"لفرحهم"
كثيرة هي التساؤلات التي تنتاب الإنسان فيما يخص إحياء المناسبات الدينية -في الأفراح والأحزان-، ومع تعدد طرق الإحياء وتنوع البرامج وكثافة الفعاليات، تظهر للعلن بعض النماذج الصادمة التي لابد من الوقوف عندها لأنها تثير المزيد من الأسئلة!..
ما هو الإحياء المنصوص عليه المتفق مع (آداب الشريعة)؟ ما هي مصاديق الفرح لفرحهم؟ ما معنى كلمة (فرحهم) التي وردت في الرواية؟ هل هو حفل ذكرى ميلاد المعصوم؟ أم أن فرحهم يعني الفرح بانتصار قيم الفضيلة والخير والرحمة في الأرض؟ ولو اعتبرنا أن إقامة الإحتفالات بمناسبات ذكرى الميلاد مصداقاً لفرح النبي وآله، فكيف ينبغي للمؤمن أن يفرح؟ هل يجب أن يستشعر المؤمن السعادة بمناسبة مولد هذا النور الإلهي ويسعد لأنه من محبيه ومواليه؟ أم أن يفرح وكفى! .. وبأي طريقة!!؟
كل هذه الأسئلة لابد أن نجيب عليها وأن نصطدم بها مع واقعنا المؤسف والمخجل! وهنا أتحدث بالذات عن واقع (قصائد الجلوات) التي نستمعها في مآتمنا والتي تشبه نصوص المسرحيات الفكاهية، وكيف جعلت القصيدة ليلة المناسبة المباركة المتعلقة بإمام مفترض الطاعة ليلة تسلية وضحك فقط، كيف شوهت الجلوات هدف الإحياء وحولته من برنامج للتقرب لله بإظهار مودة أهل البيت (عليهم السلام) إلى برنامج ترفيهي عام، في اعتقادي إن مثل هذه القصائد تحرّف الغاية النبيلة للفرح الذي ينبغي أن يكون عليه شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، هذه قصائد تدمّر المفاهيم وتجعلنا نعتقد متوهمين بأننا لو ضحكنا وفرحنا بأي طريقة فإن ذلك سيكون مصداقا للرواية (يفرحون لفرحنا)، وأن ذلك من الدين ومن التعبد!!
تعليقات
إرسال تعليق