كيف نصنع جيلًا مهدويًا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
في زمن الانفجار المعلوماتي وتطور وسائل التواصل الاجتماعي صار انتشار الشبهات ووصولها لكل فرد سهل يسير، فجهاز صغير بيد أي شخص باحث أو عامي قد يصله باليوم كمٌ هائلٌ من الشبهات المبلورة في قوالب شتى من مقاطع فيديو أو صور أو مكتوبة، ومن هذه الشبهات المهدوية حيث من بداية الغيبة الصغرى إلى اليوم لم يتوقف سيل الشبهات من إنكار الولادة وادعاء المهدوية والسفارة.
وهنا يخاف المؤمن على انحراف أبنائه عقدياً فما يصنع لحفظ فلذة كبده؟ والسؤال المهم: كيف نحصن أبناءنا عقائديا ونربطهم بإمام العصر والزمان (عج)؟ ونكون مصداقاً لما روي عن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام : (بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة)(1) حيث أن تحصين الفرد عقدياً يريحنا من ملاحقة الشبهات وتبديدها، فلو كان المجتمع محصناً علمياً لن يتأثر بالشبهات وسينتهي عمل تجار الضلال.
وقبل الجواب لابد من ذكر ملاحظة مهمة وهي أن المشكلة أحياناً أن الوالدين بعيدان كل البعد عن إمام زمانهم، ولا يشعران بوجوده أبداً، وهنا المشكلة تكون أكبر: كيف لهذان الوالدان ربط أولادهم بالإمام وهما لا يربطهما إلا الاعتقاد القلبي الفارغ من معرفة وعمل؟ وفاقد الشيء لا يعطيه.
الجواب نقسمه على خطوات مختصرة في تثقيف الآباء ثم ربطه بالأطفال وأخيراً مرحلة المراهقة وما بعدها.
في زمن الانفجار المعلوماتي وتطور وسائل التواصل الاجتماعي صار انتشار الشبهات ووصولها لكل فرد سهل يسير، فجهاز صغير بيد أي شخص باحث أو عامي قد يصله باليوم كمٌ هائلٌ من الشبهات المبلورة في قوالب شتى من مقاطع فيديو أو صور أو مكتوبة، ومن هذه الشبهات المهدوية حيث من بداية الغيبة الصغرى إلى اليوم لم يتوقف سيل الشبهات من إنكار الولادة وادعاء المهدوية والسفارة.
وهنا يخاف المؤمن على انحراف أبنائه عقدياً فما يصنع لحفظ فلذة كبده؟ والسؤال المهم: كيف نحصن أبناءنا عقائديا ونربطهم بإمام العصر والزمان (عج)؟ ونكون مصداقاً لما روي عن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام : (بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة)(1) حيث أن تحصين الفرد عقدياً يريحنا من ملاحقة الشبهات وتبديدها، فلو كان المجتمع محصناً علمياً لن يتأثر بالشبهات وسينتهي عمل تجار الضلال.
وقبل الجواب لابد من ذكر ملاحظة مهمة وهي أن المشكلة أحياناً أن الوالدين بعيدان كل البعد عن إمام زمانهم، ولا يشعران بوجوده أبداً، وهنا المشكلة تكون أكبر: كيف لهذان الوالدان ربط أولادهم بالإمام وهما لا يربطهما إلا الاعتقاد القلبي الفارغ من معرفة وعمل؟ وفاقد الشيء لا يعطيه.
الجواب نقسمه على خطوات مختصرة في تثقيف الآباء ثم ربطه بالأطفال وأخيراً مرحلة المراهقة وما بعدها.
الخطوة الأولى/ تثقيف الآباء:في هذا الزمن لا يجب الاعتماد فقط على ما نتعلمه من المنبر، ليس لقصور في المنبر، ولكن المنبر مرتبط بأيام معينة، بينما الشبهات تنتشر كل ساعة ودقيقة، بل يجب مطالعة كتب الحديث والعقائد، كما يجب الارتباط العملي بإمامنا صاحب العصر والزمان (عج) بقراءة دعاء الفرج والندبة والعهد وغيرها من الأدعية والزيارات، والقيام بالمستحبات وإهداء ثوابها له، وإخراج الصدقة بنية حمايته وتعجيل فرجه، حيث لهذه الأعمال تأثيراً روحياً يربط المؤمن بإمامه ويجعله يستشعر وجوده، وإذا رأى الطفل من أبويه ذلك استفسر عن سببه؟
الخطوة الثانية/ تربية الأطفال مهدوياً:عقل الطفل ليس كالبالغ، لذلك لن يتحمل الإجابات المجردة من الحس، فقد لا يفهم إجابات علم الكلام حول غيبة الإمام (عج) وطول عمره، لذلك يجب ربطها بواقع هو يعيشه، وربط الطفل سنقسمه لجانب نظري وجانب عملي، وكل منهما يكمل الآخر.
أما الجانب النظري، فالأب من خلال معرفته بشخصية ابنه يستطيع استحضار مثالٍ قريبٍ لذهن ابنه، فلو كان الابن مثلاً مولعاً بالسيارات وسأل عن كيفية طول عمر الإمام (عج) يستطيع الأب أن يخبره بأن الله وهو الخالق الصانع خلق جسداً للإمام يعيش لفترة أطول، كما تصنع بعض الشركات سيارات قوية بمواصفات خاصة تعيش لفترة طويلة.
وأما الجانب العملي، إن استجابة الطفل قد لا تكون مثمرة للأوامر المباشرة بالفعل والنهي، ولذلك يجب تحبيبه لإمامه المهدي (عج) وإشعاره بأنه شخصية رحيمة، وأنه لو قام بفعل الطاعة يُفرح قلب هذه الشخصية بذلك، وأنه إذا أهدى ثواب أعماله المستحبة لإمامه سيعود عليه ذلك بالتوفيق في حياته وبرضى الإمام (عج)، إضافة لتحفيزه بالهدايا المادية والمدح.
أما الجانب النظري، فالأب من خلال معرفته بشخصية ابنه يستطيع استحضار مثالٍ قريبٍ لذهن ابنه، فلو كان الابن مثلاً مولعاً بالسيارات وسأل عن كيفية طول عمر الإمام (عج) يستطيع الأب أن يخبره بأن الله وهو الخالق الصانع خلق جسداً للإمام يعيش لفترة أطول، كما تصنع بعض الشركات سيارات قوية بمواصفات خاصة تعيش لفترة طويلة.
وأما الجانب العملي، إن استجابة الطفل قد لا تكون مثمرة للأوامر المباشرة بالفعل والنهي، ولذلك يجب تحبيبه لإمامه المهدي (عج) وإشعاره بأنه شخصية رحيمة، وأنه لو قام بفعل الطاعة يُفرح قلب هذه الشخصية بذلك، وأنه إذا أهدى ثواب أعماله المستحبة لإمامه سيعود عليه ذلك بالتوفيق في حياته وبرضى الإمام (عج)، إضافة لتحفيزه بالهدايا المادية والمدح.
الخطوة الثالثة/ مرحلة المراهقة:في هذه المرحلة يبدأ الذهن باستيعاب الأجوبة العقلية المجردة، فيجب تثقيف الأبناء بعلوم أهل البيت عليهم السلام والنقطة المهمة في هذه المرحلة هي مراقبة أصدقائهم حيث لرفيق السوء تأثيراً عكسياً يهدم تعب الوالدين، كما يجب اختيار المعلم فتأثير المعلم على الابن قد يكون أقوى حتى من تأثير الأب.
كما يجب زيادة الجانب التعبدي بتعويد وتحبيب الابن على الأعمال الواردة في زمن الغيبة كدعاء الندبة والعهد والفرج والزيارة الواردة بعد صلاة الفجر للإمام وأخذه لمجالس العلماء والصالحين، فقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله (أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عز وجل)(2) فلاحظ أن الرواية عبرت عن الانتظار بأنه أفضل الأعمال، فهو ليس مجرد الجلوس والترقب بل يحتاج للتهيؤ الفكري والمادي فلو ظهر إمامنا سيحتاج لنصرته مختلف الطاقات الفكرية والجسدية، وعليه فمن مصاديق الانتظار التفوق العلمي وبذلك يكون انتظار الفرج مصدر قوة وعمل جاد لشيعة أهل البيت (ع)،فكيف يخرج الإمام دون تهيؤ الشيعة لنصرته؟
يعلق آية الله الشيخ عبد الله الجوادي الآملي بعد ذكر رواية انتظار الفرج قائلاً:
"أنه يلزم توافر أتباع أهل البيت (ع) على المعنى الحقيقي لانتظار الموجود الموعود، كما ينبغي التسلح بسلاحي العلم والإيمان لغرض المجاهدة في سبيل الله.
ثم إن لهذه العبادة العظيمة مصاديق متعددة تتجلى في كل مجال من مجالات الانتظار بتجلّ خاص وتظهر بنحو مختلف عن ظهورها في المجال الآخر. ولعل ظهور العبادة أوضح في المجال الثقافي الذي يشكل الأرضية الممهدة لبزوغ شمس المهدوية والعامل المؤثر في إنجاز الوعد الإلهي.(3)
كما يجب زيادة الجانب التعبدي بتعويد وتحبيب الابن على الأعمال الواردة في زمن الغيبة كدعاء الندبة والعهد والفرج والزيارة الواردة بعد صلاة الفجر للإمام وأخذه لمجالس العلماء والصالحين، فقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله (أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عز وجل)(2) فلاحظ أن الرواية عبرت عن الانتظار بأنه أفضل الأعمال، فهو ليس مجرد الجلوس والترقب بل يحتاج للتهيؤ الفكري والمادي فلو ظهر إمامنا سيحتاج لنصرته مختلف الطاقات الفكرية والجسدية، وعليه فمن مصاديق الانتظار التفوق العلمي وبذلك يكون انتظار الفرج مصدر قوة وعمل جاد لشيعة أهل البيت (ع)،فكيف يخرج الإمام دون تهيؤ الشيعة لنصرته؟
يعلق آية الله الشيخ عبد الله الجوادي الآملي بعد ذكر رواية انتظار الفرج قائلاً:
"أنه يلزم توافر أتباع أهل البيت (ع) على المعنى الحقيقي لانتظار الموجود الموعود، كما ينبغي التسلح بسلاحي العلم والإيمان لغرض المجاهدة في سبيل الله.
ثم إن لهذه العبادة العظيمة مصاديق متعددة تتجلى في كل مجال من مجالات الانتظار بتجلّ خاص وتظهر بنحو مختلف عن ظهورها في المجال الآخر. ولعل ظهور العبادة أوضح في المجال الثقافي الذي يشكل الأرضية الممهدة لبزوغ شمس المهدوية والعامل المؤثر في إنجاز الوعد الإلهي.(3)
الخاتمة
إذا صنعنا جيلًا مسلحًا بالعلم والإيمان فإنه سيحمل زمام الدفاع عن المذهب ورد الشبهات ولن يتأثر بأي شبهة من مدعي مهدوية أو صاحب راية ضلالة وبذلك يتضح لنا ما روي عن معاوية ابن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: رجل راوية لحديثكم يبث ذلك في الناس ويشدده في قلوبهم وقلوب شيعتكم ولعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما أفضل؟ قال: الرواية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد)(4) وعن الفضل بن عمر أنه قال : سمعت أبا عبد الله ( ع ) يقول : (عليكم بالتفقه في الدين ، لا تكونوا أعرابا ، فان من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ،ولم يزك له عملا)(5)
إذا صنعنا جيلًا مسلحًا بالعلم والإيمان فإنه سيحمل زمام الدفاع عن المذهب ورد الشبهات ولن يتأثر بأي شبهة من مدعي مهدوية أو صاحب راية ضلالة وبذلك يتضح لنا ما روي عن معاوية ابن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: رجل راوية لحديثكم يبث ذلك في الناس ويشدده في قلوبهم وقلوب شيعتكم ولعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما أفضل؟ قال: الرواية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد)(4) وعن الفضل بن عمر أنه قال : سمعت أبا عبد الله ( ع ) يقول : (عليكم بالتفقه في الدين ، لا تكونوا أعرابا ، فان من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ،ولم يزك له عملا)(5)
وغيرها الكثير من الروايات الحاثة عن طلب العلم والعمل به.
وأخيراً نختم بهذه الرواية التي تختصر ما يجب أن يكون عليه الموالي لأهل البيت عليهم السلام من طلب العلم والتقوى
عن أبي حمزة عن علي بن الحسين (ع) قال: (لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج. إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال أنّ أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخفّ بحقّ أهل العلم، التارك للاقتداء بهم، وأن أحب عبيدي إليّ التقيّ الطالب للثواب الجزيل، اللازم للعلماء، التابع للحلماء، القابل عن الحكماء.)(6)
وأخيراً نختم بهذه الرواية التي تختصر ما يجب أن يكون عليه الموالي لأهل البيت عليهم السلام من طلب العلم والتقوى
عن أبي حمزة عن علي بن الحسين (ع) قال: (لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج. إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال أنّ أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخفّ بحقّ أهل العلم، التارك للاقتداء بهم، وأن أحب عبيدي إليّ التقيّ الطالب للثواب الجزيل، اللازم للعلماء، التابع للحلماء، القابل عن الحكماء.)(6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الكافي للكليني ج 6 ص47. والمرجئة كما يقول الشيخ السبحاني في كتابه بحول في الملل والنحل هي فرقة ترى أنّ الايمان عبارة عن الإقرار باللّسان أو الإذعان بالقلب، وهذا يكفي في اتّصاف الانسان بالإيمان.
2- كمال الدين وتمام النعمة
3- الإمام المهدي الموجود الموعود ص185
4و5 و 6- أصول الكافي كتاب فضل العلم
تعليقات
إرسال تعليق