يصح إطلاق تسمية (آل الله) على أهل البيت (ع)؟


طُرح سؤال: هل يصح إطلاق تسمية (آل الله) على أهل البيت عليهم السلام؟

و الجواب:
☆ نشأ هذا السؤال من شبهةٍ، مفادها: أنّ كون إنسانٍ من (آل الله) يتنافى مع سورة التوحيد، والآيات التي نفت الصاحبة والولد عن الذات المقدسة لله تبارك وتعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}؛ فإنّ مَنْ يُنفى عنه الصاحبة والولد وما شابه، كيف يكون له آلٌ وعائلة؟!

⊙ والجواب: أنّ هذه الشبهة نشأت من تفسير (الآل) بالعائلة، بمعنى الانتساب النسبي عبر التناسل؛ فلو كان هذا المراد فلا يصحّ أنْ يُقال عن أحدٍ إنّه (آل الله). ولكن ليس هذا هو المقصود حتماً، وليتضّح المراد أشير إلى بعض النصوص التي ورد فيها التعبير (بآل الله):
- جاء في بعض زيارات الإمام الحسين عليه السلام: (السلام عليكم يا آل الله).
- في البحار عن صفوان بن مهران عن الصادق عليه السلام، في حديث طويل عن بعض كرامات الإمام الحسين عليه، جاء فيه قوله: (نحن آل الله وورثة رسوله).
- في أمالي الشيخ الصدوق، في حديث طويل عن الصادق عليه السلام، يتحدّث فيه عن كرامات النبي صلّى الله عليه حين ولادته، جاء فيه: (وعظمت قريش في العرب، وسُمّوا آل الله عز وجل).
- وشبيهٌ منه في تاريخ ابن الأثير بما يرتبط بحادثة الفيل: (لمّا كان من أمر أصحاب الفيل عظمت قريش عند العرب، فقالوا لهم: أهل الله وقطنه).

⊙ والمراد من هذا المركّب الإضافي: (آل الله) نوعٌ من الإضافة التشريفية، كما يقال عن الكعبة المشرفة (بيت الله). فكما أنّه ليس المراد من قولهم: (بيت الله) أنّه تعالى يسكن هذا البيت ويحلّ فيه؛ ليتنافى مع عقيدة التوحيدة الحقّة، بل المراد أنّ البيت منتسبٌ إليه، ويأخذ شرفه منه. كذلك في قولهم: (آل الله)؛ فإنّ هؤلاء منتسبين إليه؛ حيث إنّهم عليهم السلام: (صنائع ربّنا). ومجتمع الجزيرة العربية بعد ولادة الرسول صلّى الله عليه وآله بدأ ينظر إلى قريش نظرة خاصّة، فيها رفعة ومكانة؛ فاعتقدوا من خلال الكرامات التي حصلت أنّهم مورد لعناية الله بهم، كعناية الرجل بأهل بيته. ومثل هذه التعابير قولهم: (شهر الله).

⊙ فإذا كان معنى (أل الله) لا يتنافى مع عقيدة التوحيد، فلا إشكال أنّه يصح استعماله، فكيف إذا كان هذا الاستعمال مؤيداً بالروايات والنصوص الشرعية.

تعليقات

  1. سمعنا أبا عبدالله ع يقول ما من شئ أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى الامام وإن الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل احد، ثم قال: إن الله تعالى يقول في كتابه: " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة قال: هو والله في صلة الامام خاصة.

    فهم عليهم السلام نور الله واسمائه الحسنى
    وقول رسول الله ص ياعلي لايعرف الله الا انا وانت ولا يعرفني الا الله وانت ولايعرفك الا الله وانا
    فنحن لا نعرف ال محمد حق معرفتهم لقول امير المؤمنين ع ولاتعرفون كنه معرفتنا
    ارجو ممن يقراء تعليقي لاتاخذو دينكم وعقاىدكم من المقصره

    ردحذف
  2. يعني نستطع نقول ابن الله؟

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"... أعيادكم كأيامكم" أورد عن الأمير (ع)؟

معنى قوله (ع): كونوا أحرار

هل ورد أن "أبا صالح" كنيةٌ للمهدي عج؟