هل يُنكِرُ الشيخ المفيد وجود المحسن بن علي عليه السلام؟



يحلو للبعض أن يُربك الساحة الإسلاميّة بالإشكالات الناتجة عن قلّة التتبع واستشراء الأهواء في نفوسهم، ومن ذلك ما وقفتُ عليه مؤخرًا من إثارةٍ لبعضهم مفادها أنّ الشيخ المفيد رحمه الله ينفي وجود وَلدٍ لأمير المؤمنين عليه السلام اسمه المحسن (ع)، وعمدةُ ما استندوا عليه في إثبات دعواهم ما جاء في كتاب الإرشاد للمفيد رحمه الله حيث قال:
"وفي الشِّيعةِ من يَذكرُ أنّ فاطمةَ صلواتُ الله عليها أسقطَتْ بعدَ النّبي صلى الله عليه وآله ولداً ذكَراً كانَ سَمّاه رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله - وهو حملُ – مُحَسِّنَاً، فعلى قولِ هذهِ الطّائفةِ أولادُ أَميرِ المؤمنينَ عليه السلام ثمانيةٌ وعشرونَ، واللّهُ أعلمُ" (1).

وفي هذه الدعوى نظرٌ من وجوهٍ شتّى:

أولاً: أن كلامه رحمه الله لا يشتملُ على "نفي صريحٍ" كما يُحاول البعض أن يروّج، بل كان المفيد رحمه الله بصدد استعراض الآراء، ولم يُعط رأيًا في المسألة. وأمّا عبارة (وفي الشيعة ...) فالظاهر أنّه يَقصدُ النظر للشيعة بالعنوان العام لا الخاص، فيكون المراد: إنّ بعض فِرَقِ الشيعة تعتقد بأنّ للزهراء وعلي عليهما السلام سقطاً اسمه المحسن، وبناءً على ذلك فعدد أولاد أمير المؤمنين عليه السلام – عند هذه الطائفة - هو ثمانية وعشرون، والإمامية- أنار الله برهانهم- بملاحظة كلام الطوسي الذي سيأتي - من أبرز مصاديق الشيعة المعتقدين بوجود المحسن السقط. وقد نَبَّه الشيخ المفيد رحمه الله في أحد الموارد في كتاب الإرشاد على حمل كلمة (الشيعة) على ما هو أعمّ من الإماميّة، حيث قال:
"وخرجَ زيدُ بنُ الحسنِ رضيَ اللهُ عنه منَ الدُّنيا ولم يدَعِ الأمامةَ، ولا ادَّعاها له مُدَّعٍ منَ الشِّيعةِ ولا غيرهم، وذلكَ أنَّ الشِّيعةَ رجلانِ : إِمامّي وزيديّ ، فالأماميُّ يَعتمدُ في الإِمامةِ النُّصوصَ ، ... والزّيديُّ يُراعي في الأمامةِ بعدَ عليٍّ والحسنِ والحسينِ: الدعوةَ والجهادَ"
(2).

ومن اللطيف أنّ الإمام الحافظ الكنجي الشافعي (المتوفى 658 هـ) عند مروره بكلام المفيد رحمه الله حمل هذه العبارة منه على ذهابه رحمه الله لوجود ولدٍ لأمير المؤمنين (ع) اسمه المحسن، ولم يَفهم منها أنّه لا يعتقدُ بوجود المحسن (ع)، قال في كفاية الطالب:
"وزاد [أي الشيخ المفيد رحمه الله] على الجمهور، وقال: إنّ فاطمة عليها‌ السلام أسقطت بعد النبي ذكراً، كان سمّاه رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم محسنا، وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة"
(3)

ثانيًا: أنّ لدينا نصّاً صريحاً من مُعاصرٍ للشيخ المفيد رحمه الله يَنقلُ فيه اعتقاد الشيخ المفيد رحمه الله بوجود المحسن بن علي (ع)، وهو تصريحٌ للقاضي عبدالجبار المعتزلي- (المتوفی سنة ٤١٥ هـ) والمعاصر للشيخ المفيد رحمه الله (المتوفى ٤١٣ هـ)- في کتاب تثبیت دلائل النبوة، حيث قال:
"وفي هذا الزمان منهم مثل أبي جبلة إبراهيم بن غسان، ومثل جابر المتوفي، وأبي الفوارس الحسن بن محمد الميمدي وأبي الحسين أحمد بن محمد بن الكميت، وأبي محمد الطبري، وأبي الحسن الحلبي،  وأبي يتيم الرلباي، وأبي القاسم النجاري، وأبي الوفا الديلمي، وابن أبي الديس، وخزيمة، وأبي خزيمة، وأبي عبد الله محمد بن النعمان، فهؤلاء بمصر وبالرملة وبصور، وبعكا وبعسقلان وبدمشق وببغداد وبجبل البسماق. وكل هؤلاء بهذه النواحي يدعون التشيع ومحبة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأهل بيته، فيبكون على فاطمة وعلى ابنها المحسن الذي زعموا أنّ عمر قتله، ويذكرون لهم تبديل القرآن والفرائض، ويذكرون ما قد تقدم ذكره من أن خلافهم له وقتالهم إنما هو لعداوته صلى الله عليه وسلم وللشك في نبوته ، ويقيمون المنشدين والمناحات في ذلك"
(4).

ومع وجود هذا النصّ الصريح الذي ينصّ على اعتقاد المفيد رحمه الله بالاسم من معاصرٍ له، يُصبحُ من العبث تكرار اسطوانة النفي هذه أو حمل كلامه على التردّد. واللطيف في عبارة القاضي المعتزلي أنّه يصرّح بأنّ هذه العقيدة هي ما عليه زعماء الشيعة في الحواضر المختلفة.

وكلام القاضي عبدالجبّار المعتزلي مؤيّدٌ بكلام الشيخ الطوسي رحمه الله (المتوفى ٤٦٠ هجري) - تلميذ الشيخ المفيد رحمه الله - في كتاب تلخيص الشافي حيث قال رحمه الله:
"والمشهور - الذي لا خلاف فيه بين الشيعة- أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت. فسمّي السقط: محسنا، والرواية بذلك مشهورة عندهم ... وليس لأحد أن يُنكر الرواية بذلك، لأنا قد بيّنا الرواية الواردة من جهة العامة من طريق البلاذري وغيره، ورواية الشيعة مستفيضة به، لا يختلفون في ذلك"
(5).
وهذا النصّ دالٌ على أنّ الأمر إجماعيّ عند الشيعة، ولا يُتعقّل أن يحكي الشيخ الطوسي رحمه الله الإجماع عند الشيعة في هذه المسألة إذا كان لأستاذه المفيد رحمه الله رأيٌ مخالفٌ.

أضف إلى ذلك، إنّ تقرير اعتقاد الشيعة بوجود ولدٍ لأمير المؤمنين عليه السلام من الزهراء عليها السلام اسمه المحسن قد ورد قبل تقرير القاضي عبدالجبّار المعتزلي وحكاية الشيخ الطوسي رحمه الله شهرته بأكثر من قرنين من الزمان، فقد قرّره ضرار بن عمرو الغطفاني (المتوفى سنة 200 هــ) في كتابه التحريش حين تَعرّض لجملة من الأمور التي يعتقدها الشيعة - بلسان فقيه خيالي من الطائفة الشيعيّة يقرّر معتقدهم في المسائل المختلفة- ومما قاله: "... وأنّ أبا بكر وعمر ظلما وضربا فاطمة بنت رسول الله حتى ألقت جنينا"
(6).
بل إننا نجدُ في ترجمة المخالفين لبعض الشيعة ذكر هذه العقيدة، ومن هؤلاء محدّث الكوفة ابن أبي دارم الشيعي، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء:
"ابن أبي دارم أبو بكر أحمد بن محمد الشيعي، الإمام، الحافظ، الفاضل، أبو بكر أحمد بن محمد السري بن يحيى بن السري بن أبي دارم التميمي، الكوفي، الشيعي، محدث الكوفة ... كان موصوفا بالحفظ والمعرفة إلا أنه يترفض .. قال الحاكم: هو رافضي، غير ثقة .
وقال محمد بن حماد الحافظ: كان مستقيم الأمر عامة دهره، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت محسنا"
(7).

ثالثًا: إنّ وجود ولدٍ لأمير المؤمنين عليه السلام باسم المحسن يسلّم به حتى المخالف، وسأوردُ هنا عدداً من مصادر كتب المخالفين التي تناولت ذكر المحسن عليه السلام.

الأول: كتاب (المسند) لأحمد بن حنبل (المتوفى 241) حيث قال:
"حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فقال: "أروني ابني، ما سميتموه؟" قال: قلت: حربا. قال: "بل هو حسن". فلما ولد الحسين سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فقال: "أروني ابني، ما سميتموه؟" قال: قلت حربا. قال: "بل هو حسين". فلما ولد الثالث سميته حربا، فجاء النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، فقال: "أروني ابني، ما سميتموه؟" قلت: حربا. قال: "بل هو محسن" ثم قال: "سميتهم بأسماء ولد هارون شبر، وشبير، ومشبر"
(8).
الثاني: كتاب (المعارف) لابن قتيبة (المتوفى 276 هـ) حيث قال:
"وأما «محسن بن علي» فهلك وهو صغير"
(9).
الثالث: كتاب (الذرية الطاهرة) للدولابي (المتوفى 310 هـ) حيث قال:
"سمعت أحمد بن عبد الجبار، قال: سمعت يونس بن بكير، قال: سمعت ابن إسحاق، يقول: «ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لعلي بن أبي طالب حسنا وحسينا ومحسنا، فذهب محسن صغيراً وولدت له أم كلثوم وزينب»"
(10).
الرابع: كتاب (جمهرة أنساب العرب) لابن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (المتوفى: 456 هـ) حيث قال:
"ولد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- الحسن أبا محمد؛ والحسين أبا عبد الله؛ والمحسن؛ وزينب؛ وأم كلثوم؛ أمهم: فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه [وآله] وسلم..- أعقب هؤلاء كلهم، حاشا المحسن، فلا عقب له، مات صغيرا جدا إثر ولادته"
(11).
الخامس: كتاب (فتح الباري) لابن حجر العسقلاني المتوفى (852 هـ) حيث قال:
"فعلى هذا فالابن المذكور محسن بن علي بن أبي طالب، وقد اتفق أهل العلم بالأخبار أنه مات صغيراً في حياة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم"
(12).
أقول: والمخالفون -كما ترى- يثبتون وجود ولدٍ لعلي وفاطمة عليهما السلام اسمه المحسن، أفيعقل أن يشكّك الشيخ المفيد رحمه الله في وجوده؟!

رابعًا: لو سلمنا جدلاً – كما ذكر البعض- بأنّ كلام الشيخ المفيد رحمه الله فيه تردّد في الجزم بوجود المحسن عليه السلام، فإننا نقول إن عدم الجزم بثبوتِ أمرٍ لا يعني الجزم بخلافه، وهذا بيّنٌ لمن كان له عقل، فلا يصحّ حمل التردّد – إن ثبت - على نفي وجود المحسن (ع).

خامسًا: إذا كان المستشكلُ يرى أنّ كلام الشيخ المفيد رحمه الله في أبواب ذكر أبناء الأئمة عليهم السلام كاشفٌ عن رأيه في حصر أبناء الأئمة عليهم السلام بمن ذكرهم، فيلزمه أن يبيّن لنا لماذا قال الشيخ المفيد رحمه الله -أثناء تعداد أبناء الإمام الجواد عليه السلام- : (وخلّف بعده من الولد عليّا ابنه الإمام من بعده وموسى وفاطمة وأمامة ابنتيه ولم يخلّف ذكرًا غير من سميناه) (13) ولم يدرج اسم السيدة حكيمة (ع) مع أنّه في باب من رأى الإمام الثاني عشر عليه السلام عدّ السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام ممن رأى الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف حيث قال:
"أخْبَرَني أبو القاسم ، عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسين بن رزق الله قالَ : حَدثَني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر قالَ : حَدثَتْني حكيمةُ بنت محمد بن عليٍّ ـ وهي عمّةُ الحسن عليه السلام ـ أنّها رَأتِ القائمَ عليه السلام ليلةَ مَوْلدِه وبَعْدَ ذلك"
(14).

سادسّاً: ومن باب (آخر الدواء الكي)، هَب جدلًا أنّ الشيخ المفيد رحمه الله – كما قال المستشكل – يُشكّك في وجود ولدٍ للإمام عليه السلام اسمه المحسن (ع)، فهل الشيخ المفيد رحمه الله معصومٌ لكي يكون رأيه هو الرأي الفصل؟!
إنّ العمدة في قبول رأي العالم هو الدليل الذي يستند إليه، لا مجرّد ما يذهب له من آراء، فكيف ونحن أمام روايات كثيرة تتحدّث عن وجود ولدٍ لأمير المؤمنين عليه السلام، تناولت بعضها – حكم الشيخ الطوسي رحمه الله باستفاضتها كما تقدّم- جانب الظلامة من حياته
(15)، وتناول البعض الآخر الحديث عن المحسن عليه السلام دون تسليط الضوء على جانب الظلامة (16).  

وختاماً: إذا كان بعض المشكّكين يتعبّدون بأراء الشيخ المفيد رحمه الله، فهل سيلتزمون أيضًا برأيه في القضايا المختلفة وخصوصًا عقيدة الولاء والبراءة أم سيكونون مصداقًا لقوله تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)؟!

المصادر:
(1) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد رحمه الله، الطبعة الثانية: 1429 هـ - 2008م، تحقيق وطباعة مؤسسة أهل البيت (ع) لإحياء التراث، ج 1 ص 355

(2) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، مصدر سابق،  ج 2 ص 22.

(3) كفاية الطالب، الإمام الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (المتوفى 658 هــ)، الطبعة الثالثة: 1404 هـ، دار إحياء تراث أهل البيت (ع)، طهران- إيران، ص 413.

(4) تثبيت دلائل النبوة، القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني الأسد أبادي، أبو الحسين المعتزلي (المتوفى: 415هـ)، الناشر: دار المصطفى - شبرا- القاهرة ج 2  ص 594 – 595.

(5) تلخيص الشافي، أبوجعفر الشيخ محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله، تحقيق السيّد حسين بحر العلوم، الطبعة الأولى: 1382 هـ، مؤسسة انتشار المحبين، ج 3 ص 156

(6) التحريش، ضرار بن عمرو الغطفاني (المتوفّى 200 هــ)، تحقيق : د. حسين خانصو و د. محمد كسكين، الطبعة الأولى: 1435 هــ  شركة دار الإرشاد، استنابول- تركيا، ص 52.

(7) سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى : 748هـ)، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، الطبعة : الثالثة ، 1405 هـ / 1985 م، مؤسسة الرسالة، ج 15 ص 567 رقم (349).

(8) مسند الإمام أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م، مؤسسة الرسالة، ج 2 ص 159 ح (769).

(9)
المعارف، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ) تحقيق: ثروت عكاشة، الطبعة: الثانية، 1992 م، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ص 211.

(10) الذرية الطاهرة، أبو بِشْر محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم الأنصاري الدولابي الرازي (المتوفى: 310هـ)، تحقيق: سعد المبارك الحسن، الطبعة الأولى: 1407 هـ، الدار السلفية – الكويت، ص 114 رقم (216).

(11) جمهرة أنساب العرب، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (المتوفى: 456هـ)، تحقيق: لجنة من العلماء، الطبعة الأولى: 1403هـ - 1983م، دار الكتب العلمية – بيروت، ص 37.

(12) فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، وقام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب، عليه تعليقات الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، دار المعرفة- بيروت، سنة الطبع: 1379 هــ، ج 3 ص 156 رقم (1284).

(13) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، مصدر سابق،  ج 2 ص 295.

(14) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، مصدر سابق،  ج 2 ص 351.

(15) من أراد أن يروي ظمأه المعرفي من النصوص التي تناولت ظلامة المحسن (ع)، فعليه بمطالعة ما سطّره العلّامة الشيخ إسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني رحمه الله في الجزء الحادي عشر من الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فرحمه الله وأجزل له المثوبة على ما خطّته يراعه من تتبع واسعٍ للنصوص. 

(16) من ذلك مثلًا ما رواه ثقة الإسلام الكليني رحمه الله في الكافي قال: عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع):‌ "سَمُّوا أَوْلَادَكُمْ قَبْلَ أَنْ يُولَدُوا فَإِنْ لَمْ تَدْرُوا أَ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى فَسَمُّوهُمْ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي تَكُونُ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، فَإِنَّ أَسْقَاطَكُمْ إِذَا لَقُوكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ تُسَمُّوهُمْ يَقُولُ السِّقْطُ لِأَبِيهِ أَلَّا سَمَّيْتَنِي وَقَدْ سَمَّى رَسُولُ اللَّهِ (ص) مُحَسِّناً قَبْلَ أَنْ يُولَدَ".
الكافي، ثقة الإسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي رحمه الله (المتوفى: 329هــ)، صحّحه وعلّق عليه: علي أكبر الغفاري، الطبعة الثالثة: 1388 هــ، دار الكتب الإسلامية: طهران- إيران، ج 6 ص 18 باب الأسماء والكنى ح (2).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"... أعيادكم كأيامكم" أورد عن الأمير (ع)؟

معنى قوله (ع): كونوا أحرار

هل ورد أن "أبا صالح" كنيةٌ للمهدي عج؟