أين الطالبُ بدم المقتول بكربلاء ...!
من أعظم المصائب على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله هي مصيبته في سبطه الحسين عليه السلام، والتي بكاها قبل وقوعها بأكثر من خمسين عاماً [1]، وقد رُؤي في عالم الرؤيا بعد شهادة الحسين عليه السلام وهو "أشعث أغبر"، يجمع "دم الحسين عليه السلام وأصحابه"[2].
ولأنَّ المصيبة عظيمة، فقد قيّض الله أن يتحقّقَ طلبُ الثأرِ بها على يد المصلح العظيم الذي يتحقق على يديه الهدف من بعثة الأنبياء عليهم السلام[3]، ألا وهو الإمام المهدي عجّل الله فرجه.
إلّا أنّهُ يحلو لبعض المشكّكين أن يَقفو ما ليس له به علمٌ، وأن يَتَكَلَّمَ قَبلَ أَنْ يتعلَّم، فَيُطلِقَ دعاوى من قبيل: أن شعار "يا لثارات الحسين (ع)" شعارٌ غَيرَ (مناسبٍ لهذه الأيام؛ فإن الثأر -إذا صح التعبير- قد حصل، والأفضل القول أن الاقتصاص قد حصل، ومصيرهم معروف ما بعد الموت). ولا يَتوقَّفُ الأمر عند ذلك، بل تبلغُ الجسارة حداً يقولُ فيه : (حتى القول إن الإمام الحجة المهدي عندما يخرج سوف يثأر للإمام الحسين عليه السلام لا دليل عليه؛ فإن النصوص الدينية التي تتحدث عن حركة الإمام عليه السلام هي بهدف إقامة العدل ولا يُوجدُ نصٌ دينيٌ واحدٌ أنه يريد الثأر من قتلة الإمام الحسين عليه السلام، هذا إذا سلمنا بصحة نظرية الثأر؛ لأنها تحمل منحى شخصيا).
ولنا مع هذا الكلام توقفٌ من جهات:
الجهة الأولى: شعار (يا لثارات الحسين)!
بغض النظر عن تاريخ ظهور هذا اللفظ لأول مرةٍ، إلا أنّ ما يعنينا هنا هو الإمضاءُ الشرعي لهذا الشعار، وإذا أعملنا نظرةً تأمليةً في هذا الشعار نجدُ أنّهُ:
- ينسجمُ مع ما ورد في النصوص الروائية من عدم تحقق الثأر حتى الآن، وسنتعرّض لذلك بتفصيلٍ عند ذكر الشواهد الروائية لاحقاً.
- موافقٌ لما ينبغي على المؤمن أن يعيشه من ترقبٍ وتَهيؤٍ لطلب الثأر: (مَعَ إِمام مَنْصُور مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الوارد في زيارة عاشوراء[4] .
- شعارٌ لا محذورَ فيه، فلو افترضنا جدلاً عدم وجود نصٍ ينصُّ صراحة على وروده في الشرع، فإن الأصل في الشيء الإباحة ما لم يرد دليل بالتحريم. ولا يصحّ أن يحتجّ بأن الفهم السقيم الذي قد يرتسم في أذهان البعض مبررٌ لرفع اليد عن النص واسقاطه من رأس، فأمثال هذا الفهم لا ينحصر بالروايات الشريفة بل يشمل حتى آيات الكتاب، ولا يوجدُ من يقول أن فهم البعض السقيم لآيات القرآن مبررٌ لطرحها.
- شعارٌ واردٌ في نصوصِ أهل البيت عليهم السلام، ومن ذلك:
- ما رواهُ الصدوق في الأمالي [5] والعيون [6] بسندٍ صحيحٍ [7] عن محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريان بن شبيب، قال: دخلتُ على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال:" ... يا ابن شبيب إن كُنتَ باكياً لشئٍ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فإنهُ ذُبِحَ كما يُذبحُ الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يُؤذَنْ لهم، فهم عند قبره شعثٌ غبرٌ، إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيكونون من أنصاره وشعارهم: يا لثارات الحسين عليه السلام".
- ما أورده المشهدي رضي الله عنه في كتابه المزار كزيارة جامعة للأئمة عليهم السلام، والتسليم عليهم في كل موضع وفي كل يوم إذا أردت زيارة أحد من الأئمة (عليهم السلام) حيث قال عند زيارة الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف: "السلام على الإمام العالم، الغائب عن الابصار، والحاضر في الأمصار، والغائب عن العيون، الحاضر في الأفكار، بقية الأخيار، الوارث ذا الفقار، الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار، وينادي بشعار: يا لثارات الحسين، أنا الطالب بالأوتار، أنا قاصم كل جبار، أنا حُجَّة الله على كل كفور ختّار، القائم المنتظر بن الحسن عليه وآله أفضل السلام".[8]
- وما أورده الشيخ المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار [9] والميرزا النوري رحمه الله في مستدرك الوسائل [10] والسيد البروجردي رحمه الله في جامع أحاديث الشيعة [11] واللفظُ من مستدرك الوسائل:
السيد علي بن عبد الحميد، نقلا من كتاب الغيبة للفضل بن شاذان، بإسناده إلى الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث في أصحاب القائم (عليه السلام) - قال: "وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: يا لثارات الحسين (عليه السلام)، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر".
الجهة الثانية: هل تم الأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام؟
يذهبُ البعض إلى أنّ ثأر الإمام الحسين عليه السلام قد تَمَّ أخذهُ، وأنّ ذلك كان على يد التوابين والمختار الثقفي، وما دام الأمر كذلك، فلا قيمة للمناداة بطلب ثأرهِ في زماننا هذا، وهذه الدعوى تنطوي على عدة اشتباهات أبرزها: أنها تفترض أن التوابين أو المختار هم أولياءُ دم سيّد الشهداء عليه السلام، فمن أين لصاحب هذه الدعوى أن يُثبت أنهم- أي التوابون والمختار الثقفي- أولياءُ الدم الشرعيين؟ وهل الثأر بدم الحسين عليه السلام هو ثأرٌ من أشخاصٍ أم من منهجٍ قائمٍ على الظلم والقتل؟! ثمّ كيف لهذا المدّعي أن يوجّه الروايات المتواترة معنوياً والتي تشيرُ وبوضوح إلى أنّ الثائر بدم الحسين عليه السلام هو الإمام المهدي المنتظر عجّل الله فرجه؟
الجهة الثالثة: النصوص التي تشير إلى صاحب الثأر الحقيقي:
تُشيرُ النصوص الشريفة المتواترة عن أهل البيت عليهم السلام إلى أنّ صاحب الثأر لدم الحسين عليه السلام هو الإمام صاحب العصر والزمان، وفيما يلي استعراضٌ لطائفةٍ من هذه النصوص مع بعض التعليقات:
الحديث الأول: روى الصدوق رحمه الله في علل الشرائع [12] وعيون أخبار الرضا (ع) [13] بسندٍ صحيح: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: "إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (ع) بفعال آبائها" فقال (عليه السلام): "هو كذلك". فقلت: فقول الله عز وجل (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ما معناه؟ فقال: "صدق الله في جميع أقواله، لكن ذراري قتلة الحسين يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ولو أن رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل وإنما يقتلهم القايم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم"، قال: قلت له بأي شيء يبدأ القائم فيهم إذا قام؟ قال: :"يبدأ ببني شيبة ويقطع أيديهم؛ لأنهم سراق بيت الله عز وجل".
الحديث الأول: روى الصدوق رحمه الله في علل الشرائع [12] وعيون أخبار الرضا (ع) [13] بسندٍ صحيح: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: "إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (ع) بفعال آبائها" فقال (عليه السلام): "هو كذلك". فقلت: فقول الله عز وجل (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ما معناه؟ فقال: "صدق الله في جميع أقواله، لكن ذراري قتلة الحسين يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ولو أن رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل وإنما يقتلهم القايم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم"، قال: قلت له بأي شيء يبدأ القائم فيهم إذا قام؟ قال: :"يبدأ ببني شيبة ويقطع أيديهم؛ لأنهم سراق بيت الله عز وجل".
أقول: الحديث صحيحٌ؛ وجميعُ رُواتِه ثِقَاتٌ أجلّاء [14].
وأما متنه فكفيلٌ بدفع أي إثارة يمكنُ أن تُثَارَ حول الحديث، وفيه تَعرُّضٌ لما قد يَثيره البعض من شبهة أن قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام معارضٌ لقوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فقد أوضح الإمام عليه السلام أنهم (يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضى شيئا كان كمن أتاه).
الحديث الثاني: روى ثقة الإسلام الكليني رحمه الله: أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن محمد بن حمران، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: "لما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان، ضجّت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت: يُفعل هذا بالحسين صفيّك وابن نبيّك؟ قال: فأقام الله لهم ظل القائم عليه السلام وقال: بهذا أنتقم لهذا"[15].
الحديث الثاني: روى ثقة الإسلام الكليني رحمه الله: أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن محمد بن حمران، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: "لما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان، ضجّت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت: يُفعل هذا بالحسين صفيّك وابن نبيّك؟ قال: فأقام الله لهم ظل القائم عليه السلام وقال: بهذا أنتقم لهذا"[15].
ورواهُ الطوسي رحمه الله في أماليه قال: (أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن محمد بن حمران، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "لمّا كان من أمر الحسين بن علي ما كان، ضجّت الملائكة إلى الله (تعالى)، وقالت: يا رب يفعل هذا بالحسين صفيك وابن نبيك؟! قال: فأقام الله لهم ظل القائم (عليه السلام) وقال: بهذا أنتقم له من ظالميه".[16]
أقول: قال الشيخ المجلسي رحمه الله عن الحديث: (موثق كالصحيح)[17]، والحديث يقولُ بلسانٍ صريح أن الإمام المهدي عجل الله فرجه هو من ينتقم لما جرى على سيّد الشهداء عليه السلام.
الحديث الثالث: روى ابن قولويه رحمه الله: حدثني محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن محمد بن سنان، عن رجل، قال:
سألت عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (ومن قُتلَ مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يُسرف في القتل إنه كان منصوراً)، قال: "ذلك قائم آل محمد، يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام)، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً، وقوله: (فلا يسرف في القتل) لم يكن ليصنع شيئاً يكون سرفاً".[18]
ورواهُ الكليني رحمه الله في الكافي [19]: عنه[ علي بن محمد ]، عن صالح، عن الحجال، عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) قال: "نزلت في الحسين (عليه السلام)، لو قتل أهل الأرض به ما كان سرفا".
أقول: الرواية مثبتةٌ لكون الإمام المهدي أرواحنا له الفداء هو ولي الدم الذي يطلب بدم الحسين عليه السلام، وقد ذكر محقق كامل الزيارات الشيخ القيومي في التعليق على الحديث: " فيه إيماء إلى أنه كان في قراءتهم: فلا يسرف - بالضم -، ويحتمل أن يكون المعنى أن السرف ليس من جهة الكثرة، فلو شرك جميع أهل الأرض في دمه أو رضوا به لم يكن قتلهم سرفاً، وإنما السرف أن يقتل من لم يكن كذلك وإنما نُهيَ عن ذلك".
الحديث الرابع: روى ابن قولويه رحمه الله: حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: "تلا هذه الآية: ﴿إنا لننصرُ رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقومُ الأشهاد﴾، قال: الحسين بن علي منهم، ولم ينصر بعد، ثم قال: والله لقد قتل قتلة الحسين (عليه السلام) ولم يطلب بدمه بعد"[20].
أقول: والحديث مثبتٌ لما قبله من أن الحسين عليه السلام لم يطلب بدمه بعد، كما يؤكدُ بأن ثأر الإمام الحسين عليه السلام هو ثأرٌ من منهج لا مجرد شخوصٍ أقدمتوا على تلك الجريمة النكراء.
الحديث الخامس: روى ابن قولويه رحمه الله: حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان الحناط، عن عبد الله بن قاسم الحضرمي، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين)، قال: "قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وطعن الحسن بن علي (عليهما السلام)، (ولتعلن علواً كبيراً)، قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) ، (فإذا جاء وعد أوليهما)، قال: إذا جاء نصر الحسين (عليه السلام) ، (بعثنا عليكم عباداً لنا اولي باس شديد) فجاسوا خلال الديار)، قوماً يبعثهم الله قبل قيام القائم (عليه السلام)، لا يدعون وترا لآل محمد الا أحرقوه، (وكان وعد الله مفعولاً)"[21].
ورواهُ الكليني رحمه الله بسندٍ آخر مع بعض الإضافات [22] قال: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن القاسم البطل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين) قال: "قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) وطعن الحسن (عليه السلام)، (ولتعلن علوا كبيرا) قال: قتل الحسين (عليه السلام) (فإذا جاء وعد أوليهما) فإذا جاء نصر دم الحسين (عليه السلام): (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (عليه السلام) فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه، (وكان وعدا مفعولا) خروج القائم (عليه السلام) (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) خروج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان، المؤدون إلى الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه، وإنه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم بين أظهرهم فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (عليه السلام)، جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه و يحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي (عليهما السلام) ولا يلي الوصي إلا الوصي".
أقول: الحديثُ يفيدُ بأن الانتصار لدم الحسين عليه السلام لم يتحقق بعد، وأن تحققه يكون عند انبعاث دولة العدل الإلهي التي يقودها صاحب العصر والزمان عجّل الله فرجه.
الحديث السادس: روى الشيخ الصدوق رحمه الله في العلل [23]: حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق ومحمد بن محمد بن عصام رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء، قال: حدثنا إسماعيل الفزاري قال: حدثنا محمد بن جمهور العمي، عن ابن أبي نجران، عمن ذكره عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): يا بن رسول الله لم سُمي علي عليه السلام أمير المؤمنين وهو اسم ما سمي به أحد قبله ولا يحل لأحدٍ بعده؟ قال: "لأنه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار من أحد غيره"، قال: فقلت: يا بن رسول الله فلم سمي سيفه ذا الفقار؟ فقال (ع): "لأنه ما ضرب به أحد من خلق الله إلا أفقره من هذه الدنيا من أهله وولده وأفقره في الآخرة من الجنة"، قال: فقلت يا بن رسول الله فلستم كلكم قايمين بالحق؟ قال: "بلى" قلت: فلم سمي القايم قائما؟ قال: "لما قتل جدي الحسين عليه السلام ضجّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا: إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك، فأوحى الله عز وجل إليهم قروا ملائكتي فوعزتي وجلالي لأنتقمن منهم ولو بعد حين، ثم كشف الله عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين (ع) للملائكة فسرت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قايم يصلى فقال الله عز وجل بذلك القائم أنتقم منهم".
أقول: حديث الباقر عليه السلام يؤكدُ أن الإمام المهدي عجل الله فرجه هو من ينتقم الله به لمقتل الحسين عليه السلام.
الحديث السابع: ما رواهُ الطوسي رحمه الله بإسناده إلى عقبة بن قيس قال: " قلت – أي للإمام الباقر عليه السلام-: فكيف يُعزّي بعضنا بعضا؟ قال: تقولون: أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين وجعلنا وإياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام".
وقال الإمام الباقر عليه السلام في الزيارة:
"...بأبى أنت وأمي لقد عظم مصابي بك فأسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله،..."[24]
أقول: وفي هذين المقطعين اللذان يقرأهما المؤمن، نجدُ أنّ الإمام الباقر عليه السلام يؤكد أن ثأر الإمام الحسين عليه السلام يكون على يد الإمام المهدي عجل الله فرجه، ويشوّق المؤمنين لطلب الثأر معه.
الحديث الثامن: روى العياشي عن محمد بن الأرقط، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: "قال لي: تنزل الكوفة؟"، فقلت: نعم، فقال: "ترون قتلة الحسين عليه السلام بين أظهركم؟" ، قال: قلت: جعلت فداك ما بقي منهم أحد، قال: "فأنت إذاً لا ترى القاتل إلا من قتل، أو من وليَ القتل؟! ألم تسمع إلى قول الله: " قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين " فأي رسول قتل الذين كان محمد صلى الله عليه وآله بين أظهرهم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، وإنما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين"[25].
أقول: هنا يتضحُ جلياً أن ثأر الإمام الحسين عليه السلام ليس من أفراد بقدر ما هو ثأرٌ من منهج؛ لأنّ قتلة الحسين عليه السلام قد قُتلوا قبل زمن الإمام الصادق عليه السلام، إلا أن الإمام عليه السلام قد شملَ بقتل الحسين عليه السلام مَن لم يشارك في القتل المباشر لسيد الشهداء عليه السلام في واقعة كربلاء، وعلل ذلك بشاهدٍ قرآني أشار الله فيه لإتهام جماعةٍ من أهل الكتاب المعاصرين للنبي صلى الله عليه وآله بقتل الأنبياء (ع)، لا لأنهم قتلوهم بالمباشرة، بل بالمشايعة والرضى بقتل الأنبياء (عليهم السلام).
وقد وردَ شبيه هذا التعليل من جهةٍ لغويّة في ما رواه الطبرسي رحمه الله في الاحتجاج [26] قال: وبالإسناد المقدم ذكره: أن علي بن الحسين عليه السلام كان يذكر حال من مسخهم الله قردة من بني إسرائيل ويحكي قصتهم، فلما بلغ آخرها قال: "إن الله تعالى مسخ أولئك القوم لاصطيادهم السمك، فكيف ترى عند الله عز وجل يكون حال من قتل أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله، وهتك حريمه؟! إن الله تعالى وإن لم يمسخهم في الدنيا فإن المعد لهم من عذاب الآخرة أضعاف أضعاف عذاب المسخ"... وقال الباقر عليه السلام: "فلما حدث علي بن الحسين عليه السلام بهذا الحديث قال له بعض من في مجلسه: يا بن رسول الله كيف يُعاتبُ الله ويوبخ هؤلاء الأخلاف على قبائح أتاها أسلافهم - وهو يقول: (ولا تزروا وازرة وزر أخرى)؟ فقال زين العابدين عليه السلام : إن القرآن نزل بلغة العرب فهو يخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم، يقول الرجل التميمي - قد أغار قومه على بلد وقتلوا من فيه -: أغرتم على بلد كذا، وفعلتم كذا، ويقول العربي: نحن فعلنا ببني فلان، ونحن سبينا آل فلان، ونحن خربنا بلد كذا. لا يريد أنهم باشروا ذلك، ولكن يريد هؤلاء بالعذل وأولئك بالافتخار: أن قومهم فعلوا كذا، وقول الله عز وجل في هذه الآيات إنما هو توبيخ لأسلافهم، وتوبيخ العذل على هؤلاء الموجودين، لأن ذلك هو اللغة التي نزل بها القرآن، والآن هؤلاء الأخلاف أيضاً راضون بما فعل أسلافهم، مصوبون لهم، فجاز أن يقال: أنتم فعلتم أي: إذ رضيتم قبيح فعلهم".
الحديث التاسع: روى ابن قولويه رحمه الله: حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين، عن عثمانَ بن عيسى، عن سَماعة بن مِهران، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تبارك وتعالى: «لا عُدْوانَ إلاّ عَلَى الظّالمِينَ»، قال: "أولاد قتلة الحسين عليه السلام".
ورواه أيضاً بطريقٍ ثانٍ:حدَّثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبدالله، عن إبراهيمَ بن هاشم؛ وعن محمّد بن الحسين ، عن عثمانَ بن عيسى ، عن سَماعَة بن مِهرانَ مثله[27].
أقول: رجال الحديث ثقات، وأمّا عثمان بن عيسى فقد كان من الواقفة ثم تاب، والحديثُ يشيرُ إلى أن أبناء قتلة سيد الشهداء عليه السلام لهمٌ حكمٌ خاصٌ، وأن جُرمهم جعلهم لا يتجاوزون الخطر، وبضمّ الحديث إلى النصوص في هذا القسم تتضح هويّة جرمهم، ومنشأ عنونتهم بأنهم من ذراي قتلة الحسين عليه السلام.
كما ورد الحديث أيضاً عن الحسن بياع الهروي يرفعه عن أحدهما عليهما السلام في قوله: " لا عدوان إلا على الظالمين " قال: "إلا على ذرية قتلة الحسين عليه السلام".
وعن إبراهيم، عمن رواه، عن أحدهما عليهما السلام قال: قلت: " فلا عدوان إلا على الظالمين " قال: لا يعتدي الله على أحد إلا على نسل ولد قتلة الحسين عليه السلام"[28].
الحديث العاشر: روى الكليني رحمه الله: علي بن محمد، عمن ذكره، عن محمد بن سليمان، عن عبد الله بن لطيف التفليسي عن رزين قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "لما ضُرِبَ الحسين بن علي (عليهما السلام) بالسيف فسقط رأسه ثم ابتدر ليقطع رأسه، نادى مناد من بطنان العرش: ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها لا وفقكم الله لأضحى ولا لفطر، قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): فلا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون حتى يثأر ثائر الحسين (عليه السلام)". [29]
ورواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الفقيه [30] و الآمالي[31] واللفظ من الآمالي قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسن بن متيل الدقاق، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الديلمي - وهو سليمان-، عن عبد الله بن لطيف التفليسي، قال: قال الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): "لما ضرب الحسين بن علي (عليهما السلام) بالسيف، ثم ابتدر ليقطع رأسه، نادى منادٍ من قبل رب العزة تبارك وتعالى من بطنان العرش، فقال: "ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها، لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر. قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون أبداً حتى يقوم ثائر الحسين (عليه السلام)". وصلى الله على رسوله محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أقول: الرواية وإن لم تذكر من هو (ثائر الحسين عليه السلام)، إلا أننا بلحاظ ما في الرواية نجدُ أنّ الثأر لم يتم أخذه حتى زمن الإمام الصادق عليه السلام، وبالتالي فإنّه يدفع توهم أن المختار الثقفي والتوابين قد أخذوا بثأر سيّد الشهداء عليه السلام. كما أنّ الرواية لا أقل تُثبتُ استمرار تحيّر جماعة من المسلمين في ثبوت الأضحى والفطر، وأنّ هذه الحيرة ترتفع بأخذ هذا الثائر بدم الحسين (عليه السلام)، وهو ما لم يحصل حتى الآن، فيتضحُ أن المراد هو صاحب الأمر عجّل الله فرجه، وتقوّيه النصوص الأخرى التي عنونته بأنه يطلب بدم جده الحسين (عليه السلام) ويثأر له.
الحديث الحادي عشر: روى علي بن إبراهيم القمي رحمه الله: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا.. إلخ " قال: إن العامة يقولون نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أخرجته قريش من مكة، وإنما هي للقائم (عليه السلام) إذا خرج يطلب بدم الحسين (عليه السلام) وهو قوله: نحن أولياء الدم وطلاب الدية".[32]
أقول: الحديث صحيح ورجاله ثقاتٌ [33] بل هم من أجلة علماء الطائفة، وقد أوضح الإمام الصادق عليه السلام بشكلٍ جلي أن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو من يخرجُ لطلب الثأر بدم الحسيين عليه السلام وأنّه ولي الدم الحقيقي.
الحديث الثاني عشر: روى ابن شهر آشوب رحمه الله مرسلاً: وفي حديث مقاتل عن زين العابدين (عليه السلام) عن الإمام الحسين عليه السلام: "...يا ولدي يا علي والله لا يسكن دمي حتى يبعث المهدي الله فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة الفسقة سبعين ألفاً"[34].
الحديث الثالث عشر: روى الشيخ الطوسي رحمه الله: ما أخبرني به جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن إسحاق المقرئ، عن علي بن العباس المقانعي، عن بكار بن أحمد، عن الحسن بن الحسين، عن سفيان الجريري، عن الفضيل بن الزبير قال: سمعت زيد بن علي عليه السلام يقول: "(هذا) المنتظر من ولد الحسين بن علي في ذرية الحسين وفي عقب الحسين عليه السلام، وهو المظلوم الذي قال الله تعالى: (من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه) - قال: وليه رجل من ذريته من عقبه، ثم قرأ ﴿وجعلها كلمة باقية في عقبه﴾ - (سلطاناً فلا يسرف في القتل)". [35]
أقول: الحديث وإن كان منتهياً إلى زيد الشهيد رضي الله عنه، إلا أننا بـحُكمِ ما نَعرِفُهُ عن زيد الشهيد وجلالة قدره وفقاهته، فلا نرتاب من أنه سمعه من أحد المعصومين عليهم السلام، وفيه تأكيدٌ على أن ولي الدم الحقيقي هو الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف.
الحديث الرابع عشر: ما رواه الصدوق رحمه الله في عقاب الأعمال [36] قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "الْقَائِمُ وَ اللَّهِ يَقْتُلُ ذَرَارِيَّ قَتَلَةِ الْحُسَيْنِ بِفِعَالِ آبَائِهَا".
الحديث الخامس عشر: ما رفعه ابن شهر آشوب في المناقب إلى الصَّادِقُ (ع): " قُتِلَ بِالْحُسَيْنِ مِائَةُ أَلْفٍ وَ مَا طُلِبَ بِثَأْرِهِ وَسَيُطْلَبُ بِثَأْرِهِ"[37]
أقول: وفي الحديثين الرابع عشر والخامس عشر إشارة واضحة وتأكيدٌ على أن الإمام الحسين لم يُثأر له رغم من قتل، وهويّة الطالب بثأره تستبعدُ بشكل جلي تحقق أخذ الثأر الحقيقي على يد التوابين والمختار الثقفي رغم ما أبلوه من بلاء في قتل قتلة الحسين عليه السلام.
الحديث السادس عشر: روى الكليني رحمه الله في الكافي[38]: علي بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن كَرّام قال: حلفت فيما بيني وبين نفسي ألا آكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام قال: فقلت له: رجل من شيعتكم جعل لله عليه ألا يأكل طعاماً بنهار أبداً حتى يقوم قائم آل محمد؟ قال: "فصم إذاً يا كَرّام ولا تصم العيدين ولا ثلاثة التشريق، ولا إذا كنت مسافراً ولا مريضاً؛ فإن الحسين عليه السلام لما قتل عجّت السماوات والأرض ومن عليهما والملائكة، فقالوا: يا ربنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدهم عن جديد الأرض بما استحلوا حرمتك، وقتلوا صفوتك، فأوحى الله إليهم يا ملائكتي ويا سماواتي ويا أرضي اسكنوا، ثم كشف حجاباً من الحجب فإذا خلفه محمد صلى الله عليه وآله واثنا عشر وصياً له عليهم السلام وأخذ بيد فلان القائم من بينهم، فقال: يا ملائكتي ويا سماواتي ويا أرضي بهذا أنتصر [لهذا] - قالها ثلاث مرات".
أقول: الحديث جليّ المعنى في أن الإمام عجّل الله فرجه هو من ينتقمُ الله به لمقتل سيّد الشهداء عليه السلام.
الحديث السابع عشر: ما رواه العياشي [39] عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) قال: هو الحسين بن علي عليه السلام، قتل مظلوما ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام منا طلب بثأر الحسين، فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل، وقال: المقتول الحسين عليه السلام ووليه القائم، والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتله إنه كان منصورا، فإنه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله صلى الله عليه وآله، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما".
أقول: والحديث جليٌ في أن الإمام عليه السلام هو ولي الدم الحقيقي، وأن صاحب العصر والزمان هو من يخرج لطلب ثأره.
الحديث الثامن عشر: روى العياشي [40] عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: قُلتُ له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله زعم ولد الحسن عليه السلام أنّ القائم منهم، وأنهم أصحاب الامر، ويزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك، فقال: "رحم الله عمى الحسن عليه السلام، لقد غمد الحسن عليه السلام أربعين ألف سيفٍ حين أصيب أمير المؤمنين عليه السلام، وأسلمها إلى معاوية، ومحمد بن علي سبعين ألف سيف قاتله، لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منها حتى يموتوا جميعا، وخرج الحسين صلوات الله عليه فعرض نفسه على الله في سبعين رجلا من أحق بدمه منا، نحن و الله أصحاب الامر، وفينا القائم، ومنا السفاح والمنصور، وقد قال الله: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) نحن أولياء الحسين بن علي عليهما السلام وعلى دينه".
أقول: في الحديث إشارةٌ إلى أولياء دم الإمام الحسين عليه السلام هم الأئمة عليهم السلام، وبذلك ينتفي ما قيل عن أن ثأره قد أُخِذَ على يد المختار الثقفي أو التوابين.
الحديث التاسع عشر: ما رواه القمي رحمه الله في تفسيره[41]: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبدالكريم بن عبدالرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: (ولمن انتصر بعد ظلمه) يعنى القائم (عليه السلام) وأصحابه (فاولئك ما عليهم من سبيل) والقائم إذا قام انتصر من بنى امية ومن المكذبين والنصاب هو وأصحابه، وهو قول الله (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم)"
وأورده فرات الكوفي في تفسيره [42] قال: حدثني أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخراساني قال : حدثنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدثنا إسماعيل بن مهران قال : حدثنا يحيى بن أبان عن عمرو بن شمر عن جابر : عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : ( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ ) قال : القائم وأصحابه قال الله: (فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ) قال : القائم إذا قام انتصر من بني أمية والمكذبين والنصاب وهو قوله ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ )".
أقول: انتقام الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف من بني أميّة مؤكدٌ لما تقدّم من طلبه بثأر الحسين عليه السلام من بني أميّة.
الحديث العشرون: روى المشهدي رحمه الله في المزار[43] الدعاء للندبة: "قال محمد بن أبي قرة: نقلتُ من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين ابن سفيان البزوفري رضي الله عنه هذا الدعاء، وذكر فيه أنّه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه وعجل فرجه وفرجنا به، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة: ... "....أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء، أين الطالب بدم المقتول بكربلاء".
أقول: وفي هذا الدعاء الذي يواظبُ المؤمنون على قراءته بشكلٍ أسبوعي يوم الجمعة تثقيفٌ للشيعة على أن الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف هو من يطلبُ بثأر الإمام الحسين عليه السلام.
والمتحصّل من هذه الأحاديث وما قبلها: التواترُ المعنوي لكون الإمام المهدي عجّل الله فرجه هو من يأخذُ بثأر جدّه الحسين عليه السلام، وفيها الصحيح، فهل يَشكُّ شاكٌ بعد هذا في أن الإمام المهدي عجّل الله فرجه هو الطالب بدم المقتول بكربلاء ...!!!!
الجهة الرابعة: المراد بذراري بني أمية الذين يثأر منهم الإمام المهدي عجّل الله فرجه:
تقدّم دفع أي توهمٍ قد يُثار حول هوية من يثأر الإمامُ منهم، إلا أننا تتميماً للبحث نُوردُ هذه المناقشة حول الـمُراد بذراري قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) الوارد في النصوص الروائية، فنقول:
يُحتملُ في ذلك أمران:
يُحتملُ في ذلك أمران:
الأول: الطغمة الظالمة المنتسبة إلى بني أمية، ممن رضيت بأفعال آبائهم.
الثاني: أن يُراد ببني أمية وذراري قتلة الحسين من بني أميّة العنوان الوصفي لا العنوان العَلمي، أي من انتسب إلى بني أميّة بالوصف لا بالنسب، وهذا المعنى دارجٌ في النصوص الدينية، فأنت تلاحظُ مثلاً أن الله عزوجل يخاطب نبيّه نوح عليه السلام قائلاً عن ابنه: (يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)، فأخرج ابنه عن أهله لجهة عمله، ومن جهةٍ أخرى نجدُ قول النبي إبراهيم عليه السلام في القرآن: (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي)، فأدخل كل من اتبعه في هويته وقال إنهم منه، فكأنّ طبيعة العمل تُحدد الهوية الحقيقية والتي قد تلتقي مع الهويّة النسبية وقد لا تلتقي.
ونجدُ الأمر نفسه في النصوص الحديثية: فقد أخرج الإمام الباقرُ عليه السلام سعدَ الخير من بني أميّة وأدخله في عنوان أهل البيت عليهم السلام فقال: "لست منهم، أنت أموي منا أهل البيت" [44]، والأمر يشبه ما فعله النبي صلى الله عليه وآله مع سلمان الفارسي حين قال: "سلمان منا أهل البيت"[45].
وزبدة الكلام: عدم وجود محذور في شعار يا لثارات الحسين عليه السلام، وأنّ النصوص الروائية تؤكد على أن الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف هو الطالب بدم الحسين عليه السلام، وأن اقتصاصه هو اقتصاصٌ من منهج يرضى ويؤيد قتل سيّد شباب أهل الجنة، ولا ينبغي الإصغاء للدعاوى الجوفاء التي تصدرُ من هنا وهناك، مشككة في ثبوت الأمر تارة ومشاغبة في معناه تارةً أخرى، فالعيبُ ليس في النصّ بل العيب في الفَهم السقيم، وقد صدق المتنبي حينما قال:
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً *** وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
-------------------------
[1] تواتر بكاءُ النبيّ صلى الله عليه وآله على سيد الشهداء عليه السلام في موارد شتى، ومن ذلك:
ما أوردهُ البوصيري في كتابه إتحاف الخيرة[ ج 7 ص 237 وما بعدها]:
ما أوردهُ البوصيري في كتابه إتحاف الخيرة[ ج 7 ص 237 وما بعدها]:
6753 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَجِيٍّ عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّهُ سَافَرَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [عليه السلام]وَكَانَ صَاحِبَ مَطْهَرَتِهِ فَلَمَّا حَاذَى نِينْوَى وَهُوَ منطلق إلى صفين فنادى عليٌّ: اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِشَطِّ الْفُرَاتِ. فَقُلْتُ: مَاذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ - وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ فقلت: يا نبي الله ما لعينيك تفيضان أغضبك أَحَدٌ؟ قَالَ: بَلَى قَامَ مَنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ قَبْلَ قَلِيلٍ فَحَدَّثَنِي أَنَّ الْحُسَيْنَ [ع]يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ. قَالَ: فَهَلَ لَكَ أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَمَدَّ يَدَهُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا فَلَمْ أَمْلُكَ عَيْنَايَ أَنْ فَاضَتَا ". رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
6755 - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ - نَائِمًا فِي بَيْتِي فَجَاءَ الْحُسَيْنُ [ع]يَدْرُجُ قَالَتْ: فَقَعَدْتُ عَلَى الْبَابِ فَأَمْسَكْتُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَدْخُلَ فَيُوقِظَهُ. قَالَتْ: ثُمَّ غَفَلْتُ فِي شَيْءٍ فَدَّبَ فَدَخَلَ فَقَعَدَ عَلَى بَطْنِهِ قَالَتْ: فَسَمِعْتُ نَحِيبَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ - فَجِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما علمت به. فقال: إِنَّمَا جَاءَنِي جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَهُوَ عَلَى بَطْنِي قَاعِدٌ فَقَالَ لِي: أَتُحِبُّهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ أَلَا أُرِيكَ الْتُرْبَةَ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فضرب بجناحه فأتاني هذه التربة. قالت: فإذا فِي يَدِهِ تُرْبَةٌ حَمْرَاءُ وَهُوَ يَبْكِي وَيَقُولُ: لَيْتَ شِعْرِي مَنْ يَقْتُلُكَ بَعْدِي ".
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُخْتَصَرًا عَنْ عَائِشَةَ أَوْ أُمِّ سَلَمَةَ عَلَى الشَّكِّ.
إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، أبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني الشافعي (المتوفى: 840هـ)، تحقيق: دار المشكاة للبحث العلمي بإشراف أبو تميم ياسر بن إبراهيم، الطبعة:الأولى، 1420 هـ - 1999 م، دار الوطن للنشر: الرياض.
وما رواهُ الماوردي في كتابه أعلام النبوّة[ص 137]:
"ومن إنذاره صلى الله عليه وسلم: ما رواه عروة عن عائشة قالت: "دخل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وهو يوحى إليه فبرك على ظهره وهو منكب ولعب على ظهره، فقال جبريل: يا محمد إن أمتك ستفتن بعدك ويقتل ابنك هذا من بعدك، ومد يده فأتاه بتربة بيضاء وقال: في هذه الأرض يقتل ابنك اسمها الطف، فلما ذهب جبريل خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه والتربة في يده وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: «أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف وجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه»
أعلام النبوة، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ)، دار ومكتبة الهلال – بيروت.
[2] روى أحمد بن حنبل في مسنده[ج 4 ص 59 ، ح (2165)]: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ، فِي الْمَنَامِ بِنِصْفِ النَّهَارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ مَعَهُ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ يَلْتَقِطُهُ أَوْ يَتَتَبَّعُ فِيهَا شَيْئًا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذَا؟ قَالَ: دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ لَمْ أَزَلْ أَتَتَبَّعُهُ مُنْذُ الْيَوْمَ " قَالَ عَمَّارٌ: " فَحَفِظْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ "
وقال الأرنؤوط: "إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه الطبراني (2822) و (12837) ، والحاكم 4/397-398 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وسيأتي برقم (2553)."
مسند الإمام أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف:د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الطبعة الأولى، 1421 هـ - 2001 م، مؤسسة الرسالة.
[3] قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)، وصحّ عن النبي صلى الله عليه وآله بالنقل المتواتر أن الإمام المهدي هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
[4] كامل الزيارات، للشيخ الأقدم أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي رحمه الله (المتوفي 368 ه. ق)، التحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق، الطبعة: الأولى: 1417 هـ، مؤسسة النشر الاسلامي، ص 329، ومصباح المتهجد للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي رحمه الله المشتهر بشيخ الطائفة والشيخ الطوسي (385 - 460 ه ق)، الطبعة الأولى 1411 ه - 1991 م، مؤسسة فقه الشيعة بيروت – لبنان، ص 774.
وقد حقق آية الله الشيخ مسلم الداوري دام ظله في سند زيارة عاشوراء وقال: " ..والّذي يتحصّل من جميع ما ذكرنا: أنّ لهذه الزيارة الشريفة وثوابها خمسة طرق معتبرة، ولو تنزّلنا عن صحّة بعضها ففي البعض الآخر غنىً وكفاية؛ وذلك لأنّ هذه الزيارة: إمّا أن تكون من كتاب الراوي، أو من نفسه. وعلى كلا التقديرين يحكم: بصحّة رواية الشيخ الطوسي وابن قولويه، عن محمّد بن إسماعيل. وإذا صحّ السند إلى محمّد بن إسماعيل صحّ جميعه؛ لوثاقة الرواة الواقعين بينه وبين الإمام عليه السّلام، ولو في بعض الطرق". ثم ذكر القرائن الداخلية والخارجية على صحّة صدور الزيارة من الإمام عليه السلام، ثم قال: " وعلى كلّ حال: فإنّ الفائدة المترتّبة على الاهتمام بالسند إن كانت لأجل إثبات المضامين الّتي اشتملت عليها الزيارة من: موالاة أهل البيت عليهم السّلام، والبراءة من أعدائهم، والدعاء على كلّ من أسّس الظلم والطغيان، فالأدلّة القطعيّة ــ من الكتاب المجيد والسنّة المتواترة ــ كافية لإثبات هذه المضامين، ومعها لا حاجة إلى تجشّم البحث عن صحّة سند زيارة عاشوراء، وعدم صحّته.
وإن كان الاهتمام بالسند من أجل ترتّب الثواب على قراءة هذه الزيارة بألفاظها الخاصّة المرويّة، فقاعدة التسامح ــ الّتي مفادها على المشهور: ترتّب الثواب على العمل الّذي بلغ: أنّ فيه الثواب، وإن لم يكن وروده ثابتاً عن المعصوم عليه السّلام ــ تُثبت ذلك، بل حتّى لو قلنا: بعدم ثبوت هذه القاعدة، فلا مانع من قراءتها ــ أيضاً ــ برجاء المطلوبيّة".
زيارة عاشوراء تحفةٌ من السماء، بحوث سماحة آية الله الشيخ مسلم الداوري دام ظله، بقلم السيد عباس الحسيني، الطبعة الأولى: 1432 هـ ، دار جواد الأئمة عليه السلام، بيروت- لبنان.
[5] الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، الطبعة: الأولى 1417 ه. ق، مؤسسة البعثة – قم، ص 192
[6] عيون أخبار الرضا (ع) للشيخ الصدوق رحمه الله، أبي جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بابويه القمي قدة (المتوفي سنة 381 هـ)، صححه وقدم له وعلق عليه العلامة الشيخ حسين الأعلمي، سنة الطبع: 1404 هـ - 1984م، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت، ج 2 ص 268.
[7] رجال الحديث ثقات، فأمّأ محمّد بن علي ماجيلويه فقد ذكره الشيخ محمّد بن إسماعيل المازندراني في كتابه منتهى المقال في أحوال الرّجال ج 6 ص 132 : ٢٧٨٠- القمّي ، وروى عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، لم (رجال الشيخ).
حكم العلاّمة بصحّة طريق الصدوق إلى إسماعيل بن رباح وهو فيه (٣الخلاصة : ٢٧٨ ، وفيها : ابن رياح ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٣).
وفي تعق : وإلى غيره أيضاً (كما في الخلاصة : ٢٧٧ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١٤ الطريق إلى إبراهيم بن أبي محمود والخلاصة : ٢٧٧ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١٨ الطريق إلى أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي). وسيأتي عن المصنِّف عند ذكر طريق الصدوق أنّ مشايخنا تابعوا العلاّمة في عدّ روايته صحيحة (منهج المقال : ٤٠٨ الطريق إلى إسماعيل بن رباح). ولا يبعد كونه من مشايخ الصدوق لكثرة روايته عنه مترضّياً (علل الشرائع : ١٦٦ / ١ باب ١٣١ والتوحيد : ٣٣٣ / ٣ ، وأيضاً ترضّى عليه في أكثر طرق مشيخة الفقيه ، راجع المشيخة : ٤ / ٦ و ١٤ و ١٨ و ٧٠ و ١٢٠ وغير ذلك) مترحّماً (علل الشرائع : ١٦٨ / ٣ باب ١٣١ ، التوحيد : ٤٨ / ١٢ و ١٠١ / ١١ و ١٠٥ / ٥ و ١٨٥ / ١ ، وغير ذلك.). وفي الوسيط صرّح بوثاقته (الوسيط : ٢٩٢ باب الكنى بعنوان ماجيلويه) (تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٩).
أقول : ذكره عبد النبي الجزائري في خاتمة قسم الثقات وقد عقدها لذكر جماعة لم يصرّح بتعديلهم وإنّما يستفاد من قرائن أُخر ، وقال بعد عدّ جملة من طرق الصدوق هو فيها : ووصف العلاّمة إيّاها بالصحّة وهو ظاهر في تعديله وهو الأقوى كما يظهر من قرائن الأحوال (حاوي الأقوال : ١٧٢ / ٧١٤.) ، انتهى.
أقول : في مشكا : ابن علي بن ماجيلويه ، عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه (هداية المحدّثين : ٢٤٦.)."
انتهى كلام الشيخ المازندراني قدس سره.
انتهى كلام الشيخ المازندراني قدس سره.
منتهى المقال في أحوال الرّجال، الشيخ محمّد بن إسماعيل المازندراني، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم، الطبعة الأولى: 1416 هـ، الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم المقدسة.
وأمّا علي بن إبراهيم بن هاشم فقد قال عنه النجاشي رحمه الله : " علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي، ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر (وأكثر)، وصنّف كتباً ...".
فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب رجال النجاشي، للشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي الكوفي (372 – 450)، التحقيق: الحجة السيد موسى الشبيري الزنجاني، الطبعة الخامسة: 1416 ه، مؤسسة النشر الاسلامي (التابعة) لجماعة المدرسين بقم المشرفة (إيران)، ص 260 رقم (680).
وأما أبوه: إبراهيم بن هاشم القمي: فقد قال السيد الخوئي رحمه الله في المعجم: "لا ينبغي الشك في وثاقة إبراهيم بن هاشم، ويدل على ذلك عدة أمور:
- أنه روى عنه ابنه علي في تفسيره كثيرا، وقد التزم في أول كتابه بأن ما يذكره فيه قد انتهى إليه بواسطة الثقات. وتقدم ذكر ذلك في (المدخل) المقدمة الثالثة.
- أن السيد ابن طاووس ادعى الاتفاق على وثاقته، حيث قال عند ذكره رواية عن أمالي الصدوق في سندها إبراهيم بن هاشم: " ورواة الحديث ثقات بالاتفاق ". فلاح السائل: الفصل التاسع عشر، الصفحة 158.
- أنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم. والقميون قد اعتمدوا على رواياته، وفيهم من هو مستصعب في أمر الحديث، فلو كان فيه شائبة الغمز لم يكن يتسالم على أخذ الرواية عنه، وقبول قوله.
وللصدوق إليه طريقان: أحدهما أبوه، ومحمد بن الحسن - رضي الله عنهما - عن سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن هاشم.
وثانيهما محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح.
وذكر الأردبيلي في جامعة: أن الطريق الشيخ إليه صحيح في المشيخة أيضا، وهذا سهو منه - قدس سره -، فإن الشيخ لم يذكر طريقه في المشيخة إلى إبراهيم بن هاشم، وإنما ذكر طريقه إلى علي بن إبراهيم.
معجم رجال الحديث، للسيد الخوئي رحمه الله، الطبعة الخامسة: 1413 هـ - 1992م، ج 2 ص 128، الناشر : مؤسسة الخوئي الإسلامية. ج 1 ص 291 .
وأمّأ الريان بن شبيب، فقد قال عنه النجاشي : "ريان بن شبيب خال المعتصم، ثقة، سكن قم، وروى عنه أهلها، وجمع مسائل الصباح بن نصر الهندي للرضا عليه السلام".
رجال النجاشي، مصدرٌ سابق، ص 165 رقم (436)
[8] المزار، الشيخ محمد بن المشهدي، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، الطبعة: الأولى: 1417 هـ، مؤسسة النشر الاسلامي، ص 107.
[9] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، للعلامة المجلسي رحمهُ الله (المتوفي 1111)، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، الطبعة: الثالثة المصححة: ١٤٠٣ - ١٩٨٣ م ، دار إحياء التراث العربي بيروت – لبنان، ج 52 ص 307 – 308.
[10] مستدرك الوسائل للشيخ حسين النوري الطبرسي رحمهُ الله، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم، ج 11 ص 114.
[11] جامع أحاديث الشيعة، للسيد البروجردي رحمهُ الله، (المتوفى 1383 هـ) ، سنة الطبع: 1407 هـ ، المطبعة العلمية- قم المقدسة، ج 13 ص 141.
[12] علل الشرائع، للشيخ الصدوق رحمه الله، أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ره المتوفى سنة 381 ه، 1385 ه - 1966 م، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها في النجف، ج 1 ص 229.
[13] عيون أخبار الرضا (ع)، مصدرٌ سابق، ج 2 ص 247.
[14] فأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني – كما في معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي رحمه الله- من مشايخ الصدوق (قدس سره) روى عن علي بن إبراهيم، و روى عنه الصدوق، و ترضى عليه في المشيخة في عدة موارد، في طريقه إلى أبي زكريا الأعور، و إلى إبراهيم بن محمد الهمداني، و إلى بلال المؤذن، و إلى حمدان الديواني، و إلى زكريا بن آدم، و إلى سهل بن اليسع، و إلى علي بن مطر، و إلى محمد بن عمرو بن أبي المقدام، و إلى محمد بن الوليد الكرماني، و إلى معمر بن خلاد. و روى عنه في طريقه إلى «عيسى بن يونس»، كذا في الطبعة القديمة، و هو الصحيح. إلا أن في الطبعة الحديثة: «أحمد بن محمد بن زياد» و هو من غلط المطبعة. و قال الصدوق: «و كان رجلا، ثقة، دينا، فاضلا، رحمة الله عليه ورضوانه». سمع منه بهمدان، عند منصرفه من حج بيت الله الحرام. كمال الدين: باب ما روي عن أبي الحسن موسى بن جعفر(ع)في النص على القائم(ع) 34، ذيل الحديث الأخير. و كناه بأبي علي. الأمالي: المجلس 70، الحديث 10. و روى عنه أحمد بن عبدون. فهرست الشيخ (5) ترجمة: إبراهيم بن رجاء الجحدري.
معجم رجال الحديث، مصدرٌ سابق، ج 2 ص 128.
وقد تقدّم توثيق علي بن إبراهيم و أبيه إبراهيم بن هاشم القمي.
وأمّا عبد السلام بن صالح الهروي، فقد قال النجاشي عنه: "عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي روى عن الرضا عليه السلام، ثقة، صحيح الحديث. له كتاب وفاة الرضا عليه السلام".
رجال النجاشي، مصدرٌ سابق، ص 245 رقم (643).
[15] الكافي للكليني رحمه الله، صححه وقابله وعلق عليه علي أكبر الغفاري، الطبعة الثالثة 1388 هـ، الناشر: دار الكتب الإسلامية، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الاسلام، ج 1 ص 465 ح (6).
[16] الأمالي، لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رحمه الله)، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة ، الطبعة الأولى: 1414 ه، مؤسسة البعثة، ص 418 ح (941 / 89).
[17] مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، للشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي رحمه الله، الطبعة الثانية: 1404 هـ.ق، الناشر: دار الكتب الإسلاميّة، ج 5 ص 367
[18] كامل الزيارات، للشيخ الأقدم أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي رحمه الله (المتوفي 368 ه. ق)، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق، الطبعة: الأولى: 1417 هـ، مؤسسة النشر الاسلامي، ص 135، ح ([157] 5).
[19] الكافي، مصدر سابق، ج 8 ص 255 ح (364)
[20] كامل الزيارات، مصدرٌ سابق، ص 134 ح ([154] 2)
[21] كامل الزيارات، مصدرٌ سابق، ص 133، ح ([153] 1)
[22] الكافي، مصدرٌ سابق، ج 8 ص 206، ح (250)
[23] علل الشرائع، مصدر سابق، ج 1 ص 160 ح (1).
[24] مصباح المتهجد، مصدر سابق، ج 1 ص 772- 777 ح (846 / 1، 847 / 2)، كامل الزيارات، مصدرٌ سابق، ص 325 – 332 ح ([556] 9).
[25] كتاب التفسير، لمؤلفه المحدث الجليل أبي النظر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي رضوان الله عليه،تحقيق: الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي ، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران، ج 1 ص 86 -87.
[26] الإحتجاج للشيخ الطبرسي رحمه الله، أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، تعليقات وملاحظات السيد محمد باقر الخرسان، سنة الطبع: 1386 هـ، منشورات دار النعمان للطباعة والنشر ، باب: احتجاجه (ع) في أشياء شتى من علوم الدين وذكر طرف من مواعظه البليغة. ج2 ص 40.
[27] كامل الزّيارات، مصدرٌ سابق، ص 62
[28] تفسير العياشي، مصدر سابق، ج 1 ص 86 و 87
[29] الكافي (الفروع)، مصدر سابق ج 4 ص 170 ح (3)
[30] من لا يحضره الفقيه، المؤلف: أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق، تحقيق: علي أكبر الغفّاري، الناشر: جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية، ج 2 ص 175
[31] الأمالي، مصدر سابق، ص 232، ح(244 / 5)
[32] تفسير القمي، لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمي رحمه الله (من أعلام القرنين 3 - 4 ه) صححه وعلق عليه وقدم له السيد طيب الموسوي الجزائري، سنة الطبع: 1387 هـ، مطبعة النجف ، ج 2 ص 84
[33] تقدّم توثيق علي بن إبراهيم وأبيه.
وأمّا محمد بن أبي عمير رحمه الله فحسبك في جلالة قدره ما ذكره العلامة في الخلاصة في جلالته: " قال الكشي: انه ممن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عنه وأقروا له بالفقه والعلم. قال الشيخ الطوسي رضي الله عنه: أنه كان أوثق الناس عند الخاصة والعامة، وأنسكهم نسكا وأورعهم واعبدهم، أدرك من الائمة ثلاثة: أبا ابراهيم موسى بن جعفر (عليهما السلام) ولم يرو عنه، وروى عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام). قال أبو عمرو الكشي: قال محمد بن مسعود: حدثني علي بن الحسن، قال: ابن أبي عمير افقه من يونس بن عبد الرحمان وأصلح وافضل. وله حكاية ذكرناها في الكتاب الكبير، مات رحمه الله سنة سبع عشرة ومائتين".
خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، للعلامة الحلي أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي رحمه الله: (648 - 726 ه)، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، الطبعة الاولى: 1417 هـ المطبعة: مؤسسة النشر الاسلامي.
وأمّا عبدالله بن مسكان رحمه الله، فقد ذكر النجاشي رحمه الله في رجاله: قال النجاشي: " عبد الله بن مسكان أبو محمد مولى عنزة: ثقة، عين ..".
رجال النجاشي، مصدرٌ سابق، ص 214 رقم (559)
[34] مناقب آل ابي طالب، لابن شهر اشوب رحمه الله، مشير الدين أبى عبد الله محمد بن على بن شهر اشوب ابن أبى نصر بن أبى حبيشى السروى المازندرانى (المتوفى سنة 588 ه)، قام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على عدة نسخ خطية لجنة من أساتذة النجف الأشرف ، سنة الطبع: 1376 هــ، المطبعة الحيدرية في النجف، ج 3 ص 238
[35] الغيبة، للشيخ الطوسي رحمه الله، شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385 - 460 ه)، تحقيق الشيخ عباد الله الطهراني، الشيخ على أحمد ناصح، الطبعة الأولى: 1414 هـ، مؤسسة المعارف الاسلامية، قم المقدسة-إيران، ص 212 - 213 ح (150).
[36] ثواب الأعمال وعقب الأعمال، للشيخ الصدوق رحمه الله، قدم له العلامة الجليل السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، الطبعة الثانية: 1368 هـ، الناشر: منشورات الرضى – قم، ج 1 ص 217.
[37] مناقب آل أبي طالب، مصدرٌ سابق، ج 3 ص 234
[38] الكافي، مصدر سابق، ج 1 ص 534، ح (19)
[39] تفسير العياشي، مصدر سابق، ج 2 ص 290، ح (67)
[40] تفسير العياشي، مصدر سابق، ج 2 ص 291، ح (68)
[41] تفسير القمي، مصدر سابق، ج 2 ص 278
[42] تفسير فرات، مصدرٌ سابق ص 399
[43] المزار، مصدرٌ سابق ج 1 ص 573 - 584
[44] روى الشيخ المفيد رحمه الله في الإختصاص: حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد الكوفي الخزاز قال: حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، عن ابن فضال، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي مسروق النهدي، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، قال: دخل سعد بن عبد الملك وكان أبو جعفر عليه السلام يسميه سعد الخير وهو من ولد عبد العزيز بن مروان على أبي جعفر عليه السلام فبينا ينشج كما تنشج النساء قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام: "ما يبكيك يا سعد؟" قال: وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن، فقال له: "لست منهم أنت أموي منا أهل البيت أما سمعت قول الله عز وجل يحكي عن إبراهيم: " فمن تبعني فإنه مني".
الإختصاص، للشيخ المفيد رحمه الله، أبي عبد الله محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد ره (المتوفى 413 هـ)، صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري، الطبعة الثانية: 1414 هـ، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة.
[45] دلائل الامامة، لمحمد بن جرير الطبري الآملي الصغير، (المتوفى في القرن الخامس الهجري)، الطبعة الأولى: 1413 هـ، مؤسسة البعثة، قم-ايران، ص 140 ح (48). وتفسير فرات الكوفي، لفرات بن إبراهيم الكوفي المتوفى (352)، تحقيق: محمد الكاظم، الطبعة الأولى: 1410 ه. - 1990 م، طهران – إيران، ص 171
تعليقات
إرسال تعليق