا أحرار

هل ورد أن "أبا صالح" كنيةٌ للمهدي عج؟