وقتك في بيتك
علي طاهر العبد الرضا
نحن في منازلنا من أجل حماية أنفسنا.
وفي هذا المنزل الصغير نعيش فيه أوقاتًا طويلة.
والسؤال / كيف نستثمر هذه الأوقات ؟ إذا كانت الذات غالية ، ونحن نقوم بهذه التضحية ، وهي البقاء في البيوت ، من أجل حمايتنا ، فإننا نحتاج إلى تضحية أكبر ، وهي تستحق منا هذه التضحية ، وهي بناء الذات وفي هذه المساحة المتاحة في العالم الرقمي سنذكر عدة أفكار يمكن الاستفادة منها في بناء الذات ، وسنجعلها في أربع محطات:ـ
المحطة الأولى : أفكار لبناء العقل .
المحطة الثانية : أفكار لبناء الروح .
المحطة الثالثة : أفكار لبناء البدن .
المحطة الرابعة : النظرة الإيجابية للعزلة.
وهذه الأفكار ليست على سبيل الإجبار ، وإنما لك دوماً الخيار .ونحب أن نشير إلى نقطة مهمة وهي : إن الأفكار لها جانبان : الجانب النظري ، و الجانب العملي ، ولا تكتمل الأفكار التي تتناول الجانب النظري إلا بالجانب العملي .
المحطة الأولى: أفكار لبناء العقل
1- اقرأ الكتب النافعة الورقية ، أو الإلكترونية ، وبإمكانك أن تبدأ بقراءة الكتب الخفيفة إذالم تكن ممارساً في القراءة ، وأن تقوم بتلخيصها ، أو كتابة النقاط المهمة فيها ، ولك الخيار في مشاركة أصدقائك بالمناقشة ، أو المنافسة ، وتوجد فكرة : وهي عمل مجموعة (قروب) للقراءة يمكن أن تسميها *القراءة غذاء العقل*.
2- إذا كنت لا تميل للقراءة ، فهناك خيار آخر ، وهو الاستماع إلى الكتب المقروءة ، وهي كتب يقرؤها بعض المتطوعين في اليوتيوب، أي : افتح اليوتيوب واكتب *كتب مسموعة* وستجد كتبًا ( تاريخية – إسلامية – فلسفية – ثقافية ) ، وغيرها.
3- وإذا أحببت التغيير ، فعليك الاستماع إلى المحاضرات التي تنمي فيها أفكارك ، أو المقاطع القصيرة التي تهتم ببناء عقلك.
4- الدراسة عن بعد ، في هذه النقطة يمكنك أن تدرس علومًا كثيرة ، حيث يوجد في العالم الرقمي أكثر من معلم يقوم بشرح الكتب التي تختارها ، وأهمها دراسة العقيدة.
5- تفعيل المواهب ، إذا كنت تحب الخط فطوِّر مهارتك في الخط ، وإذا كنت تحب الرسم فطور مهارتك في الرسم ، أو تحب الشعر فطور مهارتك فيه ، وهكذا.
6- قم مع أفراد أسرتك ، أو مع الأصدقاء عبر شبكة التواصل بعمل عدة مسابقات ، فإن لها دورًا كبيرًا في تنشيط العقل وتنميته.
7- رتب بيتك ( اجتمع مع أفراد العائلة ، وقم بمناقشتهم ؛ من أجل إعادة ترتيبه من جديد بطريقة تتوافق مع تنفيذ الأفكار التي تساعدكم على تحقيق أهدافكم.
المحطة الثانية : أفكار لبناء الروح
1- احرص على أن تصلي الفرائض الواجبة عليك في أوقاتها.
2- التزم بتسبيحة الزهراء عليها السلام ، وبعض الأدعية، واطلب من الله تعالى أن يدفع الوباء.
3- الصيام، فإن الصيام في هذا الشهر له فضل عظيم؛ لأنه كما ورد في الروايات شهر رسول الله.
4- اقضِ الصلوات الفائتة عليك، وحسِّن من صورة صلاتك، فإنها إن قبلت قبل ما سواها ، وإن ردت رد ما سواها.
5- اقرأ القران، وتدبر معانيه، وشارك أفراد عائلتك بما وصلت إليه من الدروس التي أخذتها من القران الكريم.
توجد فكرة جميلة لقراءة: ختمة، وهي: كتابة أسماء السور في أوراق صغيرة، ووضعها في صندوق، ويتم في كل يوم سحب ورقة واحدة، وقراءة السورة المكتوبة، وهكذا، وبإمكانك أن تجتمع مع أفراد أسرتك لقراءة السورة التي خرجت لك؛ من أجل الترتيل، وتصحيح الأخطاء، والتجويد.
6- التزم بصلاة الليل، ولو بالاقتصار على الشفع والوتر.
7- اقرأ زيارة عاشوراء كل يوم بنية دفع الوباء، وتعجيل الفرج.
8- التزم بأدعية هذا الشهر والإكثار من الاستغفار، ومن الصلاة على محمد وآله.
9- الإكثار من دعاء الفرج بنية دفع الوباء، وتعجيل الفرج.
10- اتصل بأرحامك، واسأل عن أحوالهم، وتواصل معهم عبر شبكة الإنترنت، وتواصل مع أصدقائك، واسأل عن أحوالهم، وأمورهم.
10- تصدّق كل يوم، ثم اجمع هذه الصدقات، وأوصلها إلى أهلها مع خروجك لقضاء حاجات بيتك.
11- اسجد سجدة الشكر، واحرص على الإطالة، فإن السجود هو أقرب الحالات التي يكون فيها العبد مع به.
المحطة الثالثة: أفكار لبناء البدن
1- حافظ على نظافة بدنك، ولا تكتفِ عند هذا الحد، بل احرص على غسل يديك كل نصف ساعة قدر الإمكان، ولا تلمس عينيك، أو فمك إلا وقد قمت بغسل يديك جيدًا بالماء والصابون.
2- مارس الرياضة، وهنا عدة أفكار.
أ- الرياضة الفردية: قم بالتمارين الخفيفة، وأكثر من المشي داخل المنزل، أو استعمل جهاز السير إذا كان متوفرًا عندك.
ب- الرياضة الجماعية: أشرك أفراد أسرتك معك في ممارسة الرياضة.
ت- الرياضة الترفيهية: العب مع أفراد أسرتك، وخصوصًا الصغار، فهناك العابٌ رياضية منها تمارس الرياضة، ومنها تلعب معهم، وتدخل السرور في قلوبهم، أو اجعل التمارين الرياضية في قالب مسابقة أو تحدي، وغير ذلك.
3- حافظ على أوقات الوجبات، وتناول الأطعمة الصحية، ولا تشتر من المطاعم قدر الإمكان.
4- كن فردًا فعالًا في المنزل من القيام بالتنظيف، أو التغسيل، وتعلم بعض فنون الطبخ، فكلها أعمال حركية ينشط فيها بدنك.
5- خذ نومك الكافي، ونم مبكرًا قدر الإمكان؛ لتصحو مبكرًا، فإن بدنك يحصل على النشاط، والحيوية أكثر من السهر الذي لا معنى له.
6- الاستحمام يجدد النشاط، فاحرص عليه كثيرًا.
7- لا تقتصر على ملابس البيت، بل البس الملابس التي تلبسها عند الخروج، فأفراد أسرتك يفرحون عندما يرونك في أبهى صورة.
8- غيِّر ملابسك إذا وجدت شعورًا في نفسك يقترب من الملل.
9- احرص على ترتيب غرفتك، سريرك، مكتبك، أدواتك، حتى الإضاءة التي تبعث الراحة للنفس، فإن لها دورًا كبيرًا على شعورك بالسعادة.
10- تخلص من الأشياء الزائدة، فإنها تشغل مساحة، وهذه المساحة يمكن استثمارها في أشياء نافعة.
11- شارك أفراد أسرتك في تنظيف البيت، وتعقيمه، وتعطيره، وتبخيره، وإعادة تغيير الأثاث، فإن التغيير يكسر الروتين الضار، ويمنحك الحيوية والنشاط.
المحطة الرابعة: النظرة الإيجابية للعزلة
1- فكر في هذا الوقت الطويل، واعتبره فرصة ثمينة لانطلاقة جديدة في حياتك، فلربما لا تتكرر مثل هذه الفرصة.
2- ركز في بيتك، واعتبره وطنك الصغير، واعمل على أن يكون روضة من رياض جنة الإيمان.
3- انظر إلى دورك في الحياة، واسأل نفسك : ماذا ينبغي عليَّ أن أفعل ؟.
4- احمد الله تعالى الذي وهبك هذه المساحة من هذا العالم التي توفر لك الحماية، والأمان.
5- لا تخف، ولا تقلق، فالعالم بيد رب رحيم، وما عليك إلا أن تتصرف بحكمة.
6- انظر إلى الفرص المتاحة، ولا تقل: لا أملك الأدوات المطلوبة للتغيير؛ لانَّ الإبداع ينطلق من الأشياء الصغيرة.
7- ابتعد عن الأخبار غير الموثوقة، وخذها من المتخصصين.
8- النيّة ، وما أدراك ما النية : إن من وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله ) لأبي ذر ( رضوان الله عليه ) : ليكن لك في كل عمل نية حتى في الأكل والنوم.
9- لتغيير الجو أخرج ألبوم صورك، وتحدث عنها مع أفراد أسرتك، واحرص على أن يكون هدفك إدخال السرور في قلوبهم.
10- كن مبتسمًا دائمًا، فإن هذه الابتسامة تعود إليك .. كن رحيمًا .. كن عطوفًا.. كن حسن الأخلاق مع أفراد أسرتك فإن الحياة الجميلة هي التي نواتها في داخلك كالبذرة التي تختصر الشجرة العظيمة التي تثمر بماء المحبة.
تعليقات
إرسال تعليق