كيف ينبغي أن يكون حال المؤمن في مصيبة الإمام الحسين عليه السلام ...؟

مهما تعاظمت مراسمُ الإحياء العاشورائي، فلا تزال قاصرة عن بلوغ التأسي المنشود. ولنقف على بعض درجات التأسي المنشود، فلنطالع كيف تعامل رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام- الأسوة الحسنة لهذه الأمة- مع مصيبة الحسين عليه السلام. فقد ورد في الروايات الشريفة أنّ النبي صلى الله عليه وآله كان (يبكي) [1] (وينتحب) [2] وفي بعضها (ينشج) [3] على مصيبة الإمام الحسين عليه السلام، والنحيبُ كما في المعاجم هو: (البكاء الشديد أَو تَنَفُّس سَريع عَنيف مُتَقَطِّع مَصْحوب بالبكاء ناتِج من انفِعال وتَقَبُّض تَشَنُّجيّ واخْتِلاجات مُتتابِعة في عَضَلات الصَّدْر) [4] ، وأمّا النشيج فهو: (الصوت . والنشيج : أشد البكاء ، وقيل : هي مأقة يرتفع لها النفس كالفؤاق . وقال أبو عبيد : النشيج مثل البكاء للصبي إذا ردد صوته في صدره ولم يخرجه) كما في لسان العرب [5] ، ولك أن تطلق الخيال لذهنك لتتصور شدّة بكاء النبي صلى الله عليه وآله وعظيم تفجّعه بالحسين عليه السلام. وأمّأ مولاتنا الزهراء عليها السلام، فيكفيك لمعرفة عظيم تأثرها أن تقرأ شاهداً روائيا كالذي رواهُ ابن قولويه رضي الله عنه عن أبي بصير ...