الافتتاحية
اللهم صلِّ على محمَّد وآل محمَّد
يموجُ عالمُ اليوم بأفكارٍ من أقصى يسار "التحلُّل" إلى أقصى يمين "التقيُّد"، ومن أدنى قاع العدميّة والعبثيّة إلى أعلى قمة الهدفيّة والغائيّة. وكلّ صاحب فكرةٍ يزيّنها ويحسّنها قبل عرضها، فتظهر وهي "صفراءُ فاقعٌ لونها تسرُّ الناظرين" الذين لم يتدبّروا في مخبرها واكتفوا منها بمظهرها. وأيُّها كانت أسبقَ إليهم من أختِها، وأشدَّ بريقًا في عيونهم من جارتِها، أخذت بمجامع قلوبهم ونجحت في جعلهم من الدعاة إلى طاعتها والقادة إلى سبيلها، ولعلّها ليست إلا "عجلاً جسدًا له خوار"! لكنّ ذوي الألباب والحجى لا يكتفون بما يكتفي به غيرهم، بل "يستمعون القول فيتّبعون أحسنه". وفي هذا البحر المائج والعباب الهائج، يتهادى إلى أسماع العالم بصيرةٌ نبويّةٌ تقرّر أنّ "مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق"، و "لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رَحِم"!
وفي البصيرة العلويّة: "الناس ثلاثة؛ فعالمٌ ربانيٌّ، ومتعلِّمٌ على سبيلِ نجاة، وهمجٌ رَعاع أتباعُ كلِّ ناعق"، وفي الثالثة الحَسَنيّة: "عجبتُ لمن يتفكَّر في مأكوله كيف لا يتفكَّر في معقوله، فيجنِّب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه؟!".
وهذه منصّةٌ نسعى لأن تكون مصداقًا لاتّباع أحسن القول والتفكّر في المعقول وركوب سفينة العترة، والتعلّم على سبيل نجاة، والسلام.
7 رجب 1438هـ
5 أبريل 2017م
تعليقات
إرسال تعليق